أجرت قناة سهيل الفضائية مساء الجمعة حوارا مطولا مع رئيس الهيئة العليا للإصلاح -محمد اليدومي- والأهالي تعيد نشر الحوار، مع الإشارة إلى حذف الأسئلة وبعض الاختصارات.. ...... - هذه الثورة مستمرة فقد أنجزت وحققت بعض أهدافها ولكن لا يزال هناك بعض الأهداف لم تتحقق بعد.. ...... - لا يزال له بقايا ولكن هذه البقايا في تصوري أنها خلال المرحلة القادمة سيتم إن شاء الله الانتهاء منها. أيضا من الأهداف الحقيقية هو تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية لأن الجميع وجد في هذه المبادرة المخرج الحسن والابتعاد عن أي صدام مسلح وعن أي محاولات لإشعال حرب أهلية في صفوف المواطنين. ...... - لا بد أن نعي بأن الشعب اليمني اليوم انتقل نقلة نوعية في حياته، اليوم الرئيس غير الرئيس السابق، اليوم الرئيس رئيس شرعي منتخب، اليوم الحكومة الموجودة والتي تدير البلاد اليوم هي حكومة في شكلها الجديد لم تكن موجودة في السابق.. اليوم المشترك ومعهم المجلس الوطني ممثلين من الثوار اليوم هم مناصفة مع الحزب الحاكم. في الوزارات فقط.. ولكن أين المحافظين وأين التغيير في المديريات والمجالس المحلية والسفراء هل الوفاق في حكومة الوفاق الوطني وهل هناك تقاسم؟ - الأمور الآن والتي تسير اليوم تسيء ببطء صحيح ولكن نتائجها مثمرة، تركة النظام السابق وتركة الحكم الفردي وتركة الاستبداد وتركة التوريث كلها لا تزال موجودة في الآن الساحة للأسف الشديد لأن الحزب الحاكم استطاع أن يتجذر في كل مؤسسات الدولة وأجهزتها التنفيذية.. أنت لا تجد لون آخر غير لون المؤتمر الشعبي العام في كل مؤسسات وأجهزة الدولة ولذلك تسمع ضجيج الى حد كبير وتضخيم لأي تغيير اليوم.. إذا عين محافظ جديد، إذا عين مدير أمن جديد، إذا عين مدير عام جديد، إذا عين مدير مؤسسة جديد، تجد هناك ضجة إعلامية بأن هذا مخالف للاتفاقية وللآلية.. لأنهم تعودوا أن لا يحكموا الشعب اليمني إلا من خلال طرف سياسي واحد ومن خلال لون سياسي واحد هو المؤتمر الشعبي العام فنحن نسير اليوم نحو التغيير.. كيف ما فيش تغيير يا أخي؟ ...... - أعترف أن هناك بطؤاً ولكن كما يقول المثل الانجليزي بطء ولكنه أكيد المفعول، وعلينا أن لا نستعجل وعلينا أن نساير القيادة السياسية ونتعاون معها بحيث لا نحدث لها أي إرباك لأن اليمن اليوم في وضع سياسي حرج واليوم العالم يشرف وينظر الى الشعب اليمني من خلال مجلس الأمن ومن خلال المبادرة الخليجية والأخوة في الدول الخليجية.. اليوم الأنظار كلها متجهة الى اليمن.. فعلينا نحن جميع أن نتعاون مع القيادة السياسية الجديدة حتى نسهم في الخروج مما نحن فيه بشكل آمن وخال من المصالح. ...... - بالعكس أنا أقول لك أن الهدف من هذه الثورة هو إحداث تغيير في كل المجالات والتركة التي ورثها النظام السابق لهذا الوضع الجديد هي تركة مثقلة بالتخلف والديون بالظلم بالفوضى بالأنانية وبالقتل على أتفه الأسباب تعودوا الناس على قطع الطرقات، هذه الأمور التي تحدث اليوم من التقطعات والقتل وإطفاء الكهرباء هذه كلها نتائج للنظام السابق ليست بنت اليوم أنا في تصوري أن كثيراً من المشاكل هذه ليست بنت اليوم، يعني