يحكى أن رجلاً كان يملك (بقرة) كانت مشكلتها أنها (تفتشع) وتفزع من صوت (الطبل)كلما ضرب الطبل هاجت وفرت بجنون إلى المزارع والطرقات بصورة تلحق أضراراً بالناس وتهدد الحياة، وذات مرة دهست في طريقها طفلاً توفي على إثرها ولم نسأل عن التداعيات، إلا أن الراوي قال: إن والد الطفل تنازل واشترط على الحاج ناجي أن يربط بقرته أو يذبحها عيداً أو حتى (للنسور) إذا لم يجد لها علاجاً.. بينما اجتمع أهل القرية ليحملوا الرجل مسؤولية أي أضرار قد تحدثه البقرة بعد ذلك, وكفاية (إلى هنا ويرجعين البقر) وأصبح الرجل يلاحق البقرة (المفشوع) كلما سمعت الطبل في الطرقات والمزارع وقد تفلت منه وتسحبه أرضاً إذا ما ضرب الأطفال على أدوات الطعام المعدنية عناداً.. وبسبب طبل عرس فرت ذات يوم وسقطت من مكان مرتفع وتكسرت ونجت بأعجوبة.. لكنها عادت لعادتها وبصورة أكثر جنوناً، وتحولت إلى خطر حقيقي على نفسها وصاحبها والناس .. حتى اقترح أحدهم بحكم الخبرة علاجها بالطبل والطاسة على مبدأ (وداوها بالتي كانت هي الداء) اقترح أن تربط (البقرة) المستفزة (الشعوف) من صوت الطبل جيداً ويحضر (الطبالين) يضربوا على آذانها (بالطبل والطاسة) وفعلاً ضرب على رأسها بالطبل مدة طويلة لم يلتفت أحد لحركتها التي قاربت على الهلاك، وفي اليوم الثاني تم تكرار الضرب على الطبل بقرب البقرة وتكرر هذا في اليوم الثالث لكن البقرة كانت على غير عادتها مستقرة ومتعايشة مع الواقع الجديد وشفيت تماماً بل أصبحت تطرب وتشنف آذانها كلما سمعت صوت الطبل و(تبترع) أيضا. كثير من الأمراض تحتاج إلى متابعة غصباً عن المريض والاستجابة للمرض تؤدي إلى استفحال الحالة واستعصاء المرض، وكثير من القرارات التي يستفز لها البعض ويتصرف معها بأنها قطع رقبة كبقرة صاحبنا تحتاج إلى المتابعة والمزيد من الفعل وليس التوقف حتى تصبح أمراً واقعاً وعلاجاً شافياً لصالح البقرة وأهل البقرة وأصحاب القرية. التوقف ومراعاة البقرة سيؤدى إلى تطور الحالة إلى (جنون البقر) وهو مرض لا يهدد القرية فقط بل العالم كله الذي عليه أن يتدخل لضمان عدم تطور الحالة إلى خطر عالمي وما فيش أخطر على العالم والإنسانية من (جنون البقر). لقد اعتدلت (بقرة) ناجي واصبحت بقرة (صالحة) بعد أن وصل إلى درجة من اليأس اعتقد فيها أن لا علاج لبقرته سوى (الذبح).. وهي بحاجة إلى مزيد من العلاج وعدم التوقف والضرب المستمر على رأسها بالطبل والطاسة.. وقد اكتشف الحاج ناجي مؤخراً أن (تدليله) للبقرة سبب لكل ماجرى.