بزغ نجم البرلماني محمد عبداللاه القاضي، ما بعد الألفية وتحديداً عند تقلده رئاسة الاتحاد اليمني لكرة القدم ووصول منتخبنا الوطني للناشئين للعالمية لأول مرة في تاريخ كرة القدم اليمنية. بعد ذلك ترشح القاضي لعضوية البرلمان في 2003م عن الدائرة 17 وحالفه الفوز. وكان له مواقف قوية وشجاعة في مناهضة سياسة حزبه المؤتمر الشعبي ولم تمنعه من ذلك صلة القرابة التي تربطه ب الرئيس السابق على عبدالله صالح، كما لم يمنعه انتماؤه للمؤتمر الشعبي. وقف في وجه انحدار السياسة الحاكمة وانتقدها بشدة، تغلب على الجغرافيا الضيقة واختفت أيديولوجيته أمام حضور الوطن الكبير. قام مع زملائه في البرلمان بفضح قضايا فساد أبرزها المنطقة الحرة واتفاقية الغاز مع توتال وهنت. قال في وقت سابق: "يتم افتتاح مدرسة بقيمة 2 مليون ريال من قبل أكبر رجل في الدولة بينما يتم اهدار 180 مليار دولار في اتفاقية الغاز مع توتال وهنت". كان له دور كببر في انتصار اليمن على شركة هنت الأمريكية التي رفعت قضية في محكمة فرنسية بعد أن اخفقت الشركة في تمرير صفقة مع الحكومة اليمنية لتمديد اتفاقية في القطاع النفطي 18 مأرب – الجوف بعد انتهائها في 15 نوفمبر 2005، عندما وقف البرلمان ضدها بقوة، وأجبر الحكومة على التراجع عنها. وكانت القضية قد أخذت مساحة واسعة من الحوار بين الطرفين، قبل أن ينتصر الجانب البرلماني وتغليب المصلحة الوطنية وإلغاء الاتفاقية. استمر مع ثلة من زملائه الشجعان في البرلمان بانتقاد الممارسات الخاطئة التي كانت تنتهجها الحكومة اليمنية والسلطات العليا آنذاك. وكونه كان مقرر لجنة التنمية والنفط في البرلمان جعل في الواجهة وعلى ارتباط بقضايا كبيرة في الصناعات الاستخراجية. لعبت لجنة التنمية والنفط بمجلس النواب، التي هو مقررها، أدوارا كبيرة، بينها أنها أبطلت كثيرا من الاتفاقيات ووفرت للبلد مليارات الدولارات كانت ستضيع، وكشفت كثيرا من الاختلالات والمخالفات. في مقابلة سابقة له مع صحيفة "الأهالي" الأسبوعية حمل القاضي الرئيس السابق شخصيا مسئولية ما يحدث في البلاد. ومن بين ما قاله للصحيفة يومذاك: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. فهو بنص الشرع المسؤول الأول عن كل ما يجري.. فهو مسؤول عن المواطن الذي يجوع، وعن الذي يحبس ويظلم، وعن توفير الأمن والحماية لكل مواطن، وهو مسؤول عن كل من نهبت أرضه، أو أخذ حقه.. الخ". في مقابلة مع أولى أعداد أسبوعية "الأهالي"، يونيو 2007م، تحدث ابن سنحان للمرة الأولى عن "كروت من سنحان". وسنحان هي مسقط رأس علي صالح ورأس محمد القاضي، وهي منطقة في محافظة صنعاء. أشار القاضي يومها إلى تفرد صالح وعائلته بالسلطة واستخدامهم بعض القيادات التي تنتمي إلى سنحان ككروت. وقف ضد الاختلالات الإدارية وسوء استغلال السلطة من قبل أشخاص وعبثهم بالمال العام ونهبهم للأراضي والممتلكات العامة في الجنوب. ونادى بصوت عال كي يتم إعادة كل المظالم في الجنوب لأصحاب الحقوق. كشف عن استثمار صالح وأقرباء له بأسماء وتجار وأشخاص آخرين. مؤكداً ضلوع استثمارات صالح باسم أحد كبار التجار المقربين من صالح. كان من أول المنضمين لثورة 11 فبراير 2011م وكان له دورا بارزا في انضمام شخصيات برلمانية واجتماعية للثورة الشبابية الشعبية حيث قدم استقالته من المؤتمر الشعبي العام آنذاك مع عدد كبير من أعضاء البرلمانيين للحزب الحاكم. تعرض لمضايقات كثيرة بسبب انتقاده اللاذعة لعلي صالح كما أنه تعرض لملاحقة من قبل أطقم أمنية. وقامت وحدات من قوات الحرس الجمهوري والأمن بقصف منزله مما أدى إلى إصابة شقيقه وأحد مرافقيه على خلفية استقالته من الحزب الحاكم وانضمامه لثورة فبراير بالتزامن مع هجمة إعلامية شرسة من قبل وسائل اعلام المؤتمر ووصفه بالخيانة وقد رد على هذه الاتهامات في مقابلة مع "حديث المدينة" عقب استقالته بالقول: "إذا كانت مناصرة الثورة والوقوف مع الشعب خيانة فليشهد التأريخ أني خائن". اعتكف في الآونة الأخيرة في منزله وغاب عن الإعلام والخوض في الوضع السياسي المضطرب، رغم سنه الشاب، فجعتنا الأخبار برحيله. في عشية 9 يناير من بداية العام الحالي ترجل البرلماني الشجاع وانتقل إلى جوار ربه بعد تعرضه لجلطة دماغية مفاجئة تم إسعافه على إثرها إلى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، لكن القدر كان سباقاً ليكتب رحيله مبكرا. سيرة ذاتية: مواليد 26 سبتمبر، 1968. منطقة سنحان محافظة صنعاء. متزوج وأب لستة أولاد (عبدالله، عادل، صهيب، عمر، مهيب، مصعب). بكالوريوس إدارة أعمال – الولاياتالمتحدةالأمريكية. المناصب الحكومية: - رئيس مكتب الإشراف على المؤسسات والصناعات بوزارة الصناعة والتجارة 97م- 98م. - شركة الأدوية – 98م- 2000م. - عضو مجلس صندوق الدواء. - عضو مجلس إدارة المستشفى الجمهوري. المناصب الاجتماعية: - رئيس مجلس شورى مجلس التضامن الوطني. - عضو مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية. - عضو مجلس إدارة جمعية صنعاء الشعبية. - عضو جمعية حماية البيئة. - عضو جمعية حماية المستهلك. المناصب الرياضية: - الرئيس الفخري لنادي شعب إب – 97م – 98م. - رئيس النادي الأهلي – 98م- 2001م. - رئيساً لاتحاد كرة القدم 2001م – 2004م. المناصب البرلمانية: - عضو مجلس النواب. - مقرر لجنة التنمية والنفط. - عضو لجنة الصداقة اليمنية السعودية بالمجلس. المناصب الحزبية: - عضو اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام. - عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام