أكدت مصادر قبلية ل"أخبار اليوم" أن مليشيات الحوثي يساندها المئات من المقاتلين من خارج صفوف حركة الحوثي المسلحة من السيطرة على مركز دار الحديث في بلاد "وايلة" التابع للسلفيين بعد معارك ضارية شهدتها المنطقة استخدم فيها الحوثيون "7" دبابات حديثة الصنع من طراز "تي72" التي لا تمتلكها إلا قوات ما كان يعرف الحرس الجمهوري، وتشير المعلومات الواردة من هناك أنه بعد حشد الحوثيين للمئات من المقاتلين وهذه الدبابات وسلاح المدفعية, نفذ الحوثيون هجوماً هو الأعنف, نفذه أكثر من "1500" مقاتل يحملون اللباس العسكري الخاص بالحرس والقوات الخاصة، ولم تكن مشاركة عناصر الحوثي إلا بعشرات من مقاتلي الحوثي والبقية يعتقد أنهم جنود. كما تفيد المعلومات أن صفوف مقاتلي حلف النصرة شهدت منذ أكثر من ثلاثة أيام تخاذلاً ووجود بعض من الخونة الذين ساندوا مقاتلي الحوثي في التوغل باتجاه المناطق المجاورة للمركز من خلال بعض الانسحابات غير المبررة وتراجعهم صوب المركز.. وأمام هذه الهجمة الشرسة والعتاد والتسليح الحديث لم يكن أمام المقاتلين من السلفيين المتواجدين في مركز دار الحديث سوى الانسحاب باتجاه جبل "أم الرياح" الذي يبعد عن المركز عشرة كيلو متراً. وعلمت "أخبار اليوم" من مصادر خاصة أن عملية مجاميع من مقاتلي حلف النصرة الذين يتبعون أكثر من طرف بينهم مشائخ مرتبطون بالمملكة العربية السعودية قد تلقوا توجيهات خلال اليومين الماضيين بالانسحاب من الجبهة كي يضعفوا السلفيين، منوهة إلى أن عملية إخراج السلفيين من منطقة "آل أبو جبارة" يأتي بتنسيق سعودي أميركي على أعلى المستويات بذريعة إنهاء أي تواجد لعناصر تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة في وادي آل ابو جبارة. المصادر ذاتها كشفت للصحيفة أيضاً أن أحد الوجهاء لقبيلة "وايلة" قبل نحو خمسة أيام تلقى اتصالاً هاتفياً من مسؤول حكومي يمني كبير أبلغه أن عليهم إخراج السلفيين ومقاتلي القاعدة من بلادهم وأن الحوثي سينسحب من جبهتي "دماج" و"حاشد" وسينهي الحصار على دماج.. الأمر الذي يؤكد أن عملية إخراج السلفيين من "آل ابو جبارة" يأتي بتنسيق يمني سعودي أميركي نفذته ميلشيات الحوثي وبعض المرتزقة من مقاتلي الجيش وبسلاح الجيش اليمني, بهدف تسليم المنطقة للحوثيين ومنع أي تواجد سني في المنطقة, حرصاً من الأميركان على عدم بقاء أي خطر –بحسب تقديراتهم العسكرية- يتهدد قاعدتهم العسكرية في نجران على الحدود اليمنية السعودية التي تنطلق منها طائرات الدرونز بدون طيار. وأوضحت المصادر أنه بعد التخاذل الذي حصل يومي أمس وأمس الأول تم تغيير قائد الجبهة "الشاجري" وإيكال مهمة القيادة للقيادي "أبو الفداء" بعد أن تمركز مقاتلو السلفيين في جبل "أم الرياح" الذي شهد معارك عنيفة مساء أمس استمرت حتى وقت متأخر.. ويتوقع أن تستمر المواجهات في المنطقة, خاصة بعد إخراج أي تواجد لعناصر القاعدة لميليشيات الحوثي