اتخذ الرئيس هادي جملة من القرارات المباغتة في سبيل حسم معركته الطويلة مع سلفه علي صالح. سبق ووصف هادي أفعال صالح بأنها «رفسات تيس مذبوح» وهو اليوم يخوض معركة في سبيل قصقصة أجنحة صالح وتقطيع بقايا الأوردة النابضة. في قراراته الأخيرة الخاصة بالتعديل الحكومي تولى هادي، وهو الأمين العام للمؤتمر الشعبي النائب الأول لرئيس الحزب، تعيين وزيري النفط والخارجية، وهما من حصة المؤتمر الشعبي في حكومة الوفاق، هذه القرارات رفضها صالح «رئيس حزب المؤتمر» وقال إنها لا تعني الحزب وأنها تمثل فقط من اتخذ القرار بشكل فردي، في إشارة إلى هادي، رافضا أية تغييرات أو تعديلات «من دون الموافقة المسبقة من قياداته». هذه القرارات تعزز نفوذ هادي داخل الحزب الذي يمسك بمفاصل البلاد، وتضيق الخناق على صالح. القرارات تزامنت مع إفشال مخطط للانقلاب على هادي تزعمه صالح وحلفائه، عبر لافتة الفوضى وقطع الشوارع بالعاصمة صنعاء، الأربعاء الماضي، احتجاجا على استمرار أزمة المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء. في اليوم ذاته، أصدر هادي توجيهات بإغلاق قناة «اليمن اليوم» التي تمثل الجناح الإعلامي لصالح ولعبت دورا في التحريض على الرئيس والحكومة، ومصادرة أجهزة القناة التي توقف بثها بشكل كامل. قرارات هادي الهادفة لتضييق الخناق على صالح، شملت فتح ملفات الفساد في الجيش وتوجيه هادي باستعادة الأسلحة والمعدات المنهوبة من أملاك الجيش والدولة. تلا ذلك توجيه هادي للحرس الرئاسي بمحاصرة «جامع الصالح» الذي يمثل البوابة الدينية لعلي صالح. لمواجهة الحصار لجأ صالح إلى الورقة السياسية المتمثلة بحزب المؤتمر، ودعا أعضاء لجنته العامة للانعقاد بشكل دائم وأعلن باسم الحزب مواقف حادة ضد هادي، بينما وسائل إعلام حزب المؤتمر تعمل لمصلحة صالح. اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي واصلت، الأحد الماضي، اجتماعاتها برئاسة صالح، وأقرت استمرار اجتماعاتها لأجل غير مسمى. حزب المؤتمر برئاسة صالح أقر عبر لجنته العامة تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد لانعقاد اللجنة الدائمة، خلال الأيام القادمة، في وقت تتحدث معلومات أن الحزب يدرس تعيين القربي أمينا عاما بدلا عن هادي، انعقاد اللجنة فشل صالح فيه صالح منذ عامين. مصادر «الأهالي» قالت أن هادي رفض وساطة قادها الدكتور أحمد بن دغر وسلطان البركاني وعارف الزوكا.