أكد المراقبون الدوليون في سوريا تعرضت أحياء جورة الشياح والخالدية وحمص القديمة ومدن القصير والرستن وتلبيسة أمس الاثنين لقصف عنيف وعشوائي بالطائرات والمدافع على منازل المدنيين، وأطلق أهالي حمص نداء استغاثة خوفا من ارتكاب النظام مجازر وطالب ناشطون المراقبين بدخول هذه المناطق، في حين دعا كوفي انان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا إلى السماح "على الفور" للمراقبين الدوليين بدخول حمص ومدينة الحفة في منطقة اللاذقية. ويعاني الأهالي في هذه المناطق من نقص في المواد الغذائية والطبية، فضلا عن انقطاع الكهرباء. يأتي ذلك في وقت سقط فيه نحو 89 قتيلا على الأقل في أنحاء سوريا معظمهم في إدلب وحماة وحمص برصاص قوات النظام. وقالت متحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا إنهم أبلغوا عن وقوع هجمات بطائرات هليكوبتر على شمالي مدينة حمص. وقالت المتحدثة سوزان غوشة في بيان صحفي "أبلغ مراقبو الأممالمتحدة عن وقوع معارك عنيفة في الرستن وتلبيسة إلى الشمال من مدينة حمص، استخدم فيها القصف بقذائف مورتر وإطلاق نار من طائرات هليكوبتر ومدافع رشاشة وأسلحة صغيرة." ودعا ناشطون مراقبي الأممالمتحدة إلى زيارة حمص ليشهدوا قيام طائرات نظام الرئيس السوري بشار الأسد بقصف الأحياء. وقال أبو جعفر المغربل الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية بحمص إن النظام السوري يقصف أحياء حمص القديمة خاصة جورة الشياح والقرابيص بالطائرات محذرا من وقوع مجازر جديدة في هذه المناطق التي تضم أعدادا كبيرة من اللاجئين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات السورية قصفت معاقل للمعارضة في محافظتي حمص بوسط البلاد ودير الزور في الشرق. من جهته، طالب المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا كوفي أنان المراقبين بالتوجه فورا إلى المناطق التي تتعرض للقصف في حمص، وأعرب أنان عن قلقه الشديد من القصف الحالي مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من المدنيين العالقين جراء قصف حمص والحفة باللاذقية. وما يحدث من قصف عنيف ينتهك مقترحات خطة أنان لوقف العنف في سوريا. وقال المتحدث احمد فوزي في بيان صحفي ان انان "يشعر بالقلق البالغ بشأن الانباء التي وردت مؤخرا من سوريا حول العنف وتصاعد القتال بين القوات الحكومية والمعارضة". وأشار فوزي في كلامه بشكل خاص الى القصف الذي تعرضت له مدينة حمص مؤخرا، والى الانباء عن استخدام مدافع الهاون والدبابات ومروحية في قصف مدينة الحفة في منطقة اللاذقية. وقال فوزي "توجد مؤشرات على ان اعدادا كبيرة من المدنيين محاصرون في هذه المدن". واضاف ان "المبعوث الخاص المشترك يطالب الاطراف باتخاذ خطوات لضمان عدم الحاق الاذى بالمدنيين، كما يطالب بالسماح بدخول مراقبي الاممالمتحدة الى مدينة الحفة فورا". ودعت بعثة الاممالمتحدة هناك"جميع الأطراف" إلى وقف القتال وانتهاكات حقوق الإنسان، لضمان حماية المدنيين، واحترام القانون الدولي، كما ناشدتهم تأمين "الوصول الفوري وغير المقيد إلى مناطق النزاع". وفي تطور آخر قالت لجان التنسيق إن اشتباكات وقعت بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر في حي برزة بالعاصمة دمشق. وكانت القوات النظامية مدعومة بعناصر الشبيحة قد واصلت استهداف ريف دمشق وريف حماة ودير الزور في وقت سابق بقذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة، مما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن الجيش النظامي قصف صباح الاثنين مدينة العشارة بدير الزور في شرق البلاد مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم عسكري منشق، وذلك بعيد اشتباكات دارت فجر الاثنين في المنطقة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المنشقة أوقعت ما لا يقل