بجهل كثيف يعتقد بعض البسطاء أن ما تعيشه اليمن اليوم إنما هو حصاد الثورة التي أطاحت بالرئيس صالح، دون محاولة التفكير جيدا في صحة ذلك من عدمه، وكيف أن بذرة ما تعيشه البلاد اليوم من تدهور قد غرست ونبتت في حوش الرئيس السابق، كل الأسماء والعناوين المرتبطة بالتطورات المؤسفة كانت في مجلد الرئيس السابق، والمشكلة الحقيقية هو عجز مرحلة الوفاق الانتقالية (التي نتجت كحل وسط بين استمرار الثورة وتوقفها) عن تصفية تلك المشكلات، لأسباب لا علاقة لها بالثورة أصلا، إنما بشركاء الوفاق الذين لم يتخففوا من تراكمات الأزمة السياسية التي انتهت بالثورة، فضلا عن بعض المكونات -المرتبطة ببعض تلك المشكلات- التي وجدت في الأساس النظري لما بعد مرحلة الوفاق الانتقالية تهديدا لمستقبلها، فوق اعتبار ذلك الأساس النظري هشا من قبل أطراف وجهات معنية به وأخرى محايدة ومراقبة!.