جاءت من العدين.... خطواتها تسابق أنفاسها المتلاحقة بصوت شاحب غايره النحيب يدوي في زمن التراجع والهزيمة والخرس! بعيون ورمها البكاء.. من جور ما شاهد ته من بطش الأقوياء! فمرة تبكي...ومرة نبكي..ومرة تسكت..ومرة تحكي..لا شيء يقاطعها سوى خيالها الممتلئ بصورة مأسوية حقيقية لم نشاهدها سوى في أفلام (بوليود)الهندية ذات الطابع الإجرامي! صورة أطفال وأبناء ونساء يصرخون ويرتعدون من الخوف والرعب الموجهة إليهم من أفواه بنادق وقذائف الهمجية الباشاوية! ويزداد البكاء .. ويتحول إلى نحيب فنشيج فرعاف وهي تصف تبول الأطفال اللاإرادي بإرادة طاغية العدين المرعبة لمن تحرر من قيود بطشه واضطهاده! جاءت(أم الثوار)من العدين.. بريح جلاد..!من تحت أنقاض منزل ابنها الدكتور الثائر/احمد العامري الملقب ب(الطويل) بعد أن هجم عليه عساكر الباشا بالرصاص وقذائف ال آر بي جي.. واقتادوه مضرجا بدمائه إلى سجونه الخاصة ..وللمرة الثانية مما يؤكد عجز وضعف بقايا المعارضة أمام النظام الذي استعاد قوته بصورة أقوى من ذي قبل! وحين وصلت (أم الثوار)إلى ساحة خليج الحرية لم تجد من يحتوي آلامها سوى بعض الثوار وقلب(الحسام)ذلك الثائر المجهول الذي تعود أن يخدم قضيته بحركة ذاتية دون املائات من احد سوى من ضميره الحي الذي يرفض الظلم والاستبداد دون خوف إلا من الله وحده. ففتح (محمد الحسام)لها قلبه وبيته وجيبه.. في الوقت الذي أغلقت فيه أبواب الساسة والقادة..فلم تكرم وفادتها أو تهتم لأمرها !باستثناء تبني قضيتها إعلاميا والتي ضاعفت آلامها أكثر! فمن صحيفة إلى صحيفة..ومن قناة إلى قناة..ومن محكمة معطلة إلى نيابة عاجزة إلى مضيعة يقال عنها:محافظة! والآلام تتعربد في أحشائها ومن لظاها على خديها طوفان من الدموع المقهورة..لغياب العدالة المتعمد وممارسة الآثام الرسمية..أصرت الحاجة(قبول) أن تقابل المحافظ عله ينصفها! مسكينة.. لا تعلم أن محافظة إب صفرية التغيير صوتية الثورة مجرمها أضحى بطلا حكيما!وملك جبالها يسمونه :أمينها العام!وقيادات اللقاء المشترك لن ترحب بمجيئها فهم في مرحلة توافق وانسجام يبنون به مستقبلهم بأعباء حاضرنا وماضينا ومستقبلنا.. وبتسويف وتأجيل يتعارض مع أقدار الله! قابلها الحجري المشتق من الحجارة أو اشد قسوة هي وأبنائها الثلاثة ببرود وتجاهل ينضح بالنظام!!! بل ومحملا إياها وابنها وزوجته و أطفاله وضيوفه مسؤولية ذلك الهجوم الإجرامي قائلا: إنهم قالوا للباشا...ارحل! يا الله ! ألهذا الحد لم تعد تشعر بمسؤوليتك أيها القاضي اللامحافظ؟ كل هذا يحدث ولقانا المشترك يستلذ بأنشودة مبتورة يعزفها النظام على تقاسيم التقاسم العقيم! فعادت (أم الثوار)إلى الساحة مثقلة بأنينها تمضغ لعاب قهرها فتورمت آلامها تورما ترجم بعد يومين إلى حقيقة مؤلمة! انفجرت كبدها دما على كبدها المعتقل بدمه ومنزله المدمر وزوجته وأولاده المشردين والمقيمين تحت الإقامة الجبرية الباشوية! لتبد أ(أم الثوار) مرحلة الرعاف الاحتضاري..والذي نقلت على إثره إلى صنعاء للعلاج.. حيث..: وزير الصحة ووزير الداخلية والأمن ووزيرة حقوق الإنسان ووزير العدل فهل سيعالجونها.. بوصفة آمنة تعيدها هي وجميع مهجري العدين إلى ديارهم آمنين بما فيهم الأستاذ /فيصل القليصي الملاحق باشويا بعد خروجه من سجنه في وقت سابق أم أنكم تنتظرون حتى يهدم بيته كسابقه المعتقل!والذي ربما لن يهدم بعد أن عرض طاغية العدين جائزة قدرها مائتي ألف ريال لمن يدلي بمعلومات عن القليصي ومكان تواجده! هل ستظفروا بالجائزة!؟ أم ستشعروننا بوجودكم.وهيبتكم كدولة وقانون.. ارحموا هذا الشعب الذي مع الأسف تعبد بالولاء لكم..وآمن برشدكم.. أذيقوه حلاوة إنسانيتكم ووطنيتكم كما أذقتموه مرارة صراعاتكم الممتدة بطول وعرض هذا الوطن الجريح..