كثفت جماعة الحوثيين اليوم في تصعيدها المسلح عند الأطراف الشمالية الغربية للعاصمة اليمنية صنعاء ومدخلها الجنوبي، ما أسفر عن قتل أكثر من 20 شخصاً على الأقل وتدمير عدد من المنازل. وتزامن التصعيد مع وصول المبعوث الأممي جمال بنعمر أمس إلى معقل الجماعة في صعدة في محاولة لإقناع زعيمها عبدالملك الحوثي بالموافقة على مسودة اتفاق ينزع فتيل الأزمة وينهي حصار صنعاء المستمر منذ أكثر من شهر. جاءت هذه التطورات غداة اندلاع مواجهات عنيفة بين مسلحي الجماعة قوات من الجيش في ضاحية وادي ظهر وقرية القابل امتدت إلى الأحياء الشمالية الغربية للعاصمة في منطقة شملان. ودبت في الأحياء الشمالية والغربية لصنعاء أمس، حالة من الذعر بين الأهالي وغادرت عشرات الأسر مساكنها خوفاً من تفاقم الأوضاع واندلاع مواجهات شاملة بين المسلحين الحوثيين وقوات الجيش. في غضون ذلك وصل جمال بنعمر أمس إلى معقل الحوثيين برفقة وفد حكومي على رأسه مدير مكتب رئيس الجمهورية أحمد عوض بن مبارك ورئيس جهاز الأمن السياسي جلال الرويشان في محاولة لإقناع الحوثي بالموافقة على مسودة اتفاق أعده بنعمر في اليومين الماضيين بعد التشاور مع الأطراف السياسية في صنعاء. ومن المتوقع أن يكشف المبعوث الأممي عن نتائج زيارته إلى صعدة بمجرد العودة إلى صنعاء. ويشكك مراقبون في جدية الحوثيين في التوصل إلى اتفاق يضع حداً لتمددهم على الأرض وسعيهم الدؤوب للسيطرة على مفاصل الدولة، ويرجحون «أن الجماعة وبعيداً من أي اتفاق توقعه ستمضي في التأسيس لسلطة مذهبية في شمال البلاد مستغلة حالة الانتقال السياسي وبالاستناد إلى الدعم المادي والمعنوي من طهران».