قيل إن صاحب السعادة جحا كان له من الحمير عشره، فكان يركب واحداً في ترحاله وتظل التسعة تمشي أمامه وحوله في منظر بديع وكأنه شيخ أو مسئول يركب ( مونيكا 2012 ) وخلفه أربع سيارات حبة وربع وخمسة أطقم عسكرية جاءته هبة لزوم الهيبة أمام الناس. وقبل إن يترجل جحا عن حماره أراد أن يعد ثروته ليتأكد من تواجد جميع حميره ، فبدأ بالعد فوجدها تسعة فقط، وظل يعيد الحساب إلى أن مل ولم يستطع أن يجد الحمار العاشر، دون أن يعلم انه يركب الحمار (العاشر). ولربما هذا ما وقع في الدكتور محمد المتوكل عندما وصف الثورة الشبابية في اليمن بالفاشلة، وكان بإمكان شخص مثله أن يقول أن الثورة لم تحقق كل أهدافها التي خرجت من اجلها ولكنها حققت بعض تلك الأهداف. وهنا يتمثل المتوكل في دور جحا، فقد كان المتوكل في تاريخ 17/7 ( ذكرى استلام علي صالح للحكم في اليمن) كان يحتضن أول دليل لنجاح الثورة الشبابية السلمية وهو الهدف الظاهر للعيان وأمام الجميع في الداخل والخارج والمتمثل في سقوط علي عبدالله صالح من رئاسة اليمن، ولكن المتوكل كان ينظر إلى ما خلف علي عبدالله من شخصيات جاءت إلى علي لمثل ما جاء له المتوكل فغفل عن مشاهدة من بين يديه ويقبله. لم يكن المتوكل بحاجة إلى حادثة "الموتور" والذي يظهر للطفل أنها لم تكن مدبرة، وهي التي حسبها المتوكل على أطراف سياسية، في حين احتسب المتوكل الطائرة والعلاج الخاصة بالشعب اليمني وجعلها من�'ة من صالح. لذا نذكر الدكتور المتوكل إن الثورة لم تحقق كل أهدافها ولم تفشل، وان كان من فشل فهو لتلك القيادات التي تخلت عن الثورة والشعب وارتمت في حضن المخلوع علي عبدالله صالح. لم يقف حد الغرابة أن المتوكل أنكر دليل نجاح الثورة الذي امسك به بكلتا يديه، ولكنه دعا بشكل عجيب وغريب صالح إلى أن يتولى بناء الدولة المدنية!! والحقيقة لا ادري إي دولة مدنية يريد المتوكل أن يبنيها صالح بعد 33 عاما من الحكم حكم عليها الجميع ومن ضمنهم المقربون من صالح بالفشل. إلا إن كانت دولة مدنية يفصلها المتوكل بحسب رؤية أطراف في اليمن فقط. ولكن ما ظهر لنا إن ما يجري يأتي في إطار التحالفات التي بنيت بعد جمعة الكرامة ودخول قادة عسكريين وقبليين لمناصرة الثورة الشعبية السلمية، فما كان من أعداء الأمس إلا التحالف في محاولة لإفشال الثورة والادعاء بذلك أيضا، وما دام المتوكل بين يدي صالح يعمل على مد جسور التعاون بين صالح وأعدائه بالأمس فلا نستغرب ما هو ابعد. وان كنت مع انضمام المتوكل وتلك القيادات العسكرية والقبلية إلى الثورة، إلا أنني مؤمن إن جميع تلك القيادات الفاشلة لن تكون هي سبيل اليمن للخروج مما هي فيه بل ستكون عاملاً سلبياً في استمرار نظام سابق مهترئ يمثل أولئك جزءاً منه. ما يحدث اليوم ليس وليد المرحلة ولا الأمس ولكن له جذور يعرفها الكثير، وقد لا استغرب أن يخرج المتوكل يدافع عن اكتشاف الخلية التجسسية الإيرانية في صنعاء أو على الأقل يشكك في وجود إي دعم إيراني لقوى داخل اليمن. على الرغم من إيماني المطلق إن هناك أطرافا ليست مع التغيير الذي نادى به ثوار اليمن، إلا إن شباب الثورة كانوا يأملون أن تغير الثورة من عقليات البعض وان تتغير من التفكير بطريقة الجزء إلى التفكير بالكل اليمني. كمواطن يمني أرى إن نجاح الثورة الكامل يتمثل في البناء، ولكن هذا لا يعني أن الثورة قد فشلت ونحن نرى قيادات فاسدة تخرج من الحكم وان كانت لا زالت تمارس المعوقات في طريق بناء اليمن الحديث. ونقول: لا زالت المراحل طوال.