إنهم يجيدون استعارة النصوص , ونحت بعضها , ولكنهم يعجزون عن تطبيقها ! ثم يحدثونكَ عن (مؤامراتٍ خارجية) , ويتفاخرون ب(حِكمتهم الداخلية), رغم أفولها ! صحيحٌ أنهم مولعون باستجلاب النصوص , ولكنهم جادون في خذلها ! فقد أضحت نصوصهم ورؤاهم بمثابة (عباءات ) يتدثرون بها ! و(أزياء) يلتحفونها ! والأخطر أنهم ما عادوا يخجلون من اخفاقاتهم , وكذبهم ! بل إنهم باتوا من دون وفاءٍ لنصوصهم وشعاراتهم , وبمنأىً عن إرادة الفعل , وصدقية التطبيق ! أيها الحاكمون العاجزون : لقد تَمَلككم الضعف , وعجزتم عن (طوي صفحة حُكم طاغية) ! بل إنكم اكتفيتم بنسخ العديد منها ؛ لأنكم - ببساطةٍ - مازلتم جزءًا منها , وأسرى لصاحبها وكبيرها ! ألم نقل منذ زمن , إنهم يجيدون نحت النصوص , ويعجزون عن محاسبة اللصوص ! لقد اتضح جلياً , أنهم هواة (نصوص) , وليسوا رجال حكم , بل إنهم أضحوا (تمديديين) و(ثأريين), بل و(استئثاريين) ! إنهم مغتصبو سلطة , وبائعو أوهام ! وهنا تكمن المعضلة ! أيها الشباب , اعلموا أن الحل بأيديكم ؛ ويتمثل في إصلاح (أحزابكم وحركاتكم) وتفعيلها ؛ عبر الوفاء للوثائق الحزبية (برامجَ وأنظمةً أساسية) وتجديدها وعدم تهميشها , والبدء بمقاومة حالة العجز والجمود ؛ من خلال المضي في مأسسة أحزابكم , والاصرار على تفعيل وظائفها , وتجديد قياداتها , وتداول السلطة وتناوبها ؛ عبر الاسراع في دوران النخبة الحزبية . وكذا السعي لإقناع قياداتكم الحزبية التاريخية) لتغدو ( قياداتٍ استشاريةً تاريخية) , فإن أبَوا , حينئذٍ , يغدو التمرد على (الأبوية السياسية والحزبية) ضرورياً وواجباً. ومن ثم , نعمل سوياً لمقاومة أخلاق الاستبداد , ومواجهة أهله , ومحاكمة اللصوص والفاسدين , سلمياً ؛ عبر ارساء مداميك دولتنا الحديثة المنشودة , دولة الحق والعدل والقانون.