استقبل الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم السعودي في جدة، الطفل اليمني عبدالرحمن عبده أحمد عبده نظير موقفه النبيل المتمثل في تبرعه بمصروفه اليومي ولمدة أسبوعين دون علم أسرته أو إدارة المدرسة، كصدقة عن صديقه السوداني الذي لقي حتفه غرقا في مسبح في الأفلاج. وعبر الأمير خالد الفيصل عن سعادته بلقاء الطالب، وقال له: أنا فخور بوجودك هذا اليوم في مكتبي وأفتخر بمثلك من الأبناء الذين يضربون لنا المثل الأعلى في الأخلاق الإسلامية والقيم العربية الأصيلة، وهذا مصدر افتخار وسعادة لكل إنسان مسلم، فقد أعطيت مثلا أعلى للأخلاق والفطرة الإسلامية. وأضاف : ما قمت به تجاه صديقك بعد وفاته يدل على الروح العالية للإنسان الشهم وأرجو من الله سبحانه أن يوفقك فيما قمت به من عمل جليل وشهم، وأتمنى أن يتحلى كل رجل وشاب وامرأة وفتاة بهذه الأخلاق الرفيعة. وأود ان أهنئك على خلقك، ووالديك الذين أحسنوا تربيتك وتنشئتك، فأهلا بك من اليمن العزيز الشقيق في بلدك المملكة وفي مدارسها، وشخصيا أسعد ان تحظى مدارسنا بأمثالك من الطلاب وأن تستفيد من تعليمك، لا يسعني إلا أن أشيد بمدرستك ومعلميك وإدارة التعليم في الأفلاج، الذين أسهموا في كشف هذا النموذج المشرف. وتابع سموه قائلا: خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد دائما ما يوجهان المسؤولين بتشجيع الأعمال المميزة في المواطن والمقيم في هذه البلاد بمختلف الفئات، وأعتقد أن العمل الذي قام به الطالب عبدالرحمن من الأعمال المميزة، وبإذن الله ألتقي به في كافة مراحله الدراسية، وأن يقدم عملا صالحا للأمة العربية والإسلامية. وكرم الأمير خالد الفيصل، الطالب عبدالرحمن عبده أحمد نظير ما قام به من موقف نبيل وسلمه خطاب شكر إضافة إلى هدية. بدوره، عبر مدير التربية والتعليم في محافظة الأفلاج محمد مبارك الزايد، عن فرح المجتمع التعليمي في الأفلاج بالعمل النبيل الذي قدمه الطالب عبدالرحمن، موكدا أن اللمسة الأبوية الحانية من سمو الوزير تجاه الطالب لها أثر كبير في نفوس كافة الطلاب في المملكة والذين يشعرون بالتكريم لهذه اللفتة الإنسانية لسموه بمقابلة الطالب وحثه على مواصلة الأفعال المميزة. وروى تفاصيل اكتشافهم العمل النبيل الذي قدمه الطالب، ملمحا إلى أن معلمين في المدرسة لاحظا الإعياء الذي كان عليه الطالب، وعدم شرائه من مقصف المدرسة وتناوله أي وجبه خلال الفسحة المدرسية، فابلغا المرشد الطلابي لمتابعة حالته. وذكر الزيد، أن المرشد الطلابي منح الطالب مالا لشراء وجبه له غير أنه رفض، وبعد محاولات معه لمعرفة الأسباب بهدف دراسة حاله أسرته المادية، أفصح الطالب أنه يحصل على مال لشراء وجبة، غير أنه يتبرع بها لعمل نبيل رفض الإفصاح عنه، وبعد جهود كشف أنه يدفع قيمة مصروفه كصدقة عن زميل له متوفى.