عن ستة قتلى من القوات النظامية. وجاء ذلك التصعيد النظامي بعد إعلان ناشطين سوريين عن انشقاق كتيبة صواريخ تابعة للنظام السوري عن القوات النظامية وانضمام بعض ضباطها للجيش السوري الحر، وقد ذكر الناشطون أن إحدى كتائب الدفاع الجوي المتمركزة قرب قرية الغنطو تعرضت لقصف بالمروحيات بعدما انشق قائد الكتيبة ونجح مقاتلون من الجيش الحر في السيطرة على مقر الكتيبة وأخذ عتادها وسلاحها. واستأنفت قوات النظام القصف على مدينة الحفة والقرى المجاورة لها في محافظة اللاذقية ، ما تسبب باصابة 10 مدنيين ومقاتلين معارضين بجروح، وجرت اشتباكات بين المعارضين والقوات النظامية السورية على مشارف المنطقة. وتتعرض الحفة للقصف منذ ستة ايام على التوالي، وهي منطقة وعرة تقع قرب الحدود السورية الشمالية الغربية مع تركيا، ويتحصن فيها عدد كبير من المنشقين. وقالت الناشطة سيما نصار من اللاذقية ان الوضع في منطقة الحفة سيء جدا، مشيرة الى وجود طبيب واحد في المنطقة، والى ان "غالبية السكان البالغ عددهم ثلاثين الفا نزحوا" من المنطقة. وأضافت: "بقي الثوار المنشقون وبعض المدنيين المسلحين الذين يساعدونهم في الدفاع عن المدينة". وفي محافظة دير الزور، قال المرصد ان خمسة اشخاص بينهم عسكري منشق، قتلوا في قصف تعرضت له بلدة العشارة من القوات النظامية السورية. واضاف ان المنطقة شهدت فجرا اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية. وفي مدينة ادلب، قتل ثمانية اشخاص هم مدني وسبعة عناصر من القوات النظامية، اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية امنية في شارع الثورة. وفي تل الذهب قرب بلدة دركوش التابعة لجسر الشغور، قتل ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية واصيب اخرون بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية كانت تقلهم. وقتل ثلاثة مقاتلين معارضين، بحسب المرصد، في اشتباكات مع القوات النظامية في سهل الغاب. كما قتل ثمانية مدنيين في مناطق اخرى مختلفة من محافظة ادلب في قصف واطلاق رصاص. وفي محافظة حماة، قتل ثلاثة مدنيين على الاقل وعسكري في عملية عسكرية تنفذها القوات النظامية في قرى قسطون وشاغوريت واللج في الريف. وقتل مواطن في حي الاربعين في مدينة حماة برصاص القوات النظامية. وفي العاصمة دمشق، انفجرت عبوة ناسفة وضعت في اسفل سيارة في حي برزة اسفرت عن مصرع شخص، ولم يتبين ما اذا كانت السيارة عسكرية او مدنية، بحسب المرصد. وقالت وكالة الانباء الرسمية "سانا" ان القتيل عنصر من الجيش، متهمة "مجموعة ارهابية مسلحة" بوضع عبوتين بسيارتين في حي برزة. وفي ريف دمشق، اغتيل مسؤول بعثي محلي في مدينة داريا بعد منتصف ليل الاحد – الاثنين اثر اطلاق الرصاص عليه من مسلحين مجهولين، بحسب المرصد. كما افاد المرصد عن مقتل مدني برصاص قناص في مدينة دوما في ريف دمشق. وتأتي هذه التطورات فيما قتل 74 شخصًا في أعمال عنف واشتباكات، دارت الاثنين في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعلى الصعيد السوري أيضاًارتفع عدد القتلى في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في اذار/مارس الماضي الى اكثر من 14100 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان . وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس ان 14115 شخصا قتلوا في مختلف انحاء سوريا منذ 15 آذار/مارس 2011، مشيرا الى ان بينهم 9862 مدنيا. واضاف ان عدد المنشقين الذين قتلوا بلغ 783 مقابل 3470 من افراد الجيش النظامي وقوات الامن. واشار عبد الرحمن الى ان "هذا الرقم لا يشمل القتلى من فرق الشبيحة الموالية للنظام والذين يقدر عددهم بالآلاف". ولفت الى ان ثلاثة آلاف شخص قتلوا منذ بدء تطبيق وقف اطلاق النار بموجب خطة النقاط الست للمبعوث الدولي كوفي انان في 12 نيسان/ابريل الماضي.