صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقييم أولي لاختبارات المرحلة الانتقالية عامان من الثورة والمبادرة المضادة
نشر في المساء يوم 18 - 02 - 2013


تقييم أولي لاختبارات المرحلة الانتقالية
عامان من الثورة والمبادرة المضادة
فبراير 2011م – فبراير 2013
توطئة
هنالك من يرى الوضع العام الحالي للبلد مثالياً جداً.. وهنالك من يقف على النقيض تماماً من تلك الرؤية ويجد الوضع كابوسياً للغاية.. وبين الرؤيتين هنالك من يحاول أن يكون موضوعياً في نظرته لهذا الوضع وفي حكمه عليه.. فلا يرتدي نظارة سوداء كأصحاب الرأي الثاني السوداوي الصبغة، كما أنه لا يخلع نظارته (الطبية) (العلمية) عنه كما يفعل ذوي الاتجاه الأول الرومانسي الهوى.. كما ونجد بين (الموضوعين) من أصحاب الرؤية (الوسطية) أنفسهم أصناف عدة لكل صنفٍ منها موضوعيته ألخاصة.. الموضوعية لا تعني الحيادية مطلقاً.. الحيادية أمرٌ مختلفٌ جداً وربما يتجه في مفهومه العام نحو معنى /''السلبية/'' أو معنى /''الجنس المحايد الثالث/'' المتموضع بين جنسي /''الذكر/'' والأنثى/'' لغةً وإصطلاحاً..
حسناً، فلكل صاحب رأي أسبابه وحيثياته، بغض النظر عن صحة الأسباب وصوابية الحيثيات من عدمها.. وقد تتقاطع الآراء وربما تتوازى الرؤى وفقاً للمصلحة أو تبعاً لمحضية الصدفة، غير أن الاتفاق على أمرٍ ما ينفي تماماً عدم الاختلاف في أمرٍ آخر.. بالنسبة للتوافق من عدمه حول شأنٍ عام لبلدٍ ما فهذا أمر منطقي وعادي.. الاستثنائي هو أن يكون الناس (أمة واحدة).. أو أن يكون الجميع متفقين أو أن يكون الكل مختلفين.. وهذا الاستثناء هو المستحيل بعينه وذاته..
إطلاق أحكام عامة وقاطعة حول وضعٍ عام هو أمر سهل وبسيط، ولكنه في ذات الوقت أمر خطير وشائك.. كلٌ لديه أسبابه- كما أسلفنا- غير أن لكلٍ /''ليلاه/'' وغايته.. الإنصاف هو كُنه الموضوعية ولا يعني بتاتاً الحكم بالإيجابية بشأن أمرٍ ما.. أن تكون منصفاً يعني عدم تحاملك المسبق أو تعاطفك المسبق مع أمرٍ ما.. كي تكون منصفاً يلزمك التجرد من قناعاتك الشخصية كما وخلعك ليقينياتك الخاصة..
المنصفُ يشترط فيه الموضوعية وتشترط له أدواته.. في الواقع لا يوجد موضوعي كامل أو منصف تام.. النسبية السمة الأغلب هنا أو هناك.. دع عنك كل مدّعي أو متظاهر.. الاجتهاد والعلمية والتجرد والبحث بعض أدوات الموضوعية ومن يمتلكها جمعيها أو بعض منها هو موضوعي ومنصف ولكن نسبياً..
