لقد قامت ثورة فبراير الشبابية الشعبية السلمية من أجل التحرر من الظلم والطغيان والفساد والاستبداد ومن التوريث وحكم العائلة التي كان يسعى إليها المخلوع واستطاعت الثورة بقوافل الشهداء والجرحى تحقيق هدفها الأول، وستستمر هذه الثورة –بإذن الله- في الساحات والميادين حتى تحقق بقية أهدافها ببناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون والحرية والعدالة والمواطنة المتساوية. ولقد صوت الشعب اليمني في 21 فبراير على خلع النظام الفاسد الفاشل بإقبال لم يسبق له مثيل وعلى المخلوع الذي ظل يحكم 33 عاما والذي أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه كدولة فاشلة ومنهارة أن لا يظن بأنه يستطيع أن يخدع الشعب اليمني مجدداً بالتباكي على أحوال الشعب وانه يمكن أن يعود كمعارض أو حاكم عن طريق أحد عائلته، وعليه أن يوقن بأن الشعب قد أخرجه من الحكم بثورة لم يسبق لها مثيل ومن فشل خلال 33 عاما كيف يمكن أن يعود؟ ولذلك عليه أن يرحل من البلاد قبل أن يقدم للمحاكمة بما اقترفه من جرائم في جمعة الكرامة وغيرها ولن تنفعه الحصانة التي يظن بأنها منحت له من أجل أن يستمر في جرائمه، وعليه أن يوقن بأن التاريخ لن يعود إلى الوراء وأنه وعائلته وكل من ارتكب جرائم بحق الشعب اليمني لن يفلتوا من العقاب ولن تسقط بالتقادم، فالشعب اليوم ينظر إلى المستقبل وبناء اليمن الجديد من خلال التغيير وغياب العائلة المخلوعة من مسرح الحياة اليمنية، وكل ما يمارسه بقايا العائلة والنظام من خلط للأوراق عن طريق من أوجدهم كفزاعات للداخل والخارج بما يسمى القاعدة والحراك المسلح وغيرهم أصبحت مكشوفة وعلى المخلوع أن يترك الشعب ليتفرغ لبناء مستقبله ودولته ومعالجة قضاياه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى قيادة المؤتمر وأعضائه أن يحددوا موقفهم من المخلوع وعائلته فإما أن يقفوا مع اليمن والوفاق والمستقبل والوطن من أجل اليمن الجديد أو يقفوا مع المخلوع وعائلته، وبهذا يكنون قد وقفوا مع الماضي الفاسد المظلم وليس مع المستقبل الواعد. لقد استطاعت حكومة الوفاق الوطني خلال فترة وجيزة أن تصنع الأمل من خلال تحقيق بعض المكاسب للشعب كإعادة الكهرباء وتحرير الإعلام من قبضة العائلة وتحرير بعض وسائل النقل وتحرير بعض المؤسسات المدنية والعسكرية وغيرها كثير في وزارات لم يظهر إنجازها لأن عملها غير قريب من الإعلام. والقرار الشجاع بقيادة عدن الجديدة والتي جاءت بعد قيادة عاثت في الأرض فسادا ونقول للرئيس هادي وحكومة الوفاق عليهم أن يعجلوا بالقرارات الشجاعة التي تؤدي إلى تحرير الجيش من العائلة وبقايا النظام لتتم الهيكلة ثم يأتي الحوار الوطني الذي لا يستثني منه أحدا ولا بد من قرار اقتصادي شجاع بتخفيض المشتقات النفطية لتخفيف معاناة الشعب وإيصال الضمان الاجتماعي للمستحقين. وعلى الرئيس هادي الإسراع بإصدار قرار إنشاء هيئة رعاية الشهداء والجرحى، وأخيرا لن تهدأ اليمن ولن تستقر حتى يرحل المخلوع وعائلته وبقايا نظامه الفاسدين، وسيستمر المخلوع بالتحريش والتخريب وإقلاق الأمن، ومع كل ذلك ستنتصر ثورة الشعب اليمني بإذن الله تعالى وسيبنى اليمن الجديد والمستقبل المشرق (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).