خطوط الكهرباء مثلا، الكهرباء سيئة في اليمن منذ عشرات السنين واليوم تحسنت إلى حد ما.. اليوم الرئيس لم يعد هو الرئيس المستبد ولم يعد هو الرئيس المتفرد.. فهو الرئيس الذي يشاور وهو الذي يتخذ القرار بالتشاور وهو الذي يعتبر نفسه خادما للشعب وليس الشعب خادما له. المشكلة أننا نسير اليوم نحو الانتهاء من الفترة الانتقالية وأنا في تصوري أننا مقبلين على عهد جديد بإذن الله عز وجل أفضل مما كنا عليه. ...... - الفعل الثوري والفعل السياسي كلاهما مرتبط بالآخر، الفعل السياسي اليوم هو نتاج للفعل الثوري، ليس هناك تناقض في خط السير الشبابي في خط السير السياسي.. وليس هناك أي تناقض. ...... - التجمع اليمني للإصلاح كيان سياسي فاعل في الساحة اليمنية وهو أحد المكونات التي كان لها دور في إشعال هذه الثورة التي حدثت في اليمن ولكنه ليس هو الوحيد في هذا (الثورة وعملية التغيير).. التجمع اليمني للإصلاح كيان موجود في اللقاء المشترك مع غيره، ونحن متهمون من قبل الآخرين بأننا تفردنا بهذا الأمر ونقول إن هذا شرف لا ندعيه والذي شارك في هذه الثورة والذي أشعل هذه الثورة والذي حافظوا على خط سير هذه الثورة كل الثوار بما فيهم القوى والأحزاب السياسية في المجلس الوطني وفي مقدمة الجميع اللقاء المشترك.. ...... - كثير من قيادات المشترك ومن بينها قيادات الإصلاح بينت ووضحت ولكن الهجوم مستمر، الآلات الإعلامية التي يمتلكها الطرف الآخر آلات كبيرة لا شك ولكن أنا في تصوري اليوم بعد أن نزع منهم الإعلام الرسمي الى جانب بعض الفضائيات الخاصة ببعض القوى السياسية، في تصوري أن الكفة بإذن الله عزوجل سترجح لصالح الثورة والثوار، ومهما استمرت المغالطات فلا بد أن يأتي اليوم ولا بد أن تأتي اللحظة التي يعقل الناس فيها بأن هذه الدعايات السيئة المغرضة ليست إلا سلسلة عناصر معتوهة أزيحت من سلطة الحكم وهي ترى نفسها اليوم ملقاة في الشارع و الدعايات الكاذبة مهما استمرت ومهما كانت سيأتي اليوم الذي يعرف الناس الكذب من الصدق. ...... - نحن اتخذنا قرارنا «النضال السلمي» هذا في عام 2005م تحت شعار النضال السلمي مطلبنا لتحقيق الحقوق والحريات ورفعنا شعار في المؤتمر العام الرابع النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل ووجدنا بعد دراسة لواقع الشعب اليمني والواقع من حولنا أن الشعب اليمني شعب مسلح لم يتعود أن ينتزع حقوقه من خلال الكلمة ولم يتعود الحاكم سواء قبل ثورة فبراير أو قبل ثورة سبتمبر أن يعطي هذا الشعب حقوقه إلا بالقوة مرغماً ما حدث في مصر من عنف قامت به بعض الجماعات الإسلامية ونزف الدم المصري بشكل مخيف بحق أو باطل ما حدث في الجزائر.. ...... - علي عبدالله صالح التقينا معه (في مراحل سابقة) على أساس من المصلحة اليمنية العليا، نحن التقينا معه لا من أجل مصلحة شخصية أو مصلحة حزبية، التقينا معه ووقفنا معه في كثيرة من المواقف ونحن لا ننكر هذه المواقف لأنها كانت نتيجة قناعات لدينا في الإصلاح وكانت نتيجتها أيضاً في كثر من الأحوال لصالح الشعب اليمني، نحن وقفنا معه في بدايات حكمه وبداية مشوار الحركة الإسلامية في اليمن واستطعنا نحن بالتعاون