هنا، لا أجرؤ على الإدعاء بالموضوعية ولا أتجرأُ بتلبّس الإنصاف.. كل ما في الأمر- قبله وبعده- مجرد محاولة متواضعة لتوصيف الوضع الحالي للبلد وإن في بعض جنباته وجزئياته.. المشهد الذي يعيشه اليمنيون الآن وربما غداً هو مشهد معقّد ومركب وتراكمي.. إنه بالطبع مشهد ناتج لما قبله ومنتهٍ لما يأتي بعده.. المشهد هذا ليس امتداداً لمشهد ثورة فبراير 2011م فقط.. وشخوصه وحكاياه وأحداثه تتجاوزه زمانياً ومكانياً.. إنه المشهد (الخلاصة) إن جاز لنا تسميته.. إنه ملخّص وطنٌ يبحث عن شعب أو شعبٍ يفتش عن وطن.. لا فرق ربما في الحالين.. الفارق قد يكون للأسف ممثلاً في التساؤل العلقمي المرّ التالي: /''أين اليمن؟/''
قد لا تكون النخبة كمظهوراتها المختلفة هي المعنية فقط بهذا التغيير المتواضع، لكنها وبحكم أنها المؤدية أو المسؤولة عن هذا الوضع مادياً ومعنوياً وأخلاقياً، فهي المقصودة أساساً بالتقييم ابتداء، أما انتهاءً فالتقييم يشمل الشعب بكافة أطيافه بحكم مسؤوليته الطبيعية افتراضاً عن نفسه وعن وطنه.
المواد التي ستخضع للتقيم هاهنا هي تلك التي تمثل بعضاً من المقررات الأساسية الواجب اجتيازها بنجاح وبأي نسبة من قبل المتقدمين.. هذا من جهة، أما من جهة أخرى فالتقييم كما وأسلفنا لا يخضع لأي معايير علمية محددة، ولكنه ناتج لاجتهاد شخصي من قبل الكاتب، كما وأنه –أي التقييم- ليس نهائياً بالضرورة خصوصاً وأن البلد مُقدمة على اختبارات تاريخية هامة في المستقبل القريب، وأهمها امتحان مادة الحوار الوطني.
أولاً: العلوم الدينية
ما بين إحراق البوعزيزي لجسده في بواكير ثورات الربيع العربي وبين إحراق الشرعبي لجسده أيضاً في احتجاجات جرحى الثورة اليمنية أمام مجلس الوزراء قبل أيام جرت الكثير من مياه الجدل الشرعي والفقهي في نهر السياسة وجداولها.
لم يكن اللهب المتصاعد محصوراً بين هذين الحريقين، بل تجاوزت ألسنته باتجاه حرائق أخرى كطاعة ولي الأمر والخروج على الحاكم وتفريعات أخرى ذات صلة، فالبعض ممن أجاز بالأمس فعل البوعزيزي وأجاز الخروج عن الحاكم هاهو اليوم يحرّم فعل الشرعبي، كما والعكس، وذلك ضمن حالة فلتان إصدار الفتاوى، وفي وضع تغيرت –ولو نوعاً ما- موازين القوى، فمن كان حاكماً بالأمس وجد نفسه اليوم في المعارضة، والعكس.
وفي إفراز آخر من إفرازات ثورات الربيع العربي فقد ازدادت حمى المذهبية وتأجج نارها بشكل مفزع جدا، وتداخلت عوامل التاريخ في مفاعيل الجغرافيا، واشتبك السياسيون بأيدي المذهبيين كقفازات للاعبين الكبار من الخارج؛ فمثلاً نجد أن الصراع الحوثي/السلفي، أو الحوثي/الإخواني يمثّل إحدى تجليات مرحلة ما بعد ثورة 11 فبراير، حتى وإن كان لهذا الصراع إرهاصاته فيما قبل.
وفي العمق نجد أن الصراع السياسي بالدرجة الأولى، وفي مثل آخر، فالجدل الطافح على السطح بشأن التدخل الأجنبي ملتبس جداً رغم وضوح ادعاءات استنكاره من قبل الجميع، غير أن المضحك المبكي أن كل فريق يجرّم جزء من الأمر؛ حيث تجد من لا يمانع في تدخل الرياض مثلاً فيما لا ينفك عن الصراخ في وجه التدخل الإيراني، كما وتلقي من يمجّد التدخل التركي فيما تجده مسلّماً بتدخل طهران! أما بالنسبة للتدخل الأمريكي فحدّث ولا حرج، وكل فريق بما لديهم من مصالح سياسية فرحون.