بتمويل سعودي أميركي وتنسيق حكومي يمني. هذا ولا زالت هناك تعزيزات في طريقها لجبهة كتاف من عموم المحافظات حتى هذه الساعة، بينما هناك بعض المقاتلين تم طردهم من الجبهة منهم من اشتبه به وخصوصاً من أسر من الحوثيين وأعلن ولاءه للحلف ومنهم شخصيات أخرى رأت الجبهة خروجهم من منطقة القتال بسبب تخاذلهم وتبعيتهم لجهات سعودية. وعلى صعيد متصل بموقف أنصار الشريعة مما حدث للسلفين فقد حمّل أنصار الشريعة السلفيين مسؤولية سقوط جبهة كتاف، وأكد المسؤول الشرعي لأنصار الشريعة أنهم لن ولم يتخلوا عن المسلمين المستضعفين ولن يتركوهم فريسة للحوثي. ونقل أحد المقربين للتنظيم في صفحته على تويتر عن المسؤول الشرعي لأنصار الشريعة قوله: بما أن السلفيين طلبوا منا المغادرة قبل أسبوع وسقطت الجبهة اليوم فإن الأمر مبيت بليل ونحن نقول إنه لا يسقط علينا واجب فريضة الجهاد، ولن نستطيع فتح جبهة خاصة للقاعدة لأن الطيران سيستهدفنا، مشيراً إلى أن مشائخ وقيادات أنصار الشريعة اتفقوا على أنهم سيقومون بحرب عصابات ضد الحوثي في كل مكان. من جهة أخرى شهدت أمس مديرية أرحب – إحدى المديريات التابعة لمحافظة صنعاء, وأحد أكبر تجمعاتها القبيلة في منطقة "سوق الجامعة" الذي يعد المركز الرئيسي لعقد الملتقيات القبلية بهدف مناقشة التطورات التي شهدتها بعض مناطق أرحب بعد قدوم مسلحين حوثيين من خارج المنطقة عبر بعض المؤيدين لهم من "آل أبو نشطان" وغيرهم من قرية "حبّار" وإقامة بعض النقاط والتقطعات خلال الأيام الماضية, إضافة إلى محاولة التمركز في جبل "ريام" الذي يعد أعلى مرتفع جبلي في قبيلة أرحب الواقعة شمال مطار صنعاء الدولي. وفي اللقاء الذي حضره الآلاف من أبناء القبيلة شدد الحضور على منع أي نقاط تستحدث داخل قبيلة أرحب لأي طرف وتحت أي مسمى بحسب مصادر صحفية. ووفقاً لمصادر قبلية فقد وقع مشائخ ووجهاء القبيلة على وثيقة تقضي بمنع التقطعات وطرد كل من يحمل السلاح بغرض القيام بأعمال تخريبية. كما تم منع العناصر القادمة من خارج القبيلة ومنحوها يوماً واحداً للمغادرة، معلنين الحرب عليهم وعلى من يقوم بإيوائهم أو مناصرتهم. وكان في طليعة من تزعموا تلك الوثيقة شيخ مشائخ قبيلة أرحب وعضو مجلس النواب الشيخ/ منصور الحنق. وفي الملتقى استعرض الشيخ الحنق مواقف تاريخية لأبناء القبيلة ومواقفهم من الثورة, وشدد على الحضور التمسك بقيم الوحدة والتآخي, مستعرضاً نتائج أي صمت على التدخل الحوثي في شئون القبيلة تحت أي مسمى, مستشهداً بما جرى في كل من قبيلة سفيان وما يجري اليوم في صعدة. كما حذّر كل من يحاول أي يؤوي المسلحين الحوثيين مقابل بيع ضمائرهم بالمال, كما شدد خلال كلمته التي لقيت ترحيباً واسعاً لدى الحضور " أن قبيلة أرحب ستقف لكل الحوثيين بالمرصاد ولن تسمح بالفوضى في أرضها. وأنتهي اللقاء الموسع بالتوقيع على الوثيقة من قبل عشرة مشائخ كل شيخ يمثل خمساً من أخماس مديرية أرحب.