كلف الرئيس السوري بشار الأسد عضوا بارزا في حزب البعث بتشكيل حكومة جديدة يوم الأربعاء وهو ما يشير إلى عدم تقديم اي تنازلات سياسية للانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرا في حين قصفت طائرات هليكوبتر ودبابات المعارضين قرب ساحل البحر المتوسط. وجاء تعيين رياض حجاب وزير الزراعة في الحكومة الحالية رئيسا للوزراء بعد انتخابات برلمانية جرت الشهر الماضي اعتبرتها السلطات خطوة في طريق الاصلاح السياسي بينما اعتبرتها المعارضة زائفة. وقال النشط المعارض نجاتي طيارة "كنا نتوقع ان يلعب الاسد معنا ويعين مستقلا نوعا ما لكن هو اختار بعثيا متشددا." واضاف أن الحكومة الجديدة مثل سابقاتها لن تملك اي سلطة حقيقية. وقال "مجلس الوزراء للعرض فقط والان اصبح اكثر من ذلك لان الجهاز الامني مسيطر تماما." وقال نشطاء إن طائرت هليكوبتر ودبابات قصفت مواقع المعارضة المسلحة في محافظة اللاذقية الساحلية يوم الاربعاء لليوم الثاني على التوالي في أعنف اشتباكات هناك منذ بدأت الانتفاضة ضد الأسد في مارس اذار العام الماضي. وقوض العنف المستمر اتفاق وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه منذ ثمانية اسابيع وجرى التوصل إليه بوساطة المبعوث الدولي كوفي عنان. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المؤيد للمعارضة إن المعارضين المسلحين الذين أعلنوا أنهم باتوا غير ملتزمين بالاتفاق قتلوا 100 جندي هذا الاسبوع. ودعت روسيا إلى اجتماع دولي موسع يشمل القوتين الاقليميتين تركيا وايران والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأعضاء الرئيسيين في مجلس الأمن الدولي بهدف انقاذ خطة عنان. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن المعارضين استولوا على مقار للشرطة والمخابرات في بلدة سلمى بمحافظة اللاذقية الليلة الماضية قبل وصول تعزيزات من الجيش عند الفجر. واضاف أن الجنود قتلوا نقيبا بالمعارضة في سلمى وستة مدنيين في الحفة وهي منطقة تسكنها اغلبية سنية وشهدت أعنف الاشتباكات. ونشر نشطاء محليون لقطات مشوشة لطائرة هليكوبتر تطلق صواريخ. وقال عضو في الجيش السوري الحر في اللاذقية إن مقاتليه المسلحين بأسلحة خفيفة تصدوا للقصف. وقال عضو الجيش الحر ويدعى علي لرويترز هاتفيا "وقعت اشتباكات عنيفة طوال الليل. بدات القوات السورية في الصباح قصف سلمى والحفة." وتقيد سوريا بشدة دخول وسائل الإعلام الدولية التي تقول دمشق إنها ساهمت في التحريض على العنف مما يصعب التحقق من روايات أي من الطرفين. وترددت أنباء عن مقتل أكثر من 35 شخصا أمس كما تكبدت قوات الأسد خسائر فادحة حيث قتل ما لا يقل عن 26 جنديا كثيرون منهم في كمائن نصبها المعارضون. وشكلت الاشتباكات تصاعدا نادرا في العنف في محافظة اللاذقية التي تضم عدة بلدات أغلب سكانها من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد والتي تناهض بوجه عام الانتفاضة التي يقودها السنة. ودعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاربعاء إلى اجتماع دولي موسع بشأن الأزمة بهدف دعم خطة عنان للسلام لكنه ذكر صراحة أنه يعتقد ان معارضي الأسد هم المسؤولون عن فشلها حتى الآن. وتؤيد القوى الغربية خطة عنان للسلام لكنها تدعو لتكثيف الضغط على الاسد بعد مذبحة بلدة الحولة التي قتل فيها 108 اشخاص قبل نحو اسبوعين. وتحمل تلك القوى الأسد المسؤولية عن المذبحة وهو ما تنفيه دمشق. وقال لافروف في بكين حيث يرافق الرئيس فلاديمير بوتين في قمة أمنية "نعتقد أن من الضروري عقد اجتماع لدول لها تأثير حقيقي على جماعات المعارضة المختلفة.. وعددها ليس بالكبير." وأضاف "إنها جميع الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة والدول الكبرى في المنطقة وهي تركيا.. ويجب ألا ننسى إيران.. والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. والاتحاد الأوروبي يمكن أن يساهم على ما أعتقد." وأردف قائلا "الهدف من مثل هذا الاجتماع الذي يختلف عن اجتماعات أصدقاء سوريا التي تكرس جهودها لدعم المجلس الوطني السوري ومطالبه المتشددة هو اتفاق كل الأطراف الخارجية بأمانة ودون معايير مزدوجة على تحقيق خطة كوفي عنان لأننا جميعا ندعمها." وعقد أصدقاء سوريا وهو ائتلاف فضفاض يتألف في أغلبه من دول غربية وعربية ترغب في إنهاء حكم الأسد عدة اجتماعات منذ فبراير شباط لتنسيق التحركات ضده.