غير أن الأخطر من كل ما سبق هو استخدام الساسة للأوراق الدينية من خلال ليّ عنق السياسة بمعاصم الدين، والذي تمارسه أطراف الصراع السياسي بلا استثناء، وما يتبع ذلك من استدعاء المقدّس- كلٌ حسب مصلحته- في مواجهة الآخر ومن أجل الوصول أو الاحتفاظ بالسلطة.
ثانياً: العلوم السياسية
لن أفصل لكل علمٍ من علوم السياسة على حدة.. فالعلوم في (اليمن) متداخلة فيما بينها بشكلٍ مقزز ومقرف.. المهم في الأمر هنا هو أن توصيف الوضع السياسي للبلد يمكنه أن يمثل شكلاً مناسباً من أشكال المقرارت الدراسية.. حسناً وما الذي يمكننا قوله عن هكذا وضع ملتبس وغامض سوى أنه وضع محكوم بتوازن الضعف.. مهزوز بثقالات مراكز القوى القبلية والعسكرية.. شكلي بغير مضمون حقيقي.. هشٌ وقابل للإنهيار في أي لحظة.. السياسة في المطلق هي لعب الكبار لكنها في بلادنا لعبة الصغار أيضاً.. لم يتح أي تراكم تاريخي لمفاهيم الدولة والسلطة والوطن أي فرصة للبناء عليها.. تراثنا السياسي ضحلٌ للغاية برغم عراقته التاريخية افتراضاً.. نشأة الدولة المركزية وعلاقاتها الأفقية والرأسية لم تكن سوى إحدى البدائيات المتخلفة.. بحث اليمنيون عن مفهوم الدولة كثيراً وجربوا صوراً عديدة له، ولكنهم فشلوا فيها جميعاً بداية بدولة الاستقلال ونهاية بدولة الوحدة.. التجارب الإنسانية الأخرى لم يستفد منها اليمنيون إلا شكلانياً لا غير.. دولة الحزب الواحد ودولة الأحزاب ودولة التعددية وغيرها جميعها فشلت في تنفيذ مهامها الأصلية والأصيلة.. وها نحن االيوم أمام مشهد سياسي (إكروباتي) محزن.. تراكمات الخمسون عاماً الماضية انتهت إلى أكوامٍ من الأدبيات الجافة وجموع من الساسة العجزة ومجموعة من التفاهمات الخارجية المنفذة محلياً...
الثورة الشبابية كانت –احتمالاً- لتفعل قطعاً جذرياً مع كل سياسات ما قبل الدولة.. غير أن الواقع المفروض خارجياً والمحكوم أساساً بمراكز القوى التقليدية حولّها إلى مجرد امتداد جنائزي.. أتت المبادرة الخليجية تحصيلاً ونتيجة بالأساس لذلك الواقع وأوساخه.. لم يكن مجرد خروج عن مأزق في عدم الحسم بين شرعية دستورية مزيفة وبين شرعية ثورية مسروقة، بل كان الأمر تفاهم مصلحي بين مراكز القوة داخلياً المرتبطة بمفاعيلها الخارجية.. قد يكون لفقه الواقع شأن بالأمر، غير أن منطق السياسة -إن كان لها منطق أصلاً- يقول بحتمية التغيير وهو ما تنبه له ساسة الأكشاك مبكراً، فحمل كلاً منهم كشكه وأقامه وبه وسط الساحة ليمثّل لاحقاً كشك الثورة الحصري والوحيد!!
الخارطة السياسية اليوم تتشكل وفقاً لذلك الواقع المفروض، وما (المؤتمر) و (المشترك) وتوابعهما إلا تمظهرات شكلية لذلك الواقع.. فالأمر ذاته بالنسبة للقوى السياسية الأخرى -الحليفة أو المعارضة- الإيدولوجيات بأحزابها تآكلت تحت عوامل الواقع الشرسة.. الأمميون والقوميون والوطنيون والإسلاميون تيارات سياسية فقط نظرياً أما فعلياً فليست اليوم أكثر من واجهات لمراكز القوى القبلية والعسكرية العتيدة.. يقال كثيراً بأن هذا الزمن هو زمن /''اللا إيدولوجيا/''.. وهو قول مردود بالكامل، بل هو زمن الإيدولوجيات الصغيرة والضيقة والمختنقة والقبورية الميتة.. الكل يعلن عن حمله لافتة مشروع الدولة المدنية الحديثة، والكل أيضاً يحملها كلافتة لا غير!!
الأمل كان من ثورة التغيير بإنتاج قوى حديثة وحداثية مدنية ومعاصرة غير أن ذلك الأمل يبدو ضعيفاً اليوم وبعد أن بدلت القوى الميتة جلودها ثانية لتصير في مقدمة ركب التغيير المغدور..
القوى البديلة –إن وجدت فعلاً- ذات مشاريع صغيرة بالفعل.. هنالك في شمال الشمال من يبحث عن إحياء عظام (الإمامية) وهي رميم، وفي الجنوب تسلخات جغرافية بلا معالم وطنية ولا حتى إنسانية.. وأنصارٌ للشريعة يطلبون إقامة دولة الخلافة الإسلامية وهم -من حيث يدرون أو لا يدرون- يشققون إحدى لبناتها ممثلة بالدولة الوطنية.. المرحلة الانتقالية في المبادرة الخليجية لم تحقق حتى الآن سوى ترحيل كل المشكلات إلى مؤتمرٍ للحوار هو بذاته مشكلة وأي مشكلة.. مؤتمر للوطن كما يقولون سيحضره الجميع إلا الوطن.. وإلا فليخبرني أحدكم من هو ممثل الوطن في ذلك الحوار؟! دعوني من المكلفين بأداء أدوار الكمبارس، أتحدث هنا عن الجهة الحاملة لمشروع الوطن ومشروعية الشعب..
حكومة للوفاق تحاصصها رفاق الاتفاقيات السرية و(شيوب) الفشل العلني.. ورئاسة برغم حصول رئيسها على تفويض شعبي كبير تبحث عن إبرة الوطن وسط قش الخارج.. سلطة بجناحين مقصوصين أو قل مشلولين.. جناح مربوط بحاكم سابق لا يريد التصديق بأنه قد طار بعيداً وخارجاً عن القصر، وجناح آخر مثقل بكل ما يحمله من بيادات و(عسوب) وفواتير.. السلطة طائرٌ لا يطير ولن يطير إلا إن كان ريش أجنحته قد نبتت من وطن..
بالفعل كان علي عبدالله صالح هو النظام السياسي في البلد.. فإذا رحل هو سقط نظامه.. هكذا قالو لنا.. غير أن ما حدث تالياً هو أن الرجل ذهب غير مأسوف عليه، لكنه لم يذهب نهائياً أو بعيداً.. لقد أبقوه ظلاً للنظام السياسي الذي يمثلوه اليوم.. النظام السياسي اليوم يتكون من صورة وصورة طبق الأصل، أما الأصل فما يزال نظام تبعي ونفعي يدار من الخارج وتدور رحاه في الداخل!!
ثالثاً: العلوم المواد الإجتماعية
1- التاريخ
خمسون عاماً من محاولات الثورة لم تكف لإنجازها.. التحدي الأكبر الذي فشل -وما يزال- اليمنيون في تجاوزه كان وسيظل هو الحسم.. ثاروا في سبتمبر على الإمامة ثم تصالحوا مع الإماميين.. تقاتل اليسار في عدن أجنحة ذات اليمين وذات اليسار حتى تقصقصت جميعها وأتت الوحدة لتدفن بقايا ريشه في صيف 1994م.. ثاروا للتغير في فبراير 2011م ثم توافقوا على عدم التغير في الرياض.. دوامة من الإنتكاسات التاريخية عصفت بالمزاج الوطني للشعب ليقف اليوم كريشة في مهب عواصف التقاسم والتمزق والتحجيم..
