أقال الرئيس عبدربه منصور هادي أمس الجمعة وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، والذي ظل متمسكاً بمنصبه منذ عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وجاءت إقالة ناصر أحمد إثر صدور قرار جمهوري بتشكيل الحكومة اليمنية، وعين بديلاً عنه اللواء محمود الصبيحي. وأثار وزير الدفاع السابق جدلاً واسعاً في أوساط اليمنيين، واتهم لمرات عديدة ب"الخيانة"، والمساهمة في سيطرة الحوثيين على عدة مدن يمنية. وتردد أسم الصبيحي كوزير للدفاع منذ بدء المرحلة الانتقالية، غير أن خلافات مع الرئاسة حول منحة صلاحيات كاملة في قيادة الجيش أجلت هذا القرار، وكذلك رفض الرئيس هادي استبدال وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد الذي كان بمثابة الذراع الأيمن للرئيس ولعب أدواراً غير سهلة في دعم تمكين هادي. ويجلس اللواء محمد ناصر على كرسي وزارة الدفاع منذ (11 فبراير 2006م) خلفاً للواء عبدالله علي عليوة ( 4 / 4/ 2001م - 11 / 2 / 2006م) في الحكومة المشكلة عقب الانتخابات الرئاسية ذات الصيت الأسود، وتم إعادة تعيينه في الحقيبة التي كانت من حصة حزب المؤتمر الشعبي العام المشارك في حكومة الوفاق الوطني المشكلة في (10 ديسمبر 2011م)، وأصر هادي آنذاك على إبقاء ناصر في منصبه وهو الأمر الذي كان يرفضه صالح وقيادات مؤتمرية محسوبة عليه ووصل الأمر حد نشوب خلافات وملاسنات بين هادي والقيادي في المؤتمر الشعبي سلطان البركاني. وينتمي وزير الدفاع اللواء ناصر إلى قرية (ذكين) مديرية الوضيع محافظة أبين وهي ذات القرية التي ينتمي إليها الرئيس هادي (تم إسقاط تاريخ ومكان ولادة الوزير من سيرته الذاتية المنشورة في الموقع الرسمي لوزارة الدفاع) وهي المرة الأولى في تاريخ اليمن يكون فيها القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع من قرية واحدة، وكان منصب وزير الدفاع في عهد صالح من حصة أبناء المحافظات الجنوبية كما هو الحال بالنسبة لمنصب نائب رئيس الجمهورية. ووفقاً لتقارير سابقة «للأهالي» فأن من بين القيادات العسكرية التي كان يتوقع تعيينها في منصب وزير الدفاع خلفاً للواء ناصر اللواء الركن محمود سالم الصبيحي، كأبرز المرشحين لخلافة ناصر على رأس الوزارة. غير أن هادي أصدر قرارا -وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة (10 ابريل 2013م) القرار رقم (16) لسنة 2013م قضى بتقسيم مسرح العمليات العسكري للجمهورية وإعادة تشكيل وتسمية المناطق العسكرية وتعيين قياداتها.وبموجب القرار تم تعيين اللواء الصبيحي قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة التي مركز قيادتها بمدينة عدن وتنتشر في محافظات: عدنولحج والضالع وأبين، وتتكون من 24 لواء عسكري. اللواء محمود سالم الصبيحي هو من أبناء منطقة الصبيحة محافظة لحج وينتمي لمنطقة هويرب مديرية المضاربة ورأس العاره. وتولى عدد من المناصب القيادية في الجيش منها قائدا للواء 25، واللواء 201 مش ميكا ثم مستشارا لوزير الدفاع وأخيرا قائدا لمحور العند. وسبق ونجا الصبيحي من أكثر من محاولة اغتيال كانت آخرها في الثالث عشر من نوفمبر الماضي بمديرية المنصورة يمدينة عدن، وكان قد تعرض لعدة محاولات اغتيال في محافظة لحج. ويعد الصبيحي واحد من القيادات العسكرية المناهضة للجماعات المسلحة، وسبق ووجه تحذيرات للحراك المسلح وللعناصر الحوثية المتواجدة في بعض المحافظات الجنوبية، ولعب أدوراً غير قليلة في مواجهة تنظيم القاعدة ومنع سيطرتهم على محافظة لحج. وسبق وسلم الرئيس هادي للواء الصبيحي وسام الشجاعة تقديراً لأدواره في مواجهة القاعدة. وأعلن وزير الدفاع اللواء الركن/ محمود أحمد الصبيحي قبوله بمنصبه الجديد في حكومة الكفاءات, نافيا بذلك ما ذكرته بعض وسائل الإعلام عن رفضه للمنصب. وأوضح الصبيحي في تصريح مقتضب هو الأول له بعد تعيينه وزيرا للدفاع ل" 26سبتمبرنت "إنه قبل بهذا المنصب وفاء للوطن وللرئيس عبدربه منصور هادي, وأكد أنه سيعمل كل ما بوسعه بتعاون جميع قادة وضباط وصف وأفراد القوات المسلحة على تطوير وتحديث المؤسسة الدفاعية وبما يجنبها الصراعات السياسية ويجعلها تؤدي مهامها بكل حيادية. ودعا الجميع إلى التعاون الكامل مع الحكومة الجديدة وبما يسهم في تعزيز أمن واستقرار الوطن والحفاظ على وحدته والسكينة العامة للمجتمع.