مع النظام أننا نوقف المد الشيوعي الذي كان يهدف الى أن يسري وينتشر في المحافظات الشمالية ونحن تعاونا معه في ذلك.. فترة طويلة 33 سنة، التغيير تأخر كثيراً. كأنكم شاركتم في هذا التأخير. - نحن كنا شركاء معه في الحفاظ على الوحدة اليمنية وهذا أمر لا ننكره والتجمع اليمني للإصلاح وكل القوى التي سعت إلى الحفاظ على الوحدة اليمنية، نحن كنا نوافقه على ما فيه المصلحة وكنا نختلف معه فيما ليس له مصلحة للشعب اليمني ولم تكن علاقتنا علاقة كما يتصور البعض أنها سمن على عسل: أبدا.. كان كثير من الحالات كان يحصل بيننا وبينه تباعد وكان يحصل بيننا وبينه انقطاع وكان يحصل بيننا وبينه محاولات لرده الى الطريق القويم الذي تتم فيه الإصلاحات التي ينشدها الشعب اليمني سواء في الجانب السياسي أو الجانب الاقتصادي أو الجانب الثقافي.. ...... - نحن نثق بالأخ عبدربه منصور هادي لا شك.. لماذا تكون البدايات شك بين الناس؟ علي عبدالله صالح عندما وصلنا نحن وإياه إلى مرحلة لم يعد قادراً فيها على إصلاح الأوضاع وقفنا في وجهه وصرخنا في وجهه تكلمنا معه بكل وضوح وعندما أصر على أن يستمر في خط سيره الخاطئ في معالجة القضايا وإدارة الدولة ثرنا عليه مثل بقية القوى السياسية الأخرى ولكن أن يبدأ التعامل مع الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي على الشك، العمل السياسي والوطني والعمل الجاد لا يبنى على أساس الشك في الناس، الأصل في الناس الثقة وعبدربه منصور هادي يجب أن تفهموا أنه شخص غير علي عبدالله صالح، الظروف التي أتت به غير الظروف التي أتت بعلي عبدالله صالح، وعقلية عبدربه منصور هادي غير عقلية علي عبدالله صالح، فأنا أقول إنه يجب أن لا نبني علاقتنا مع الآخرين أو نتصور أنه لا بد لنا أن نشك في الآخرين وأننا سنخطئ أبداً... هذه تجربة مررنا بها نحن وغيرنا من القوى السياسية مع علي عبدالله صالح ولم نكن وحدنا ولكن في تصوري أننا والمشترك والإخوان في المجلس الوطني وكل القوى الخيرية ستقف مع الأخ عبدربه منصور هادي حتى تحقق الثورة أهدافها كاملة. إذا لماذا تأخرت الثورة؟ - لم تتأخر الثورة جاءت في وقتها. ...... الإصلاح تنظيم مؤسسي ولا يتخذ القرار فيه بصورة فردية فيجب أن نعي هذه الحقيقة أولاً، قضية الشيخ عبدالله حقيقة كان متوقع منه لأنني التقيت معه قبل انتخابات 2006م بعام كامل كان يعالج من مرض في الرياض والتقيت معه في الرياض وقلت له إن العلاقة تسير بيننا وبين علي عبدالله صالح إلى حد المفاصلة ونحن وعلي عبدالله صالح قد دخلنا في حوار استمر لأكثر من ستة أشهر قبل انتخابات 2006 وأخبرنا الشيخ عبدالله أننا نجد ونتوقع أننا لن نصل معه إلى أي إيجابية من هذا الحوار، وستأتي الانتخابات يا شيخ عبدالله، ونخشى أن الإصلاح يتخذ قرار عدم ترشيح علي عبدالله صالح فما رأيك أنت؟ قال الشيخ عبدالله رحمه الله بأسلوبه اللطيف والهادئ أنا رأيي وقناعتي أدعو إخواننا في الإصلاح أن يتخذوا القرار الذي يروه مناسب الذي فيه مصلحة البلاد والإصلاح وأنا اتركوا لي فرصة فأنا سأعيد ترشيح علي عبدالله صالح فاتفقنا على هذا من قبل عام وأننا ابلغنا الناس وكان كل أعضائنا على علم بموقف الشيخ عبدالله مسبقا وفي نفس الوقت لم يحدث انشقاق داخل التجمع اليمني للإصلاح ولن يحدث أي انشقاق في صفوف التجمع اليمني للإصلاح لأننا في كل موقف نتخذه سواء موقف منفرد أو الموقف الذي نشترك فيه مع إخواننا في المشترك لا يمكن أن يتخذ هذا القرار إلا بعد التهيئة له في الصف وإيصال الناس كلهم الى القناعة بهذا القرار فيتخذ هذا القرار ويظل متماسك. وأنا أريد أن أذكرك بشيء وبدايات الثورة عندما بدأ الناس يخرجوا الى الشارع الكثير من الناس وبعض الناس للأسف الشديد يظلم المشترك، أبدا.. المشترك كان موجود فكانت الإصلاحية توكل كرمان موجودة في الشارع عندما ذهبوا الى تهنئة السفارة التونسية بالتغيير وكان معها الأخ عيدروس النقيب من الاشتراكي وكان معها الأخ احمد القميري من الإصلاح وكان كثير من الشباب الناصري ومن شباب العمل السياسي في اليمن كانوا مشاركين في البدايات فالمشترك كان من البدايات مشترك في هذا الأمر، حتى ضج الناس في الساحات الشباب والنساء يطالبون بنزول الإصلاح بكل ثقله في الساحات مع الإخوة في المشترك ونزل المشترك بكل ثقله في الساحات.. فهذه ثورة شبابية شعبية المشترك جزء من هذه الثورة. وأحب أن أضيف حقيقة تاريخية في موقف الشيخ عبدالله من الانتخابات عام 2006م ورفع شعار عرف عند الجميع «جني تعرفه ولا انسي ما تعرفه» ولكني أريد أن أؤكد للتاريخ أن الشيخ عبدالله أعلن تأييده الشفوي اللفظي لعلي عبدالله صالح في الانتخابات لكنه عملياً دعم الحملة التي كانت لصالح المرحوم فيصل بن شملان -رحمه الله، دعم تلك الحملة الانتخابية بالمال وبالرجال وأنا أقول هذا للتاريخ، أما بالنسبة لقضية الحوثة وقضية وحرب صعدة فأقول أولاً لم نكن في تحالف مع علي عبدالله صالح ونحن كنا قد ابتعدنا عنه وخرجنا وشكلنا ما عرف باللقاء المشترك وأصبحنا في جبهة المعارضة ولم نكن حلفاء لعلي عبدالله صالح. ...... هذا القول أننا كرت سياسي في تصوري أن كل عاقل وكل واعي وكل مدرك لحقائق العملية السياسية اليوم يعرف من هو الكرت حتى لا تظل القضية مشوشة، في تلك الفترة وفي كل الحروب الستة كان يطلبنا حقيقة ويطلب مننا ان نشارك في عملية القتال وفي كل مرحلة من تلك المراحل كنا نرفض الدخول في قتال مع هؤلاء الناس (الحوثيين)، وأنا أتكلم الآن عن حقائق لم تعلن ولا أحلل، ورفضنا في كل الحالات عمليات الاقتتال، خلاف عائلي واحد باسم الجمهورية والوطنية ويريد المحافظة على كرسي الحكم وعائلة أخرى تريد أن تحكم وتتاجر باسم الدين وباسم الإسلام والأمر الثاني أن الحرب عندما اشتعلت في صعدة ستة حروب هي كانت حقيقة الأمر مسيسة وكان الهدف منها هو اختلاس دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وتخويفهم من هذا المد الجديد الذي ظهر على الساحة اليمنية والأمر الثالث كنا نعلم جميعاً أنهم صناعة علي عبدالله صالح عندما قدمهم اثنين من السياسيين المنتمين في المؤتمر الشعبي العام قدمهم علي عبدالله صالح قبل سنوات بعد الثورة الإيرانية بسنتين وبدأ الدعم لهؤلاء الناس، وبدءوا ينتشرون وبدءوا يسيطرون وبدءوا يفرضوا إرادتهم وقرارهم على محافظة صعدة. هل هم من إنتاج صالح؟ - هم نتاج طبيعي لعلي صالح مع جهاز مخابرات إقليمي ساعد في دعهم دون أن يعلم صالح بدعم الجهاز الاستخباراتي الآخر ونحن وجدنا أن هذه عبارة عن دخول في حرب يجر الإصلاح أولاً ثم يريد أن يجر المشترك ثانياً ثم في نفس الوقت يريد أن يتراجع عن هذه الحرب ويقوم بدور المصلح بين الطرفين، فبدل ما كان يواجههم كان يريد أن ينسحب والمشترك يقاتل هؤلاء الناس ثم يقدم نفسه للشعب اليمني والعالم بأنه رجل مصلح ولا يريد إلا أن يصلح وأن يحقن الدماء فهمنا لعبة علي عبدالله صالح فلم نجاره فيها. هل وافقتم على الحرب؟ - لم نستشر فيها ولسنا فيها لا في العير ولا في النفير وهذا موقفنا وهو موقف مبدئي ونحن نرى أن النضال السلمي الحل الأمثل للخروج بمكتسبات للشعب اليمني بدون اقتتال. حتى من يرفع السلاح؟ - نحن نرى أنه ليس من مصلحة أحد أن يرفع السلاح حتى الذي يرفع السلاح ليس من مصلحته.. ونحن نرى أن هذه قضية فكرية موجودة في صعدة فلا يمكن أن تقتل الرصاصة الفكرة والفكرة لا تقتلها إلا فكرة أسمى منها هم يقدمون عرضهم وفكرتهم للناس ونحن نقدم فكرتنا وهذه الفكرة التي جاءوا بها هي فكرة متأثرة بالثقافة الابليسية ثقافة (أنا خير منه)، هذا طرف منغلق على نفسه يعيش في وهم لم يعلم بحقائق الثورة الموجودة في الساحة والتغيرات الموجودة في الشعب اليمني لا يزال متأثرا بالثقافة الابليسية، أي ثقافة (أنا خير منه) وثقافة الطبقية والسلاسلية مع إضافات من الثقافات الإسرائيلية التي جاءت في كثير من التراث الإسلامي للأسف الشديد، هذا طرف وطرف ثان يعتقد نفسيا أنه عبد أنه مواطن من الدرجة الثانية أنه لا يحق له أن يحكم وهو الرجل الأول في هذه البلاد عنده قناعة هكذا نفسية وهذه القضايا لا تعالج بالدماء ولا تعالج بالحروب وإنما تعالج من خلال بث الأفكار من خلال تلاقح الأفكار ومن خلال الحوار ومن خلال التواصل فيما بين الأطراف حتى يصل الناس الى رشدهم ويعقلوا أن الناس سواسية كأسنان المشط كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن أن يتم الاحتكام للحرب وللرصاص والاقتتال فكان موقفنا واضح. هل علاقتكم مع الحوثيين خصومة أو صراع، وهل هو صراع نفوذ أم صراع مذهبي؟ - ليس بيننا وبينهم صراع هم يصوروا للآخرين أنه صراع، نحن موقفنا من هذه الجماعة سيشكلها الحوثيون أنفسهم، هم سيشكلون موقف الإصلاح منهم، عليهم أن يختاروا الموقف والخيار المناسب لهم ونحن كإصلاح علينا أن نرضى بخيارهم وأن نتعامل مع خيارهم الذين ارتضوه لأنفسهم في التعامل مع الإصلاح، نحن ليس لدينا موقف مسبق، نحن موقفنا سيتشكل من خلال موقفهم هم من التجمع اليمني للإصلاح. هناك تخوف من الإقصاء إذا جاء المشترك؟ - هل تصدق أن الإصلاح في كل مواقفه خلال هذه الفترة كان حريصاً على بقاء المؤتمر الشعبي العام والمشترك وكانوا حريصين على بقاء المؤتمر الشعبي العام، نحن لسنا مختلفين مع المؤتمر الشعبي العام ولكنا مختلفين مع رأس النظام الذي أراد ان يحول هذا التنظيم الى تنظيم عائلي مثل المؤسسات العسكرية والمؤسسة الأمنية، نحن مختلفين مع سلوكيات بعض قيادات المؤتمر الشعبي العام، سلوكيات خاطئة، في نهب الثروات، في ظلم الناس، لسنا