2- الجغرافيا
وطن مفتوح (ع البحري) كما يقول المصريون.. وطنٌ ممرٌّ لا غير.. للنفط والغاز والسلاح والمخدرات والبشر.. أرض (كانتونية) لكل ذي مشروع تافهٍ وصغير.. شبه دولة (ما قبل الدولة في شمال الشمال.. سلطنات يريدها الحمقي في الجنوب.. إقطاعيات في تهامة... قطاعات قبلية في منابع الطاقة.. صنعاء (بيروتية) شمالاً وجنوباً.. كاتمات صوت.. واشنطن عاصمة في سماء البلاد.. حدود مفتوحة على كل شيء ولكل شيء وأمنيات مغلقة بأسلاك الجيران الشائكة..
3- الوطنية
الوطنية أنثى يخونها الجميع.. ومقرر دراسي فشل الكل في فهمه وحفظه فقرروا جميعهم إلغاءه من المنهج.. حالة من الذهول تلبست الناس ليغدو البعض منهم منكراً ليمنيته والبعض الآخر غير معترفٍ بوطنه.
رابعاً: العلوم الإنسانية
1- الأخلاق
اغتصاب وقتل واختطاف وتهديد.. تخوين وتكفير.. سباب وشتائم.. كذب وتضليل.. تزييف وتزوير.. بهتان وتشويه سمعة.. تنصت وتجسس.. اعتداءات جسدية ونفسية.. رسمياً وشعبياً.. سراً وعلانية.. وعلى عينك وعين اللي خلفوك..
حسناً.. من يتحمل المسئولية تجاه كل ذلك؟ بالطبع الجيمع وعلى رأسهم السلطة الحاكمة والتي هي بالنقيض تشجع على كل ذلك من خلال مخالفة الدستور والقانون وأعمال المحسوبية والوساطات والتعيين بالمحاصصة وتفعيل العصبويات المناطقية والحزبية والجهوية والسلالية وغيرها.. كما تتحمل المنابر الدينية والتربوية جزءً كبيراً من المسئولية.. تلك المنابر التي تحولت إلى خدمة الساسة والأحزاب ومراكز القوى وتخلت عن واجباتها الأخلاقية والدينية بشكل مُلفت ومقزز..
2- الحضارة
انبطاح حضاري غير مسبوق يتجسد في الكثير من الممارسات الغير حضارية وإنسانية بداية من القبول بالتبعية للخارج بل والتبحج بذلك وليس نهاية بفقدان بوصلة البحث عن مشروع حضاري حديث وعريق في آن واحد.. أصبح الاستهلاك والنفعية والبرجماتية الفردية المغرورة من أهم السمات الظاهرة لحركة المجتمع وهي الحركة التي تتبع تلقائياً حركة السلطة وسلوكيات النخب..
3- الإنتاج
مجتمع إستهلاكي وغير منتج.. تضخم.. عجز.. نفط في بطون المشائخ.. غاز في كروش العسكر.. ديون يسددها الشعب..
خامساً: العلوم الطبيعية
1- الفيزياء
دوائر كهربائية مغلقة داخلياً: المشترك- المؤتمر- الحوثيون- الحراك- القاعدة..
ومفتوحة خارجياً: واشنطن- الرياض- الدوحة- طهران- أنقرة
2- الكيمياء
فقر+ ظلم+ تهميش = تفجيرات إنتحارية
3- الأحياء
ما يزال (علم الوراثة) هو العلم الوحيد الذي يلاقي اهتماماً سلطوياً كبيراً ورعاية رسمية استثنائية وعناية (رئاسية) خاصة!!
