دخلت اليمن في المجهول بعدما تركت الساحة السياسية مفتوحة لجماعة الحوثي تسرح وتمرح. تجاوزات الجماعة أثارت ردود أفعال مناوئة. الشباب عادوا إلى الساحات والميادين، وناشطون هرعوا إلى ساحة التغيير بصنعاء، منطلق ثورة فبراير، ومثلهم فعل ويفعل أبناء تعزوالحديدةومحافظات أخرى. "البلد وصل إلى طريق مسدود". بحسب نص استقالة الرئيس هادي، لكن تداعيات ما بعد السيطرة الحوثية على دار الرئاسة وضغوطاتهم العنيفة على هادي دفعت باتجاه تلاحم الأقاليم خارج إقليم آزال، توحدت أقاليم: سبأ وعدنوحضرموت والجند وتهامة، تحت لافتة واحدة ترفض ما تصفه بالانقلاب الحوثي وتتوعد بالوقوف في وجهه، وظهرت دعوات متسعة للانفصال عن المركز المقدس بصنعاء لتي يسيطر عليها الحوثي. ما إن شاع خبر استقالة هادي، الخميس الماضي، إلا وخرجت قيادات جنوبية تدعو لفك الارتباط عن صنعاء. حيث دعا مؤسس الحراك الجنوبي ناصر النوبة الجنوبيين لفصل الجنوب عن صنعاء. أعلنت أقاليم ومحافظات فك ارتباطها عن صنعاء وقالت إنها لن تتلق أية توجيهات أو أوامر من العاصمة. أعلن عدد من الأقاليم «فك الارتباط» عن العاصمة صنعاء، وأعلن إقليم الجند نفسه مستقلا عن العاصمة صنعاء، بينما رفض إقليم سبأ تلقي أية أوامر من العاصمة. إقليم عدن يدين الانقلاب عقد محافظو محافظات إقليم عدن واللجان الأمنية فيها، السبت الماضي، اجتماعا أكدوا في بيانهم على التمسك بالنظام والشرعية الدستورية ووحدة وأمن وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية وإدانة جميع مظاهر وأشكال "الانقلاب العسكري الذي يمارسه الحوثيون في العاصمة صنعاء منذ 19 يناير الجاري وحتى يومنا هذا"، وفق البيان. مؤكدين التمسك بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة دستور جمهورية اليمن الاتحادية، وبالأقاليم، كشرط من شروط انتظام واستكمال المرحلة الانتقالية بكل مترتباتها. ووجه محافظو الإقليم الأجهزة العسكرية والأمنية واللجان الشعبية في الإقليم برفع الجاهزية القتالية واليقظة الأمنية للتصدي لأي "أعمال ارهابية، وتوفير كل ما من شانه ضمان أمن واستقرار المواطنين وحماية مؤسساتهم العامة والخاصة". الاجتماع الذي كرس للوقوف على المستجدات "الاستثنائية الحرجة التي يمر بها الوطن" طالب الأجهزة الأمنية بالتنسيق في جميع مستويات الأداء العسكري والأمني واللوجستي وفي مهامها المتعددة في محافظاتعدن وأقر عدم استلام التوجيهات إلا من قائد المنطقة العسكرية الرابعة. إصلاح تعز يدعو ل"الإنفصال عن صنعاء حزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز، دعا السلطات المحلية إلى عدم التعامل مع (انقلاب صنعاء)، وعدم التعاطي مع أي أوامر أو طلبات باعتباره فاقداً للشرعية واعتداء صارخ على الشعب والدولة. وحثها على المزيد من التلاحم مع الشعب وقواه الحية ورفع درجة اليقظة والحذر لحماية تعز وتحصينها أمنيا وسياسيا لتجنيب المحافظة ويلات الصراع الوافد وتداعيات الانقلاب الفاقد للشرعية. إصلاح تعز، في بيان له، الجمعة الماضية، جدد مطالبة السلطات المحلية بالتواصل مع بقية المحافظات والأقاليم لدراسة الوضع واتخاذ موقف وطني يحافظ على الوحدة ويستعيد الدولة ويسقط الفوضى وخيار القوة الغاشمة، حسب البيان. داعيا كافة القوي السياسية والمكونات والشخصيات الوطنية إلى التوحد والتكاتف والحفاظ على موقف تعز الواحد ودعم السلطة والمحافظة علي الأمن وقوة المجتمع الرافض للفوضى (والانقلاب). وحمل جماعة الحوثي مسؤولية انهيار العملية السياسية واختطاف الدولة وتعريض وحدة الوطن واستقراره إلى مخاطر حقيقية بسبب (الانقلاب)، والاعتداء على شرعية الدولة، حسب البيان. ودعا إصلاح تعز أعضائه وأنصاره إلى التلاحم الفاعل مع كل جماهير المحافظة وقواها ومكوناتها لإنجاح ما وصفه بموجة ثورة استعادة الدولة وتصحيح المسار وتمتين الروابط الشعبية وتقوية المجتمع للوصول إلى فرض القرار الشعبي ورفض كل وسائل التعجرف وإخضاع الشعب عن طريق السلاح والقوة الغاشمة. حسب البيان. مصادر عن مساعي حثيثة لضم إقليم الجند، الذي يضم محافظتي تعز وإب وهما اللتان تحتويان على أكبر مخزون بشري في اليمن، حيث يشكل سكانها نحو 40 في المئة من إجمالي السكان، ويعتبرون من أهم الكوادر العلمية والكفاءات العملية في مختلف المجالات. حضرموت تعلن الاستقلال السلطة المحلية في محافظة حضرموت في بيان رسمي لها استقلالها إداريا عن العاصمة صنعاء واتخذت قرارا بعدم التعاطي والتعامل مع أي توجيهات من العاصمة صنعاء، في خطوة لما تم اتخاذه في إقليم عدن والأقاليم التي بدأت تتجه نحو التوحد معه، من أجل عزل الحوثيين في إقليم آزال، الذي يضم 4 محافظات شمالية ذات أغلبية زيدية وهي محافظات صعده وعمران وصنعاء وذمار. وتعتبر محافظة حضرموت عاصمة إقليم حضرموت الذي يضم 3 محافظات جنوبية شرقية وهي حضرموتوشبوة والمهرة والتي تعتبر المصادر الرئيسية للإنتاج النفطي في الجنوب، في حين كان إقليم سبأ، الذي يضم محافظاتمأرب والجوف والبيضاء، التي تعتبر المصدر الرئيس للطاقة والنفط، أعلنت الخميس انضمامها لإقليم عدن، وأعلنت استنكارها لكافة الخطوات التصعيدية والعملية العسكرية التي قام بها المسلحون الحوثيون ضد الدولة وضد مؤسساتها الشرعية. مأربوشبوة تقطع علاقتها بصنعاء السلطة المحلية واللجنة الأمنية وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية في محافظة مأرب أكدت أن قيادة السلطة المحلية واللجنة الأمنية هي المسؤولة عن تسيير وإدارة شئون المحافظة والمصالح العامة فيها، وطالبت كل الجهات المدنية والعسكرية والأمنية بالمحافظة بتنفيذ التوجيهات الصادرة من المحافظ وقائد المنطقة العسكرية الثالثة وعدم التعامل مع أي توجيهات أخرى من خارج المحافظة حتى تتضح الرؤية من الأزمة السياسية التي تحدث في العاصمة صنعاء. وأكدت السلطة المحلية خلال اجتماعها، السبت، برئاسة المحافظ سلطان العرادة أن الحفاظ على المصالح العامة والطرقات والمنشآت الحيوية النفطية والغازية والطاقة الكهربائية هي المهمة الأولى لأبناء القوات المسلحة والأمن المرابطة بمحافظة مأرب وإلى جانبهم أبناء وسكان المحافظة. وأقر الاجتماع إعادة تشكيل لجنة الدفاع الوطني بالمحافظة وفقا للمتغيرات والتطورات الجديدة، وأدان "الإنقلاب" على رئيس الجمهورية وما رافق ذلك من اقتحام المؤسسات الرمزية والسيادية ومحاصرة منازل الوزراء والمسؤولين. ووافق على تشكيل لجنة مختصة للتواصل مع محافظات إقليم سبأ وبقية الأقاليم الملتزمة بمخرجات الحوار بغرض تنسيق الجهود وتوحيد المواقف حيال المستجدات. محافظ شبوة أحمد علي باحاج، وجه بقطع العلاقات وعدم قبول أي قرارات من صنعاء وأن شبوة جزء لا يتجزأ مما خرج به إقليم عدنوحضرموت وكلف قيادات عسكرية وأمنية من المحافظة بالبقاء على أهبة الاستعداد لأي إجراءات طارئة تحدث في البلاد، موجهاً إياهم باستلام المعسكرات المتواجدة في المحافظة، ومكلفاً قيادات مدنية بترتيب أوضاع اللجان الشعبية. حرك تهامة يلحق بعدن الحراك التهامي في محافظة الحديدة أعلن تأييده للأقاليم التي أعلنت رفض القرارات الصادرة عن صنعاء وبناء يمن الأقاليم وفق ما أعلنه إقليم عدنوحضرموت وسبأ والجند. فيما خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة الحديدة، السبت، رافضة للانقلاب اعتدى عليها الحوثيون بالرصاص وجرحوا 7. *عن أسبوعية الأهالي