بعيدا عن النقد الهمجي الذي طال باسندوة، يمكن إبراز أهم النقاط التي أراد باسندوة إيصالها من خلال الكتابة كأداة جديدة لمواجهة بقايا العائلة، على النحو التالي: أن الثورة استطاعت هد بنيان نظام صالح الفردي العائلي الاستبدادي، وبدأت في بنيان منظومة حكم جديدة،وفق المبادرة، تمثلت في انتخاب عبدربه رئيسا شرعيا جديدا، وحكومة وفاق، واللجنة العسكرية، غير أن نظام صالح لم ينتهي تماما، وظلت له بقايا تحاول العودة بقوة إلى استعادة السلطة من جديد. أهم ميزات النظام الجديد، أنه منظومة واحدة يقودها الرئيس الشرعي هادي، ولذا تحدث باسندوة عن إعاقة هذه المنظومة خاصة التي تواجه عبدربه،(تردد اسم عبدربه كرئيس شرعي منتخب أكثر من مرة في المقال) ولم يتحدث بانفراد عن الحكومة. وهو مؤشر عن طبيعة العلاقة القوية بين الرجلين التي تجمعهما وحدة القضايا ومشروع التغيير الوطني من خلال التحديات التي ذكرها باسندوة بالإضافة إلى أنهما رئيسين لأهم مؤسسات السلطة التنفيذية. هذا يوحي أن المقال كان يعبر عن احتقان وامتعاض لدى عبدربه - كرئيس شرعي يقود التغيير بالدرجة الأولى- ، من عدم قيام الدول الراعية للمبادرة بدورها تجاه الإعاقات التي يحاول بقايا النظام عرقلته بها.،ولأنه،أي عبدربه، لا يظهر أمام الإعلام، فمن الواضح جدا أنه قد يكون أوعز إلى باسندوة، كأحد مكونات المنظومة الجديدة وأحد قوى التغيير، للتعبير عن هذا السخط وبتلك الحدة والصراحة والوضوح، والتلويح بالخيارات البديلة. وقد ركز باسندوة طبيعة التحديات والإعاقات، بالتمرد العسكري على قرارات رئيس الجمهورية، ورفض توجيهاته المتكررة بالإفراج عن المخفيين قسرا، وإعاقة صدور قانون العدالة الانتقالي، للتأكيد على أن بقايا النظام هي المصدر الأول للثورة المضادة، وأنها مازالت تشكل تهديدا حقيقيا على مستقبل الثورة. وأخيرا، كرسالة للمجتمع الدولي من جهة، وكطمأنة للثوار من جهة أخرى، يعي عبدربه وباسندوة أن الاصطفاف الوطني الداعم لمشروع التغيير، يشكل ضمانا رئيسيا لنجاحه، ونقطة الارتكاز فيه هو أهداف الثورة والفعل الثوري، التي ذكرها باسندوة في نهاية المقال، وأن الدور الخارجي لرعاة المبادرة إن لم يكن مساندا للتغيير كاستحقاق طبيعي للمبادرة، فإن قوى الثورة ستتخلى عنها كليا وتنظر في البدائل التي تضمن تحقيق أهداف الثورة كاملة.