///////////////
لصوص الفرص
الفرصة التي فاتت قد تأتي.. والفرصة التي أتت قد تفوت.. والفرصة التي لم تفت ولن تأتي هي تلك التي أخذتها منك (المحاصصة!!)
///////////////
ذكرى.. رجلان!!
الرجلان الأول والثاني في النظام البائد/ العائد يحتفلان بالذكرى الثانية لثورة فبراير أبادت نظامهما وأعادته!!
/////////////
(فولة) فبراير
فولة وانقسمت نصفين.. (دمسوهما) مبادرة وعجنوهما آلية و(حوجوهما) حكومة، ثم قالوا (........ أيها الشعب اليمني العظيم.. هاك (فولتك)- أقصد- ثورتك!!
/////////
أمي اليمن وخالتي...
أمي (اليمن).. وخالتي (مرة) أبي (السعودية)!!
/////////////
معصرة!!
شمال يعصر.. وجنوب يعصر.. و(خُبره) يأكلوا العُصار!
////////////////
(الزريبة) الخاصة
ليست حديقة (آل سعود) الخلفية.. بل اليمن بالنسبة إليهم (الزريبة) التي (يعلفون) فيها بقر (لجنتهم الخاصة)!
//////////
ذي ما يجي مع (الحريوه) ما يجي....
ذي ما يجي مع (الثورة) ما يجي مع (المبادرة)... وذي ما يجي مع (المبادرة) ما يجي ب (الحوار)..
/////////
ضياع!
ياذي دورت (مباردة).. ضيعت (ثورة)!!
///////////
زنط!
لم يكن اليمنيين بحاجة ثورة بقدر حاجة الثورة إليهم!!
//////////
حالة الطقس
صقيع تتلاطم موجاته الباردة على ضفاف الشتاء الجليدية.. هكذا هي حالة الطقس السياسي في البلاد!!
//////////
ملطام مخلوع!
أكبر إهانة سوف يذكرها التاريخ عن ثورة فبراير تتمثل في التوجيه الذي أصدره الرئيس الذي خلعته تلك الثورة والمتعلق بتقديم المساعدة للبعض من جرحى ذات الثورة والذي يعتصمون تحت الجرح والبرد أمام مقر الحكومة التي أتت بها نفس تلك الثورة لمطالبتها بالتكفل بعلاجهم!!
////////////
إما... أو...
إما أنها تكن ثورة أو أنها صارت ثورة معدودة.. تلك التي يحكمها الرجلان الأول.. فالثاني في النظام الذي يفترض أنها أطاحت به!!
//////////
إستراتيجية رئاسية!
من عوز الصوف... جزّ الكلب..
////////////////
بين العمامة والعقال!
بين اليمن والإمارات بعض أوجه الشبه، أحدثها هو أن المشائخ هم الحكام هنا وهناك... الإختلاف في هذا الشبه يمكن أن مشائخ الإمارات يقومون بدون العسكر في اللعبة فيما مشائخ اليمن يؤدون في ذات اللعبة دوري العسكر والحرامية في نفس الوقت!
///////////
ثورة براويز!!
الثورة التي لم تحطم معظم إن لم يكن كل (تابوهات) التاريخ ومحظورات الجغرافية هي مجرد ثورة شكلية.. حطمت البرواز وأبقت الصورة!!
////////////
نقافه..
العنصرية ليست في أن يرى أحدهم غيره أقل منه وأحقر، بل هي أيضاً في أن يرى هو نفسه أقل وأحقر ممن سواه!!
///////////
رجل وذكر..
المرأة نصف المجتمع.. النصف الآخر رجال وذكور..
/////////
سفاكون!!
يقتلون القتيل ويمشون (على) جنازته..
////////////
.... مع الشغل والنفاذ
أن تكون مستقلاً في هكذا بلد فهذا يعني بأنك ميتٌ مع وقف التنفيذ.. أما إن كنت حزبياً فذلك يشير أيضاً إلى أنك ميتٌ مع الشغل والنفاذ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.