بلسان الشيخ وعقل الباحث يتحدث الشيخ خالد أحمد عبدربه العواضي، الأمين العام لتحالف قبائل اليمن، عن القبيلة على أنها قابلة للتحديث والتطوير والتمدين، ويسرد تفاصيل عن تاريخها وعلاقتها ببعضها وبالرئيس هادي وبرؤساء سابقين. يستند العواضي إلى تاريخ نضالي واسع سطّره والده في ثورة سبتمبر ليكون العواضي الابن أحد رموز ثورة فبراير. "الأهالي" التقته بمنزله بصنعاء وناقشت معه كثير من القضايا في هذا الحوار. * أنت كشيخ قبلي، كيف تنظر إلى القطاعات القبلية وتخريب أنابيب النفط والتقطع لناقلاته وتخريب الكهرباء؟ - لا نحمل القبائل كامل المسئولية، وهذه الأعمال هي تدبير سياسي أكثر من أنها قضية مطالب قبلية، هذه الأعمال وراءها أطراف سياسية لاعبة تلعب في هذه المسألة. منذ ثلاث سنوات كل يوم اغتيالات وقتل، والحكومة تقول أنهم مسلحين مجهولين، ولم تضبط واحد من المسلحين المجهولين، وهذا الكلام عيب، لما نأتي إلى القبائل تقوم الدنيا ولا تقعد. ما يعمله البعض غلط، وأكبر غلط، لكن الحقيقة أن الغلط ليس في مأرب بل في كل مكان، هذه الدماء أهم من الكهرباء لأن الكهرباء وجدت من أجل خدمة بني آدم، وليس معقول أنها أغلى منه، هي خدمة له. * لكن القبائل تتهم بتخريب هذه الخدمة؟ - أعمال التخريب للكهرباء كان لها دور في إسقاط علي عبدالله صالح، والآن نفس الدور يمارس لإسقاط هادي، من قبل علي عبدالله صالح ربما، لأنها ستعمل ضغط عند الناس في الشارع، الناس تريد الانترنت والفيسبوك والأخبار ولما تمسي الكهرباء مقطوعة حالة، ومن الضنك والضيق الناس مستعدة تخرج لتسقط أي واحد، فالقضية كبيرة، القبائل لا نحملهم كل شيء، هم مسئولين في هذا الوطن، احنا نتحمل جزء من المسئولية ولا ننكر هذه المسئولية فيما يحصل في البلد من سوء. * لكن المخربين يحتمون بالقبيلة؟. - لا يحتمون بالقبيلة، القبيلة بالعكس تتخلى عنهم يضربوهم بالسلاح الثقيل، وما أحد بيدافع عن الغلط، أنا ضد من يدافع عن الغلط. - الوضع جملة سيء، ماذا تقيم؟ سراب، أطلال؟، لا استقرار أمني، الاقتصاد يكاد ينهار. * والملايين والمليارات التي تدفع للخاطفين والمخربين والتحكيمات والأثوار؟ - هذه لناس معينين، شغالين مع عصابات، سمهم قبائل، سمهم عسكر، سمهم أي شيء. * هذه الأعمال تزيد من تدهور الوضع الاقتصادي؟ - نحن أخوة وشركاء في هذا البلد لا يريد أحد أن يتفهمنا، كل المصايب علينا، أنت تقول سبب ضعف الدولة، سبب التخريب سبب التقطعات، وهناك كم يا ناس كثير عسكر ومسئولين ومشاركين، مافيا كبيرة، من الذي يهرب المخدرات، من الذي فرط في حنيش، من الذي باع الأرض للسعودية، أشياء كثيرة؟. الاقتصاد يكاد ينهار، ونحن ندخل في حروب عنيفة، ولما نأتي في مكان معين نقول حرب يقولوا لا باترهقوا ميزانية الدولة، يعني الجيش لا يستطيع الدخول في حرب لأن ميزانية الدولة لا تتحمل حرب في عمران، لكن تتحمل في أبينوشبوة، ومليارات تصرف، نحن في غنى عن هذه المليارات، أعتقد أن الوضع الاقتصادي سيؤدي إلى انهيار الدولة. * القبائل هي المستفيدة من هذا الوضع؟ - أي مكاسب، أبناء القبائل قتلى في شبوة وفي أبين، هذه اللجان المشتركة تقاتل وبعدين اليوم الثاني بايطردهم بدون معاشات. القبيلة تعاني حالة من الضيق والفقر، مجننين الناس أن معاهم مرتبات في شئون القبائل، هناك تحامل على القبيلة بشكل مخيف، لدينا وزارة الرياضة تهبر مليارات عملوا خليجي 20 بستة مليار ولا سجلنا هدف، كرة القدم حقنا فاشلة، الذين في الرياضات الناجحة يبيعون قات وسائقين على تكاسي الأجرة والوزارة تهبر المليارات ولا أحد قدر يتكلم عليها، لكن شئون القبائل لا، الفساد كله شئون القبائل، أول ما يمسكوا في الفساد يذهبوا إلى شئون القبائل. * الشيخ هو القائد العسكري ومسئول الضمان الاجتماعي والمجلس المحلي و...؟ - هذا كلام مبالغ وغير صحيح، هذا الاستهداف للقبائل والتعسف أرفضه بصراحة، أقول بدلا من أن تسلم رواتب للمشائخ اعمل بها برامج لتمدين القبيلة وتحديثها وتطوير أبناءها. * هل سيقبل المشائخ بهذا؟ - نعم، كلنا المشائخ قابلين للتنظيم والتحديث، نحن جزء من المجتمع ونريد أن نكون وزراء ودكاترة وسفراء؛ لا أن نجلس للحرب والمشاكل، إذا حنبت عليهم قالوا القبائل يدعموا الجيش، القبائل يدعموا الدولة، وتقتلونا في الدولة ولما نروح تتقاسموا السلطة، هذا كلام مرفوض لم نعد نقبله، نريد أن نكون شركاء في الوطن. * يعني أنكم تريدون الشراكة في السلطة؟ - نتمنى وجود دولة عادلة، يعني من قتل يحاسب في الدولة، القبيلة اليوم لم تعد حريصة على المشاكل، عندما تكاثرت القبائل وارتفع عدد السكان حصل أن البعض يريد أن يسترخي وتتمدن وتتحدث، الناس اليوم يشتوا دشات وأدوات كهربائية يريدوا يستمتعوا، ما بش التفكير القديم أنه أنا أروح أقتل الليلة، هذه انتهت، القبيلي يريد يشاهد أخبار، فيلم، برنامج، هناك تغير كبير في عقلية القبائل.. نحن لا ندور خراب، احنا ندور نصلح البلد، أنتم لا يمكن أن تقتنعوا بالقبيلة، دخل في رؤوسكم أن القبيلي هذا رأس المصايب. أنا ضد من يريد يستهدفنا بشكل إنه يريد أن يمحينا من على الوجود ويهمشنا، وأقول لك من يمد يده إلينا من دعاة المجتمع المدني، سنمد يدينا الاثنتين أنا وغيري كثير، وأنا أعرف ما لدى الآخرين من القبائل، نحن مستعدون للتجاوب، والهجمة الشرسة نحن ضدها، ضد التكالب علينا والتحامل علينا وتزييف الوعي في الشارع، ضد تشويه القبيلة، وعمل حاجز بيننا وبين الناس، بدل حالات الكراهية اللي بتحصل في البلد؛ نريد نبذ الكراهية وتخفيف الصراع ونبدأ نتعامل مع بعضنا ليس في الحوار فقط، نتحاور خارج مؤتمر الحوار، ويكون هناك قبول بالآخر، ماذا عندي وماذا عندك؟ القبائل لا يوجد عندها مشكلة، أي واحد عنده مشروع وطني نحن معه، نحن مع أي واحد يمد يده ويساعد القبائل ويأخذهم من ربقة القبلية التي يعيشوا فيها وهي متعبة، في مأرب كثير يعيشوا في خيام؛ لا تلفزيون ولا طباخة ولا ثلاجة، هؤلاء جزء من الوطن، ولا بد أن تنظروا إليهم بدلا من النظر للمتقطعين والكيل بمكيالين. * البعض يقول إن القبيلة تتعارض مع المدنية؟ - القبيلة في اليمن هي المكون الوحيد للمجتمع، بمعنى أنه قبل 50 سنة أي قبل ثورة سبتمبر وأكتوبر ما كان يعرف حاجة اسمها مجتمع مدني؛ وكانت القبيلة هي المكون الأساسي، هذه القبيلة يرجع تاريخها إلى آلاف السنين بعمر الحضارة اليمنية، هي التي أقامت حضارة معين وسبأ، هم أصحاب بلقيس، هم أصحاب الحضارات القديمة، هم الذين ذهبت وفودهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، البلاد الوحيدة التي قامت فيها دولة في الجزيرة العربية هي اليمن؛ هذه الدولة أنشأها القبائل في ذلك الحين، جميع اليمنيين ينتسبون للقبائل إلا من أتى من خارج اليمن فيما بعد في ظل غزو فارس أو غزو الأحباش أو الأتراك أو غيرهم، أما الأصل في اليمن فهم مكون قبلي بحت أساسي قديم، حتى الذين تمدنوا اليوم وسكنوا المدن يرجعوا إلى الأصل القبلي، البعض يتعامل معنا كأننا ولدنا من جديد، يريد أن يعلمنا كيف نبدأ حياتنا، كيف نتزوج؛ وكيف نكون حضاريين، القبائل اليمنية صاحبة حضارة من 500 سنة 600 سنة، يريد يصوغنا من جديد ونحن أقدم منه بآلاف السنين؛ وعندنا حضارة نعرف كيف نعيش مع بعضنا ونقيم حضارة وأقمنا دول. * لكن الصورة الحالية للقبيلة هي العنف والخطف وقطع الطريق؟ - أقول لك، كل سيء للقبائل الدور الأكبر فيه، وكل جيد أيضا للقبائل الدور الأكبر فيه، والحقيقة أن القبائل انعكاس وصدى للسلطة الحاكمة، القبائل يوالون السلطة مباشرة، السلطة ورأس السلطة، وهم معه، إن كان سيء كانوا سيئين وإن كان جيد كانوا تمام، هم بهذا الشكل أرى أنهم يحافظوا على أنفسهم، القبيلة شيء عجيب تحافظ على نفسها، بدليل أنه ذهب رؤساء وذهبت ملوك وأئمة ورؤساء لكن القبيلة لا تزال باقية ولا يمكن أن تذهب، ولا يمكن أن ينطبق عليها القانون الفيزيائي؛ لا تفنى ولا تستحدث من العدم، القبيلة موجودة، ولا أحد استحدثها. * لكن العصر الحديث والمتطور لا يعترف بالقبيلة التقليدية؟ - القبيلة هي موجودة ولا يمكن أن تفنى، ونحن يمكن أن نطور القبيلة ونحدثها ونمدنها ونأخذ الإيجابي منها ونعطيها الإيجابي من الجانب المدني، أما قضية أننا نزيلها أو نفنيها كما يقول بعض الناس لا للقبائل لا للمشائخ، هذا كلام مرفوض هذا كلام مغالاة، الصوت العالي أرى أنه لا يدعو للمدنية، هذا الذي يقول أنه لا يريد القبائل لا يريد أن يسمعني أنا كقبيلي هو يريد أن يسمع ناس آخرين، صاحب المشروع المدني الحقيقي لا بد أن يتخاطب معي كقبيلي وأنا لا أعني نفسي أنا أعني القبائل وأنا أتحدث هنا كواحد من القبائل، لا بد لدعاة المدنية المؤمنين بالمدنية وليس بشعارات، إيمان حقيقي، سلوك، قناعات نلمسها من خلال سلوكهم في تعاملهم معنا، يدعو للجانب المدني ويتحدثوا معنا في الجانب المدني مش مؤتمرات وندوات وشعارات عن القبائل وعن المدنية ولا يحضرها واحد من القبائل، هم الآن يكلموا أنفسهم لا يخاطبونا نحن كقبائل، الذي يريد أن يدعو القبائل للمجتمع المدني يجب أن يتحدث مع القبائل، والقبائل موجودة