أعلن تنظيم القاعدة أن عملية اغتيال قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء سالم قطن هو بداية «الحرب» مع نظام الرئيس عبدربه منصور هادي. وكان قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء الركن سالم علي القطن قد قتل الاثنين الماضي في عملية انتحارية نفذه صومالي كان يحمل حزاما ناسفا استهدف موكب القطن أمام مستشفى المنصورة بمدينة عدنجنوب اليمن. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل اثنين من مرافقي اللواء القطن وإصابة خمسة مواطنين في الهجوم الانتحاري. وقالت الوزارة أن الانتحاري رمى نفسه على السيارة التي كانت تقل سالم القطن وفجر حزامه الناسف. وفي تعليق له على عملية اغتيال اللواء سالم القطن، اعتبر رئيس مركز أبعاد للدرسات والبحوث عبدالسلام محمد، أن قيام تنظيم القاعدة بعمليات انتحارية "أمرا متوقع بعد الهزيمة التي منيوا بها وفقدانهم السيطرة على أبين التي كانت تعني لهم أول إمارة لتنظيم القاعدة إقليميا". وقال رئيس أبعاد للأهالي نت أن تنظيم القاعدة لجأوا لاستهداف "أهم شخص" كان يقود العمليات العسكرية ميدانيا ضدهم وهو قائد المنطقة الجنوبية، لكنه قال أن "المفاجأة أن المسؤولين العسكريين بالذات الذين لهم علاقة مباشرة بالحرب على الإرهاب لم يدركوا أن المعركة لا تنتهي بطرد المسلحين وملاحقتهم وإنما بالاستعداد لمرحلة ما بعد فقدان أنصار الشريعة لدولتهم". وأشار عبدالسلام إلى أن أقرب وسيلة للتخفيف من آلام الهزيمة والشعور بانتصار وهمي لضمان بقاء أنصار القاعدة "هو تنفيذ عملية انتحارية يكون الصيد فيها نوعيا". وقال أن عملية اغتيال اللواء قطن "هي رسالة أيضاً للقيادة الجديدة بأن القاعدة قادرة على الانتقام والوصول لأي شخص يريدونه في محاولة لإضعاف الحالة النفسية للقيادات العسكرية ومعنويات جنود المنطقة العسكرية". وبرأي عبدالسلام فأن هذه العملية لم تكن لتنجح "مالم يتوفر للقاعدة المعلومات الدقيقة عن تحركات هذا القائد". معتبرا أن العملية "فرصة للقيادة السياسية الاستعجال في إكمال هيكلة المؤسسة العسكرية وإنهاء الانقسام المتوقع أنه ممتد إلى وحدات الحماية لقيادات الدولة العسكرية والمدنية". من جهته قال عبد الرزاق الجمل، وهو صحافي ظل مرافقا لقيادة تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين طوال الشهور الأخيرة إن العملية التي استهدفت قائد المنطقة الجنوبية سالم قطن، تؤكد على قدرة التنظيم على الضرب في العمق؛ رغم أنه لم ينته من إعادة ترتيب نفسه بعد الانسحاب الأخير من الجنوب. وأضاف الجمل أن خروج القاعدة من محافظة أبين كان يعني بداية حرب من هذا النوع ولم يكن يعني بحال نهايته أو حتى ضعفه، والسيطرة على الأرض أمر عارض والأصل أن يعمل التنظيم في «اللامكان». ونقلت صحيفة البيان الاماراتية عن الجمل قوله أن انسحاب التنظيم إلى محافظة شبوة المجاورة وقيامه بعملية في محافظة عدن يعني أن لديه قدرة كبيرة على الحركة، كما يعني أيضا أنه أعاد انتشاره سريعا في أكثر المحافظات على شكل خلايا نائمة، متوقعا أن يقوم التنظيم بالعديد من العمليات في أماكن متفرقة، مطالبا الحكومة أن تأخذ تهديدات التنظيم على محمل الجد. وفقا لما ذكرت الصحيفة.