علمت "الأهالي" من مصادر قبلية أن جماعة الحوثي تسعى لفتح جبهة حرب جديدة في منطقة همدان شمال غرب العاصمة صنعاء، بعد هزيمة الجماعة في منطقة أرحب. ووفقا للمعلومات التي نشرتها أسبوعية الأهالي فأن الحوثي حول وجودها من أرحب إلى مديرية همدان ثاني أكبر مديريات محافظة صنعاء، وأنه تم رصد تحركات حوثية مسلحة في مناطق مختلفة من قرى وعزل همدان خلال الأيام الأخيرة. ذات المعلومات تشير إلى أن الحوثي قام بتوزيع عدد من الأطقم الحديثة وسيارات وأسلحة وأموال لمشائخ ونافذين في المنطقة ممن يتوقع شراء ولائهم. مديرية همدان هي ثاني أكبر مديريات محافظة صنعاء سكانًا. ويبلغ عدد سكانها 111141 نسمة عام 2004. وتشمل مديرية بعض أحياء العاصمة صنعاء، وتحادد أرحب من جهة الجنوب الغربي. وهناك تواجد محدود لأنصار للحوثي والنظام السابق في همدان ويمكن للحوثي الوصول إلى العاصمة صنعاء عبر منطقة همدان التي يمكنه العبور إليها من محافظة عمران. وسيجد الحوثي عقبات في العبور إلى همدان من عمرانالمدينة. ووقفت معظم قبائل همدان مع ثورة فبراير السلمية، وناصرت الجمهورية في الصراع مع الأئمة في الستينات. وكانت همدان محضنا لما يعرف بتيار (المطرفية) الزيدية الذي تبنته قبائل لا تنتمي إلى السلالة الهاشمية ولا تقر بالحق الإلهي للهاشميين في الولاية. وشن الإمام الهاشمي عبدالله بن حمزة حربا ضد الزيدية بهمدان وأصدر أوامر بسحق طائفة المطرفية التي كانت تعتبر زنديقة ودمر مسجدها القريب من صنعاء. والمطرفية هي فرقة ولدت من رحم الزيدية الهادوية، إلا أن منطلقاتها وطنية يمنية، أرادت أن تطهر الهادوية من أهم شوائبها المتمثلة في حصر الإمامة في أحد أبناء البطنين ومالوا في علم الكلام المعتزلي إلى المدرسة البغدادية وشيخها أبي القاسم البلخي، ومن مميزات المطرفيين أنهم لم يؤمنوا بالعنف ولم يخوضوا غمار الصراع السياسي الحربي بل عمدوا إلى أسلوب الدعوة ونشر التعليم حتى بين الفلاحين والجهلة، لكنهم تعرضوا فيما بعد إلى أسوأ عملية قتل وتنكيل واضطهاد على يد الإمام عبد الله بن حمزة المتوفى سنة 614ه.