الذين يحاولون إثبات أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح مع الحوثي يخدمون أجندة أخرين ويمثلون أدوات حرب نفسية لخدمة الحوثي ومن معه. هذا الترديد مسموم ويسعى للخبطة الأوراق وتضليل الرأي العام والمساهمة في تعقيد المشهد. للرئيس صالح حساباته التي لا يريد لأجلها أن يتخذ موقفاً او يصبح طرفاً إلا بالوقت الذي يريد... لكن محاولة حشره الآن مع الحوثي هو عبارة عن توجه تقوده أطراف مقربة من هادي.. ولو كان هادي جاداً لتحمل المسؤولية هو.. لكن فعالية هذه الشائعات أنها تلقى رواجها في الذهن الإصلاحي وفي البديهة التي لا تدرك حقيقة الوضع والتي ستفترض تلقائياً أن صالح يفعل ذلك ليثبت فشل غيره. الذين يؤلفون ذلك يعرفون ماذا يريدون... والذين يصدقون ويروجون يهملون أجزاء كبيرة من الصورة ويعتمدون على معلومات بعضها صحيح وأغلبها خاطئ. ** محاولة ترسيخ أن صالح والمؤتمر مع الحوثيين لها عدة أهداف: - تصغير الخطر، بالقول إن المستهدف هو الإصلاح والمحسوبون عليه.. وبالتالي يحاولون تحييد بقية الشعب. - ممارسة حرب نفسية على الشعب وعلى الجنود، حتى يظنوا أن الحوثي أصبح قوياً ومدعوما من الكل. - تتويه الناس، بحيث لا يعرفون حقيقة الوضع ولا يدركون أين هم ومن ضدهم. - اجترار خلافات الماضي وإعاقة دعوات المصالحة من خلال دفع البعض لخطاب غير مسؤول يعمق الشروخ السياسية. - محاولة إحراق صورة الرئيس السابق أمام الأغلبية الرافضة للحوثيين وأمام دول الإقليم. ** سيقول البعض: لماذا لا يعلن موقفاً؟ لماذا بعض المؤتمريين مع الحوثي؟ هذا أمر وجيه وفي ذات الوقت ليس أولوية.. فقبل أن يطالبه.. أين هو موقف من في السلطة؟ كان علي عبدالله صالح رئيساً يفعل كأي رئيس، عندما ينصب الحوثيون نقاط تفتيش في مران أو ضحيان تتحرك الدولة لفرض سيطرتها وتنفيذ القانون المعروف في كافة الدول.. فأين موقف سلطة اليوم وقد أصبح المسلحون قرب المنشآت السيادية للدولة ونقاط التفتيش في الصباحة؟ ** المحاولة العبثية أو الانجرار مع الاتهامات التي ترى أن صالح والمؤتمر مع الحوثيين.. وكأنها تقول للناس ليس أمامكم سوى الاستسلام.. لأن الإصلاح ومن معه لن يتمكنوا من الدفاع عن الدولة والجمهورية لوحدهم.. وبالتالي حشر الآخرين واستعداءهم حماقة يرددها الكثيرون دون أن يعلموا خطورتها. حتى لو فرضنا أن صالح ما يزال يثأر (ولم يعد كذلك تماماً)؟ هل يتم التسليم بذلك وإسقاط البلاد؟ أم السعي إلى المصالحة؟ قد تثبت الأيام أن علي عبدالله صالح جمهوري أكثر ممن يوجهون له الاتهامات.. فقط ليتم محاسبة من بيدهم السلطة ومن مهمتهم الحفاظ على الوطن... ولكل حادث حديث. ** دققوا في الجهات التي تحاول اثبات وقوف صالح مع الحوثيين.. واسألوها: لماذا لا تقوم هي بمسؤولياتها؟. ** الوضع أخطر اليوم.. وخطاب ومعتقدات السنوات الماضية هو ما اوصل اليمن إلى الخطر الكبير الذي أقرب أمثلته الصومال والعراق.. الجميع مستهدف بلا استثناء... حتى الأدوات التي تُشجع الآن. وجنب الله اليمن واليمنيين كل مكروه.