ذكرت صحيفة لندنية أن القوى السياسية اليمنية، استأنفت أمس الاثنين، الحوار الهادف إلى الخروج من الأزمة برعاية الأممالمتحدة وبمشاركة الحوثيين رغم اتخاذهم تدابير أحادية أحكموا عن طريقها السيطرة على السلطة وأجمعت الأطراف السياسية اليمنية والقوى الإقليمية والدولية على توصيفها بالانقلاب. وأضافت صحيفة "العرب" الصدارة من لندن "بدا الوضع شاذّا لكنّ مصادر قالت إن ضغوطا كبيرة إقليمية ودولية ساهمت إلى جانب الرفض الشعبي الواسع "للانقلاب" في جرّ الحوثيين إلى طاولة الحوار مجدّدا بعد أن كانوا قطعوه بإعلانهم ما يسمى إعلانا دستوريا. ويرى متابعون للشأن اليمني أنّ مجمل الظروف والمواقف الداخلية والخارجية لا تترك أي مجال لنجاح الانقلاب الحوثي وأن قادة الجماعة على بيّنة من ذلك، ويحرصون من ثم على عدم قطع خط الرجعة من خلال إعطاء فرصة للحوار مجددا، ولو بطريقة شكلية ودون ضمان التوصل إلى نتائج ولمجرد ربح الوقت. وأكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة جمال بن عمر في بداية المحادثات أن «الحوار سيستأنف من حيث توقف الخميس»، أي قبل فرض الحوثيين «الإعلان الدستوري». وأعلنت جماعة الحوثي الجمعة الفائتة إعلان "دستوري" اعتبرته المنقذ والمخرج من الازمة الراهنة والذي يقضي بتشكيل مجلسين رئاسي ووطني، وحكومة انتقالية. ورغم ذلك يبدو استئناف الحوار أمرا شكليا إلى أبعد الحدود في ظل عدم اقتناع الكثير من القوى السياسية بجدوى التحاور مع الحوثيين الذين يظهرون توجّها واضحا لاستخدام القوة وفرض سيطرتهم كأمر واقع. وانسحب ممثلي حزبي الإصلاح والتنظيم الناصري أمس الإثنين من أول اجتماع مع جماعة الحوثيين بعد إعلانهم "الدستوري". وجاء انسحاب ممثل الحزب الناصري بعد أقل من خمس دقائق من بدء الاجتماع ومطالبته بعدم بدء الحوار إلا بعد أن يتم سحب الإعلان الدستوري الذي أعلنته جماعة الحوثي وانضم إليه ممثل حزب التجمع اليمني للإصلاح، وكان رد ممثل جماعة الحوثي أنه سوف نتخذ إجراءات في حق المنسحبين، وهو ما أثار أمين عام حزب الناصر وانسحب فورا من القاعة لكن الحوثيين من جانبهم ووفق مشاركين شددوا عبر ممثلهم، على أن الحوار سيستند إلى الإعلان الدستوري والتغييرات التي أعقبته. وقال محمد قحطان ممثل حزب الإصلاح، "إذا لم يسحبوا الإعلان الدستوري فنحن منسحبون". فيما قال الامين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالله نعمان، انه انسحب من اجتماع القوى السياسية بعد تهديده من قبل مهدي المشاط احد ممثلي جماعة الحوثي الذي اراد فرض خيارات الجماعة بالقوة دون اعتراض من احد وبعد رفضهم سحب ما اسمي ب"الإعلان الدستوري". وأضاف الامين العام للتنظيم الناصري "بمجرد انسحاب الاعلاميين فوجئنا بمهدي المشاط أحد ممثلي جماعة الحوثي يوجه تهديدات الي والى محمد قحطان من شانها اجبارنا على عدم الحديث وعدم ابداء اي ملاحظات او اعتراضات على الاجراءات التي يفرضونها بالقوة وكان ذلك سببا في الانسحاب". وكانت الأطراف السياسية اليمنية فشلت الخميس الماضي في اجتماع مع المبعوث الاممي جمال بن دون التوصل لأي اتفاق لحل الازمة الدستورية الذي تعانيها البلاد منذ اسبوعين بسبب إستقالة الرئيس هادي من منصبه.