تشهد مخيمات الاعتصام التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، والمقامة في عدة مناطق بالعاصمة صنعاء، انحساراً لافتاً لأعداد المعتصمين الذين غادر الكثير منهم مخيماتهم عقب تنحي صالح عن السلطة في 21 فبراير/ شباط المنصرم. وأكدت مصادر مسؤولة في حزب المؤتمر الشعبي العام ل”الخليج” أن توجيهات أصدرها صالح باعتباره رئيساً للحزب بالتسريع برفع مخيمات الاعتصام كافة التي احتشد فيها أنصاره خلال أشهر الأزمة السياسية العاصفة التي خلصت إلى تنحيه القسري عن السلطة. وأشارت المصادر إلى أن قرار رفع مخيمات الاعتصام اتخذ من قبل رئيس الحزب الذي كلف قيادات في اللجنة العامة باستكمال الترتيبات المتعلقة برفع مخيمات الاعتصام بالتنسيق مع اللجنة العسكرية المكلفة بتطبيع الأوضاع الأمنية في العاصمة صنعاء وعواصم المدن الرئيسة في البلاد. وأرجعت المصادر قرار قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام برفع مخيمات الاعتصام إلى الكلفة المالية اليومية المرتفعة التي تصرف على هذه المخيمات، وصعوبة التزام الحزب بدفعها بشكل يومي، إلى جانب تصاعد أحداث الشغب وقطع الطرقات من قبل مجاميع من المعتصمين المحتجين على تقليص المخصصات المالية ووجبات الغذاء اليومية، كما حدث مؤخراً حين بادر العديد من المعتصمين بمخيم “ساحة التحرير” إلى قطع الطرق الرئيسة المؤدية إلى وسط العاصمة صنعاء كنوع من التصعيد للفعاليات الاحتجاجية المطالبة بمخصصات مالية وغذائية تم إيقاف صرفها من قبل الحزب لأسباب مالية. وكان حزب المؤتمر الشعبي العام قد بادر نهاية الشهر المنصرم إلى رفع أكبر مخيم اعتصام نسائي تابع للحزب في العاصمة صنعاء تم إقامته بالقرب من ساحة العروض بميدان السبعين المتاخم لمقر دار الرئاسة لاعتبارات مالية. وأعلن حزب المؤتمر الشعبي العام أمس الأربعاء رفع الاعتصامات التابعة له ولحلفائه من شوارع العاصمة صنعاء بداية من مطلع الأسبوع القادم. وقال الناطق الرسمي للمؤتمر الشعبي العام عبده الجندي إنه تم التوصل لاتفاق بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام برفع جميع اعتصامات المؤتمر وحلفائه مطلع الأسبوع القادم من ساحات كل من:( عصر، ومدينة الثورة الرياضية، وميدان التحرير، وغيرها من الإعتصامات التابعة للمؤتمر في العاصمة صنعاء). وقال الجندي – في مؤتمر صحفي عقده أمس بصنعاء-: إن قبول المؤتمر الشعبي العام برفع اعتصاماته من العاصمة صنعاء جاء نتيجة لاتفاق بين قيادات المؤتمر ورئيس الجمهورية، وحرص المؤتمر المستمر والدائم على أن يبدأ أولاً بتقديم التنازلات. وفقا لما ذكر موقع المؤتمر نت. وأضاف الجندي:"إذا لم تلتزم الأطراف الأخرى المتمثلة بأحزاب اللقاء المشترك وشركائها برفع اعتصاماتها أسوة واقتداءً بالمؤتمر فإننا لن نعود إلى الاعتصامات المغلقة كما كان في السابق بل سيعود المؤتمر بإعتصامات مفتوحة في كل المحافظات وبأعداد كبيرة ومنظمة وسيواجه الشارع بالشارع والخيمة بالخيمة والساحة بالساحة وذلك ضمن خطة ستضعها اجتماعات الهيئات القيادية العليا للمؤتمر". وفقا للموقع. وقال الجندي: "إن لدى المؤتمر الشعبي قوة شعبية جبارة، مشيرا إلى أن عدد القادمين إليه الآن أكثر من عدد المتساقطين بالسابق بمئات المرات".