من يلاحظ التخبط في التوجهات والتشتت في القرارات العفاشية يدرك ان الرجل فعلاً معذور فالمرض الذي حذره منه أطباءه أدركه لا محالة فها هو اصبح اليوم مخلولاً عقليا بعد علته الجسدية . وما يفعله اليوم يكشف ان الرجل يصدق فيه قول القائل " أجسام البغال وأحلام العصافير " لم يعد يدرك من السبب في سقوطه هذا السقوط المريع وهو الذي ظل طول حياته لا شغل له غير بناء ذاته على انقاض وطن مكلوم وشعب مهموم ، حين كنت أشاهد مسلسل الانحطاط الذي بدأَ المخلوع حلقاته منذ زمن وذلك حين شعر أنه ان قام بعملية التضخيم والتكبير لشخصه فسيصنع إكبارا وإجلالا لذاته في فهم اليمني وعقله، ولم يدري هذا المتعالي ان خلايا السرطان حين تفتك وتهدُّ جسم صاحبها تتضخم وتتكاثر ويبدأ الجسم ينمو ويكبر بطريقة مجنونة أسماها علماء الطب بمرض "جنون الخلايا" وربما يعتقد صاحبها بادئ الامر بأنه امر طبيعي ولكنها نفسها من ستهد كيانه وتزلزل أركانه ... لما تجرأ صاحب مقولة الجرذان على ان يمنح نفسه لقب ملك ملوك افريقيا لم يدم بعدها الا قليل ليصبح عبرة المعتبرين الأفارقة، ربما ان لحظة سحله وسلخه التي شاهدها الجميع لم يدرك وقعها وعبرتها مثل القذافي نفسه وكأني به يهمس بصوت خفي بداخله ، أهكذا تكون نهايتك يا ملك الملوك وعميد العرب، هب ان القذافي منح نفسه لقب ملك ملوك الارض والمريخ أو امبراطور الكون كله او عظيم زمانه وبديع عصرة ، ثمة سؤلاً يبقى هل السبيل الى حفظ المكانة والجاه والسلطان هو المزيد من الانتفاخ وزيادة الحجم عن وضعه الطبيعي ؟ والبالون الذي يتم ملئه بمزيد من الهواء زيادة عن حجمه لا مجال الا الانفجار ، لم يدرك سلف صالح ذالك وها هو يسير في نفس خط سير أقرانه .. بعد أن بلغ به الكبر عتيا يحتفل بعيد ميلاده السبعين على طريقة القذافي !!! ولم يبقى إلا أن ننتظر أحد حفر المجاري التي بناها صالح تحت المكان الذي احتفل فيه لنشهده فيها جرذا كسابقه في العظمة والكبر والغرور...لم يبقى للمخلوع سوى أن يخرج ليفأجا الشعب الذي حكمه ثلاثا وثلاثين سنة بدعوته الى وليمة الختان لأنه اكتشف بعد سبعين سنة انه غير مختون!!!!! ...الرجل قد أصيب بعقدة النقص التي حذره أطباءه منها فعلا لذا بدأ من حوله من المنتفعين فرحين بتدهور حالة صالح واتجاهه نحو الجنون لانها بالنسبة لهم فرصة يقتاتون بها من خلاله بعد ان رأوا ان حكومة الوفاق في طريقها الى تنظيف الوطن من الفاسدين وآثارهم النتنة، ما لا يدركه هؤلاء ان الزمن غير الزمن والوقت غير الوقت، كان بإمكان المخلوع ان يجد حدثا يظهر من خلاله للناس لابساً بذلته الأنيقه وربطة العنق الغالية الثمن عن طريق حدثا شعبيا او مناسبة وطنية ولو حتى اربعينية من قتلهم في دوفس أبين !!، لكن من شاورهم هذه المرة في الاحتفال بعيد الميلاد السبعين ،فيما يبدو قد أصبحوا هم انفسهم لا يرون في الرجل الا ذالك المتخلف عقليا الباحث عن إشباع نهم سلطة طارت من يديه وهو الذي ظن ان الزمن الذي خدع قبله أئمة حميد الدين ومن بعده من الرؤساء سيتركه يسرح ويمرح في طول البلاد وعرضها بلا رقيب ولا حسيب ..أخيرا ما يجب ان يعرفه هذا المسخ جيدا هو أن الشعب الذي خرج معلنا نهاية قبحه لم ولن يرضى لأحد ان يزيد فوق القبح قبحاً ... وقبل ان يسدل الستار على نهاية الحلقة الاخيرة التي فيما يبدوا ان المخلوع يريدها نهاية تراجيديه على طريقة شكسبير في ماكبث وهاملت دعونا نشاركه عيد ميلاده " سنة حلوة يا جميل ...Happy birthday !!