مختلفين مع المؤتمر الشعبي العام فالمؤتمر الشعبي لديه قيادات وطنية لها مواقف مشرفة، لست بصدد ذكر هذه الشخصيات اليوم ولكن قد يأتي اليوم الذي تذكر فيه هذه الشخصيات لكن هناك من قيادات الأولى ومن قيادات المؤتمر الشعبي العام من وقفت في صف الثورة وأسهمت في قلع علي عبدالله صالح من سدة الحكم. ...... - المشترك لم يلغ خصوصيات كل الأحزاب المشاركة وكل حزب له خصوصياته في برنامج السياسي وبرنامج الداخلي ولم تلغ الأحزاب في كيان يسمى اللقاء المشترك، ولكنها التقت على قيم العدل والحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وقيم محاربة الظلم، التقينا على هذا الأساس وان هناك في خصوصيات فكلا له خصوصياته وهذه الخصوصيات قد تؤدي إلى التنازل؟ في تصوري أنها لن تؤدي الى هذا والدليل على ذلك أننا لنا عدة سنوات لم يحصل هذا التنازل قد تتباين وجهات النظر وقد يتفق الناس بعد الحوار بعد الابتعاد عن الأحكام المسبقة أو طرحات أي وجهات نظر تطرح على اللقاء المشترك، ليست القضية قضية تقسيم غنائم هذا التصور الخاطئ بأن الحكم غنيمة فإننا سنتحول كيان فاسد جديد، ولا يمكن أن يقبل هذا الكلام، الحكم اليوم ليس غنيمة لا للمشترك ولا لأحد من القوى السياسية الحكم اليوم خدمة للمواطن اليمني الخادم اليوم هو رئيس الجمهورية.. الخادم اليوم هو رئيس الوزراء.. الخادم اليوم الوزير والمدير وهذا فهم الناس أما أن تظل القيم الفاسدة فإنه لن يتغير شيء وهذا خطأ. أما قضية أن هناك خلافات وصراعات بين الاشتراكي والإصلاح هذا غير صحيح، يا أخي الكريم نحن التقينا والإخوة في الحزب الاشتراكي اليمني قبل اللقاء المشترك إذ لم يتسنى لنا الفرصة في عام 90-94م الجلوس مع بعض والحوار مع بعض والتفاهم مع بعض حول القضايا الوطنية لأن علي عبدالله صالح كان دائما يصور للناس أن هذا الإصلاح بعبع لا يمكن أن يقبل الحزب الاشتراكي اليمني ونجح إلى حد كبير في هذا إلى أن جاءت الأحداث الأخيرة وبعد استقرار الأوضاع بعد 94 التقينا مع الأخوة في الحزب الاشتراكي وجلسنا جلسات خاصة وكان يمثل الإصلاح في هذا الأخ محمد السعدي والأخ محمد قحطان ومحمد اليدومي وكان ممثل الاشتراكي إخوة آخرين لا أريد أن اذكرهم الآن إلا إذا ذكرهم الحزب الاشتراكي بنفسه. واستمرينا في عدة لقاءات وتكلمنا بوضوح نحن تقاتلنا مع بعض.. تقاتلنا في المناطق الوسطى.. وتقاتلنا في 94 فاليوم الوضع غير الوضع أمس، والوطن اليوم في حاجة إلينا والى غيرنا كقوى سياسية غير الأمس.. رغم أننا تقاتلنا في المناطق الوسطى وفي حرب 94م إلا أنه لم تحدث عملية اغتيال واحدة لا من الاشتراكي للإصلاح ولا من الإصلاح الى الاشتراكي طيلة هذه عشرات السنين.. وسألناهم هل بالإمكان أن نلتقي وأن نسهم نحن ونتعاون نحن وإياكم لخدمة هذا الشعب وخدمة هذا الوطن، كان الجواب وهو بداية الحوار أنه نعم ومضينا على هذا الأساس ولا تزال علاقتنا حقيقة مع الحزب الاشتراكي علاقة قوية طيلة هذه السنوات لم نلمس منهم أي عمل جارح للإصلاح رغم كل الحملات التي شن فيها علي عبدالله صالح على الإصلاح الاشتراكي كان موقفهم موقف محترم وموقف الإصلاح موقف محترم تجاه الحزب الاشتراكي