في اليمن فيها شباب فيها أساتذة فيها دكاترة فيها متعلمين، فيها شباب خرجوا في الثورة وكانوا مدنيين وسلميين والأمور لا توجد عندنا مشكلة، وأنا أرى أنه لا يوجد تعارض بين المدنية والقبيلة، بالعكس، لا يمكن أن تقوم مدنية في اليمن إلا على أساس قبلي وتركيبة محدثة، نعمل تحديث للقبيلة، مثلما يعملوا لنظام الحاسوب (ويندوز)، يعني لو جاء برنامج جديد لا تزيل النظام الموجود أنت تربي نظام الحاسوب ليتقبل البرنامج الجديد أما قضية أنهم يزيلوا القبيلة... * وهل ترى أن القبيلة يمكن أن تستجيب للأنظمة الجديدة؟ - أقول لك، هذا يعتمد على دعاة المدنية أنفسهم، عندما يشعر القبيلي بجدية وإخلاص سيقبل، عندما يكون الإيمان موجود معهم يكون لهم قبول عند الناس، وهم يصبروا على الناس ويتحملوا، أنا متأكد أنهم يستطيعوا أن يتحملوا كثير من المشاكل والعقبات التي تواجههم مع القبائل، المسألة ليست سهلة، ولكنهم يستطيعوا بعد فترة أن يحدثوا أثر. وأقول، يجب أن نفرق بين مجتمع مدني والدولة المدنية، الدولة المدنية حسمناها في مؤتمر الحوار، أعتقد كل الأطراف اتفقت وخرجنا بما يسمى الدولة المدنية، لكن المجتمع المدني مسألة أخرى، هي ثقافة ترسخ في المجتمع وتتطور فيه، المجتمع المدني هو الذي يخلق الدولة المدنية، ليس العكس. الدولة المدنية قد تسهم في وجود مجتمع مدني بسرعة، ولكن بطرق سلمية، ليس كما حصل في الجنوب، أحيانا يكون العنف والقسر وجبر الناس على التحول المدني يؤدي لنتيجة عكسية. * كانت هناك دولة في الجنوب؟ - الحزب الاشتراكي كان له مشروع مدني حاولوا أن يلغوا اسم القبيلة حتى من اسم الإنسان، فلان الفلاني بدون لقب رقم في النهاية، يقولون رقم خمسة رقم ستة، خرجت القبائل وقياداتها في الجنوب ورحلت إلى الخارج، القبيلي لا يقاوم النظام؛ لأن القبيلي مش عصابة؛ هو بنية اجتماعية قديمة لم يأت من عدم، هو لا يواجه الدولة هو يفر من الدولة، أيام الحمدي هربوا المشائخ إلى السعودية، ما قاوموا الدولة، ما عملوش حرب عصابات ولا دقدقوا مساجد ولا بيوت أحد، لما يواجهوا مشكلة يفروا حتى يحافظوا على قبائلهم ومجتمعهم لأنهم يعرفوا أن مواجهتهم تؤدي إلى كارثة، هم يعرفوا ولذلك هم لا يدخلوا القبائل في مأزق، بعد ثلاثين سنة الذين هربوا أتوا وتسلموا مناصبهم القيادية، حتى القبيلة لم تغير قياداتها، نفس القيادات هي أتت من الخارج، القبائل عندما تواجه بعضها البعض هي تكون عنيفة، ولكن عندما تواجه الدولة تكون ضعيفة، هي دائما عاجزة عن مواجهة الدولة، هكذا تربت لأنها تعرف أن الدولة هي النظام وأن عقد النظام يجب ألا ينفرط لكنها مستعدة أنها تواجه بعضها البعض، مستعدة تواجه أي قوى أخرى لا تمثل الشرعية، وفي حالات تنقسم القبيلة للحفاظ على نفسها، في ثورة سبتمبر انقسمت القبائل ملكي وجمهوري، والنصف الملكي يحافظ على النصف الجمهوري والنصف الجمهوري يحافظ على النصف الملكي، في ثورة فبراير انقسمت القبائل في الستين وفي السبعين، للقبائل طريقة في الحفاظ على نفسها، هذه القضية ليست سيئة أنا أرى بل بالعكس تنم عن إدراك عميق وتعامل بعقلانية وواقعية. أعتقد أن الحكمة اليمانية تتجلى في أن القبائل تحافظ على نفسها بدليل أننا سلمنا أن ندخل في دوامة ليبيا وسوريا، وأيضا في ثورة سبتمبر وأكتوبر حسمتها القبائل، في سبتمبر وصلوا إلى مصالحة مع الملكيين. * لكنك قلت أنها صدى للحاكم؟ - نظام علي عبدالله صالح سيء جعل صورة القبيلة سيئة، القبائل كما قلت هي انعكاس للحاكم، نحن نريد القبائل أفضل ونخرجها من أنها تكون صدى للحاكم نريد أن تكون صدى للشعب أو للجانب الحضاري المدني، هذا يعتمد على دعاة المدنية في أن يؤسسوا لهذا المشروع العظيم الذي يريد جهد كبير. القبيلة خرجت ضد علي صالح في ثورة الشباب وكانت جزء من هذا الشعب، أحيانا تكون مصلحة القبيلة تتعارض مع الحاكم، مثل ما حدث في عهد الرئيس الحمدي، يتهمون القبائل أنهم من أسقطوا الحمدي وهذا الكلام غير صحيح وتهمة باطلة.. الذين قتلوا الحمدي وأسقطوه هم العسكر أما مشائخ القبائل فكانوا في السعودية، الذين قتلوه رفاقه في السلاح من العسكر أصحابه. بعض الناس تقول أن القبائل هي تعوق الدولة، وسبب إضعاف الدولة هي القبيلة، ولولا القبيلة لقامت دولة مدنية ذات نظام وقانون، القبيلة هي رافد للحاكم إذا كان الحاكم جيد، وإن كان سيئا انعكس على القبيلة. لما تغيب الدولة القبيلة هي ضرورة تكون موجودة لأنها تحفظ النظام، تحفظ نظام اجتماعي متماسك. نحن نلجأ للعرف لأننا مدفوعين لذلك بحكم الواقع، عندما لا توجد دولة، لا يوجد قضاء نزيه. * القبيلة لعبت دور في ترسيخ نظام صالح 33 سنة؟ - لعبت دور والظلم وقع عليها، هي تشارك حتى في الظلم ويقع عليها، يعني المستفيدين من فساد السابق كانوا مجموعة أشخاص لكن الحقيقة القبائل وأبناءها عامة محرومة.. اذهب المنطقة الشرقية اذهب مأرب، البيضاء، الجوف، تشعر أنك بمجاهل أفريقيا لا يوجد شيء، لا توجد دولة، نحن نعاني أكثر، صح، القبيلة تدعم النظام الحاكم، نحن ندعم النظام الحاكم ونعمل مأساة لنا وللبلد وإذا جاء كويس نحن نرفده. * هل يعني أن القبائل التي دعمت صالح ستدعم هادي؟ - الآن تدعم عبدربه، ولكننا الآن نريد أن نخرج من هذا المسلسل، أننا نبقى في رأس رجال، يعني إذا جاء زين بطيخ وإذا جاء كويس أحمر يا الله خير، يعني نظل نعاني ثلاثين سنة، هذا الكلام لن نتحمله أكثر. نريد مشروع وطني جامع لكل فئات الشعب، وأن نخرج بمشروع وطني حتى القبائل تلتزم به أخلاقيا، لأن مؤسسات الدولة الآن عاجزة، هي كلام على ورق، إذا كنا عاجزين أن نوجد مؤسسات الدولة نوجد بديل مؤقت، على الأقل نوجد مشروع جامع تنفذه الناس لا يطغى على الدولة ولا يكون البديل لمؤسسات الدولة. لا أريد أن أغني على الناس، أحيانا نقول كلام ونغني على بعضنا البعض وكأننا في مباراة، من يكذب على الثاني، هذا كلام يجب أن نتجاوزه، نحن في حالة تستدعي ألا نكذب على بعضنا، بمعنى لما نقول دولة مدنية وتعايش سلمي نلتزم به جميعا، مثلا نحن وقعنا وثيقة العهد والاتفاق وشهدها