دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية جميع أبناء شعبنا اليمني العظيم بلا استثناءٍ ومن خلِالهم كلُ القوى السياسية وممثليّ المجتمعِ المدني إلى أن يكونوا صفاً واحداً كالبنيانِ المرصوّص يشدّ بعَضهم بعضاً ويداً واحدة تبنيَّ وتعمرَّ، تنبذُ الفرُقةَ والخصومةَ والعداوةَ وتؤثرُ الحبَ والوئامَ والسلام. وأكد الرئيس في خطاب وطني هام وجهه مساء اليوم إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج بمناسبة احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية المباركة " 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر "، على أهمية أن تكونَ احتفالاتُ شعبنا بأعيادِ الثورتينِ المجيدتينِ 26 سبتمبر و 14 أكتوبر المقترنة بعيدِ الأضحىِ المبارك، مناسباتٍ يتوحدُ الجميع في رحابها وفي ظلالِ الوطنِ الذي يتسعُ للجميع بلا اعتبار لانتماءاتناِ الحزبيةِ والعقائديةِ والمذهبية والمناطقيةِ والقبليةِ لينصهر الجميعُ في بوتقةٍ واحدة عنوانهُا الوطنُ وقدّسيتُها اليمن. وقال:" حانَ الوقتُ الآن أن يتعظَ الجميعُ ويدركون أن الوطنَ يتسعُ للجميعِ وليس حِكراً على أي طرفٍ كان وأن بناءهُ ومستقبلهُ أمانةٌ ومسؤوليةٌ عظيمةٌ يتحملها أبناءهُ بشراكةٍ وبروحِ الانتماءِ الكبيرِ للوطن من أقصى صعدة إلى أقصى المهرة". وأضاف الرئيس :" يتَعينُ عليَنا الآن وفي المرحلةِ اللاحقةِ، أنَّ نلتزمَ بتنفيذ ِالاستحقاقاتِ الوطنية المترّتبةِ على اتفاقناِ وخياِرنا وجنوِحنا للسلمِ والشراكة معاً بلا أيِ نكوصٍ أو تلكؤٍ، استشعاراً منِا بالمسؤوليةِ الوَطنيِة الكُبرى التي يتَعينُ عَلينا جمَيعاً أنًّ نكونَ أهلاً لها بجدارةٍ وبِلا خسارة". وعبر رئيس الجمهورية عن ثقته بأنَ العقلاءَ في كلِ الِقوى السِياسية على قناعةٍ بأن تصفيةَ حساباتِ القوةِ العمياءِ المسكونةِ بالثأرِ، لا يمُكن أن تبنيّ الدولةَ ولا مؤسساتهِا الدستورية، ولا يمُكِنُ أنّ تؤسِس لسلّمٍ اجتماعيٍ بينَ كلُ مكوناتِ المجتمع.. مجددا دعوته للجميع لاستغلالِ هذهِ الفُرصةِ التاريخيةِ لشراكةٍ حقيقيةٍ بين كلُ أبناءِ الوطن من خلالِ تنفيذِ اتفاقِ السلّمِ والشراكةِ الوَطنية والانطلاقِ بشكلٍ حقيقيٍ وفاعلٍ لحمايةِ مكتسباتِ ثورتّي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين وتفعيلِ مخرجاتِ الحوارِ الوطني الشامل. واستطرد الرئيس قائلا :" علينا أن نُلملّم الجراحَ وأن نتَطلعَ إلى المستقبلِ بروحٍ وطنيةٍ وحدويةٍ تمحو الماضي وما كَسبه وتَصنعُ ملامِحاً جديدة يتوّقُ إليها شعُبنا وتتمثلُّ في بناءِ دولةٍ مدنيةٍ حديثةٍ تسوّد في ظِلها العدالةُ والمساواةُ والشراكةُ في السلطةِ والثَروة، وتتجسدُّ مبادئهُا في وثيقةِ الحوارِ الوطني التي أجمعت عليها كافةُ القوى السياسيةُ الوطنية كخارطةِ طريقٍ للانتِقالِ السياسيَّ السلميَّ وتطبيقِ تنفيذِ المبادرةِ الخليجيةِ وآليتِها التنفيذية على قدمٍ وساق". كما أكد الرئيس هادي أن مكافحة الفساد وبناء الدولة لا تمم بنهب البيوت والمعسكرات ومؤسسات الدولة، متسائلاً كيف يكون الفساد والتخريب، ومشيراً إلى أنه كيف من يريد بناء الدولة المدنية الحديثة أن ينتَهك حرمات البيوت وأن يهاجم مؤسسات الدولة بغية نهبها وإضعاف علاقتها وصلتها بالشعب.