مازال حكامنا مولعين بإدارة شئون الدولة , وإطالة عمرهم السياسي , وفقًا لثقافة التحكيم القبلي (ثيران وبنادق) , وكذا عبر تسييس الثائرِ القبلي ؛ ليغدو ثأرًا سياسيًا ! وهذا قد يعود , في بعض جوانبه , لطبيعةِ الثقافةِ السياسيةِ اليمنيةِ السائدة ؛ فهي تتسمُ , في بعض جوانبها, بالمبالغةِ في الانتقام ِ من الخصم السياسي. حيثُ لا تكتفي بتصفيتهِ معنويًا وسياسيًا , بل تصرُ على تصفيتهِ جسديًا ! وهكذا شهدت اليمنُ ظاهرة َالاغتيالِاتِ السياسية , وتصفيةِ بعض الخصوم ِ, والرؤساءِ اليمنيين جسديًا ! الإشكالية تتمثل في أن نخبنا وحكامنا غير ثوريين , ولا تغييرين ابتداءً , ويكرهون المؤسسية انتهاءً ! ولذا , فإن في اليمن قياداتٌ ثأريةٌ لا ثورية ! وعقيمةٌ لا حكيمة ! ومن ثم , يبدو أن ثوراتَنا ستظل غير مكتملةٍ , وتغييرنا غير فاعل ؛ حتى حضور ثقافةِ الوعي الثوري , والتغيير المؤسسي لدى نخبنا , وأحزابنا , وحركاتنا ؛ لتحل محل ثقافة شخصنة الحكم , والتوقف عن تسييس الثأرِ والثيران ! ولا عزاء ل( الحكمة اليمانية ) !