العالم وحضور دولي واليوم الثاني تقاتلنا، مؤتمر الحوار الوطني وقعناه والأمم المتحدة على رأسها والمبعوث رايح جايي وقرارات دولية بهذا الصدد ولا نفذنا حاجة، نحن في اليمن بتوع كلام وهدرات، ينبغي ألا نعمل حوارات ونخرج بقرارات ونجامل بعضنا ولا ننفذها. احنا مسئولين أن نعمل بلد كويس، أين الجانب الآخر الذي سيمد يده ونخرج البلد سواسيه، نريد مشروع وطني جامع ولا نكون شماعة للناس تعلق عليها الأخطاء هذا لا يحل مشكلة. * هل يعني أن القبيلة غير راضية عن مخرجات مؤتمر الحوار؟ - القبيلة أخذت على خاطرها لأنه تم استبعادها في الحوار وهي مكون أساسي ومن غيرها لن ينجح حوار، وتم استبعادها من كل اللجان التي تم تشكيلها بعد الثورة. خلال الثورة صنعنا وأسسنا تحالف قبائل اليمن داخل ساحة التغيير واجتمع فيه أكبر عدد ونخبة من رجال القبائل والمفكرين والشباب، وهو كيان غير عادي خلاق وواعد، لو كان هناك من ينظر إلى الأمور وعنده حس وطني ويريد أن يتبنى هذا الكيان، أنا أتكلم عن السياسيين وأصحاب وجهات النظر والذين لهم رؤى ولا أتكلم عن السلطة التي لا تفكر إلا اليوم وبس، لا تنظر إلى المستقبل، هذا الكيان كنا نتمنى أن يمثل في مجلس الحوار باسمه. * لكن رموز التحالف شاركوا في الحوار كممثلين عن الأحزاب وقوى سياسية؟ - كنا نحب أن يتم تمثيلهم من خلال التحالف لأن هذا اعتراف بأن هذه الشريحة الاجتماعية موجودة وأنها أكبر شريحة وستظل أكبر من الحراك وأكبر من الحوثيين وأكبر من الأحزاب، لأن الأحزاب قائمة على هذه الشريحة القبلية، لا يوجد حزب من الأحزاب إلا وهو يعتمد على هذا القطاع الهام، سواء في مجلس النواب أو في الجانب الآخر. * هل يعني هذا أنكم لا تعترفون بمخرجات مؤتمر الحوار؟ - نحن نعترف بمخرجات مؤتمر الحوار، وهذه أمور تم الاتفاق عليها بين معظم القوى ونحن جزء من هذه القوى. * التحالف هو أحد شركاء المشترك؟ - المشترك ما شفنا من شراكته شيء، تعامل معنا كما يتعامل المؤتمر مع حلفائه، نحن في المجلس الوطني وأنا أحد الأعضاء في المجلس لم أشعر بشراكة المشترك رغم أني قبل الثورة ولا زلت حتى الآن أرى أنه لن يخرج البلد إلى طريق إلا المشترك لأنهم أحزاب حقيقية لها قواعد ولها برامج وفيها رجال نشعر أنهم أكفاء قادرين على إخراج البلد إلى طريق. * على ذكر المشترك، كيف تقيم وضع المشترك في وضع المرحلة الانتقالية؟ - الحقيقة أن المشترك طلع ليس مشترك، كذا اسم فقط، شعار زي الشعارات، لأنه لما أعضاء مجلس نواب في حزب كبير يتحالفوا مع جماعات مسلحة ضد شريك في نفس المشترك لا أعتقد أن هذا مشترك. هم لم يحققوا شيء، ورصيدهم يقل باستمرار خاصة مع الحكومة الفاشلة، حكومة سيئة أسوأ ما يكون. أنتم تقولوا أن الأيادي المرتعشة لا تخلق الوضع الجيد، فأقول للمشترك: أياديه أصبحت مرتعشة كثير جدا، مع الاحترام للقيادات العملاقة، أحيانا يصل الإنسان إلى درجة من الإحباط حتى أنه يصبح عاجز لا يميز بين الإنجاز والإخفاق لأنه لم يعرف الإنجاز ولم يحقق إنجاز.