وليس مستغربا أن يتعايش الناس فالحزب الاشتراكي في مفاهيمه اليوم غير الحزب الاشتراكي في مفاهيمه الأمس والإصلاح في فهمه للعلاقات مع الآخر في السابق غير فهمه اليوم نحن في الحزب الاشتراكي والإخوان في المشترك في خندق واحد وفي سفينة واحدة نسأل الله عزوجل ان نعبر نحن وإياهم الى شاطئ الأمان. ...... قد أعلنها أكثر من قيادي في الإصلاح وهذه قناعاتنا وأعبر عنها الآن أننا نعتقد أن البلد في حاجة الى المشترك لزمن لا يقل عن 10 سنوات قد تزيد، المشترك نموذج متطور للعلاقة بين القوى السياسية وفي نفس الوقت اثبت نجاحه في خدمة المشروع الوطني. البلد لا تحتمل حكم الحزب الواحد... - أبداً.. نحن لسنا مع التفرد سواء في الانتخابات القادمة أو التي تليها أو نعتقد هكذا ومن خلال دراستنا للواقع اليمني أننا في حاجة الى ما يقل عن عشر سنوات لبقاء المشترك. ما موقفكم من القضية الجنوبية وهذه قضية....... - هناك لبس عند كثير من الناس للأسف الشديد بين الحفاظ على الوحدة وما حدث في 94م وبين ما نتج عن تلك الحرب، نحن في مؤتمرنا العام الأول للتجمع اليمني للإصلاح إذا عدت لبيانه الختامي وأدبياته في تلك الفترة في 94 ستجد أننا حذرنا الحاكم منذ وقت مبكر بأن الممارسات التي تتم على الأرض في تلك المحافظات «الجنوبية» ممارسات خاطئة لن تحافظ على الوحدة ولن تقيم العدل، حذرنا من البداية.. الأسلوب الذي أديرت به البلاد عموما من المهرة الى الحديدة ومن عدن الى صعدة أسلوب خاطئ ثرنا عليه جميعا.. هذا فيما مضى.. الآن ؟ نحن اليوم نحن مع رفع الظلم عن المحافظات الجنوبية وعن أي مظلوم على وجه الأرض اليمنية. كيف سيكون رفع الظلم؟ نرفع الظلم من خلال الحوار ونحن سندخل الآن لحوار الوطني وهذا الحوار الوطني مهمته إيجاد آلية جديدة لتسيير الحكم في البلاد وكل القوى السياسية الآن ستدخل هذا المؤتمر. ...... - كما قلت لك موقفنا سيتحدد وتتحدد معالمه من خلال الحوار الوطني.. موافقون على اللجنة الفنية للحوار؟ - نعم. ...... - نعم.. الأمر يحتاج منا إلى صبر وإلى حكمة وإلى معالجات هادئة والأيام بإذن الله كفيلة بأن تحدث التغيير الذي ينشده شباب الثورة ورجالها ونساءها. ماذا لو حضر المخلوع أو أحد أقاربه في مؤتمر الحوار؟ هذا كلام من الناحية الإعلامية.. لن يحضر أحد منهم.. وإذا تم الحضور؟ لن يحضروا إن شاء الله. هناك من يشترط في المؤتمر أنه لن يحضر إذا حضر أحد من أولاد الأحمر أو الزنداني أو علي محسن.. إذا أمد الله في عمري وعمرك وعمر المشاهدين والسامعين سيتبين لهم هل سيحضرون أم لن يحضروا وأنا أؤكد لك أنهم لن يحضروا. نظرة الإصلاح الى المرأة في العمل السياسي؟ - اليوم يريد أن يضعها الإنسان تاجاً فوق رأسه، المرأة اليوم كانت نبراس للنضال في المجتمع اليمني والثورة اليمنية ونحن في الإصلاح نؤيد النشاط السياسي للمرأة اليمنية في ظل الضوابط الشرعية. لماذا برأيك قامت الدول الخليج بتقديم المبادرة الخليجية وهل لا زالت ترعى هذه المبادرة وتعرف من يعرقلها؟ هل لا زالت تقف في الحياد أم أن المبادرة وضعت الثورة في الثلاجة؟ أولا هذه المبادرة جاءت بعد طلب من علي عبدالله صالح ولم تأت بها دول الخليج، هو كان يعتقد أن دول الخليج ستأتي بمبادرة تحفظ له كرسي الحكم، وقبلنا المبادرة في صيغتها الأولى ورفضها وقبلناها في صيغتها الثانية ورفضها وقبلناها في صيغتها الثالثة والرابعة والخامسة ولم يكن أمامه أي مخرج إلا أن يسير بحسب طلبه أن يوقع على هذه المبادرة التي كان يتصور أنها ستحميه وكانت النتيجة أنها أخرجته من الحكم. نتيجة الضغط الشعبي والثوري في المجتمع اليمني الأخوان في الخليج حريصين، نحن جيرانهم أين يروحوا ونحن نروح فين فنحن جيران نحن وإياهم من مصلحتهم استقرار الأوضاع في اليمن وما قدموه من جهد الشعب اليمني كافة وكافة القوى السياسية يشكروهم على جهودهم المبذولة للحفاظ على السلم الاجتماعي ومساهمتهم في إزاحة علي عبدالله صالح من الحكم. لكن هناك من يقول أن أمريكا لا تريد تغيير قيادات الحرس الجمهوري أحمد ويحيى وأنها لا زالت تسيطر وتضغط على بقاء بعض القيادات في الحرس والقوات المسلحة؟ - يجب أن نفرق بين التحليلات والتوقعات والإعلام وحقائق الأمور، والحقيقة أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية مع ثورة الشعب اليمني ومع التغيير في المجتمع اليمني ومع الحفاظ على مصالحهم في المجتمع اليمني. ...... نحن كإصلاح موقفنا واضح أننا لسنا مع أساليب العنف في التغيير وإنما نحن نمارس النضال السلمي وهذه قناعتنا اليوم وغدا إن شاء الله. هل ما يزال الغرب يخاف من صعود الإسلاميين الى السلطة؟ أم أن الزمن زمن الإسلاميين؟ ليست القضية قضية زمن الإسلاميين ولكن الخوف لدى الكثير من السياسيين الأوروبيين والسياسيين الأمريكيين قد زال من أنفسهم حول هذه القضية. ما موقف الإصلاح من الاتفاقيات التي وقعها المخلوع مع بعض الدول؟ - يلتزموا بها بدون نقاش ما عدا اتفاقية الغاز أما ما وقعه مع الدول الأخرى فالإصلاح مثله مثل أي حزب آخر، الحكومة الحالية المشكلة من حكومة الوفاق تلتزم بكل الاتفاقات الدولية التي وقعها النظام السابق. ...... ليس هناك أحمد شفيق في اليمن وقد تجاوزناه. هناك من يقول أحمد علي.. لا لا أنا أقول لك أنه ليس هناك أحمد شفيق في اليمن ولا يمكن أن يكون، آلاف الضحايا وعشرات الآلاف من الجرحى والمعوقين ومئات المختطفين أن تكون النتيجة أن نأتي بجلادهم وقاتلهم لكي يحكمهم!! هذه قضية في تصوري من القصص الإعلامي الهزلية.. هل سيرشح الإصلاح احد أعضائه في الانتخابات الرئاسية القادمة؟ هذا أمر لا يستطيع الإصلاح أن يتفرد به لأنه يعتقد أن رأي الجميع في المشترك هو الذي يحكم رأي الإصلاح ورأي بقية القوى السياسية. ...... - المستقبل بإذن الله أفضل بكثير مما عشناه وأفضل مما نعيشه اليوم. ...... - أرجو من الجميع أن يتحلوا بالصبر والحكمة والحلم وأن يتحلوا بالأمل وأن يعقلوا أن الثورة قد حدثت وأن التغيير قد بدأ ولن يتوقف هذا التغيير حتى تتحقق للثورة بإذن الله عز وجل كل أهدافها ونصيحتي لكل من تبقى جوار المخلوع أن يعوا حقائق التاريخ وأن يتذكروا أنه ما من حاكم خرج من سدة الحكم وعاد من جديد والأمر يحتاج منهم الى أن يرفقوا بأنفسهم بالحكم بالتاريخ عليهم بشكل سلبي وأنا عندي أمل أن يتراجعوا ويعودوا الى صوابهم الوطني.