سيكون على المشاهد اليمني أن يجد نفسه مذهولا، أمام قناديل الفجر، كلما عزف نشيدهم: عهدا يا شهداء الثورة، بصوت المبدع الفنان محمود كارم، الذي أنجز لغة الثورة ولحنها في هذا الشدو الجميل الذي رصع عقده الشاعر دهاق الضبياني، بكلمات من وهج الثورة. من بيت كل شهيد، وساحة كل مدينة، ولحن كل ملحمة ومجزرة أقدم عليها النظام، تطلع علينا عدسة قناة سهيل، في كل حلقة من حلقات البرنامج بمعلقة ثورية، ومعزوفة أدبية، صاغتها أنامل معدي البرنامج، منذ جزئه الأول والثاني وحتى الثالث، اعتمادا على الدقة والموضوعية، وبما يضمن الحفاظ على الهوية وتماسك النسيج الاجتماعي والوطني. للعام الثاني على التوالي، وكاميرا قناديل الفجر لا يغمض لها طرف، تتنقل بين القرى والمدن والأرياف، في السهول والجبال، في الحواضر والبوادي، تتعقب آثارهم، وتسجل أعمالهم وإبداعاتهم، تجلس إلى أصدقائهم، وأقاربهم، ومدارسهم ومساجدهم، ومؤهلات اختيارهم لهذا الشرف العظيم، وحيثما قبر شهيد، وأينما ثمة ذكرى تعيد إلينا أرواحهم، ودليل يدلنا عليه. منذ البدء وعقب جمعة الكرامة في الثامن عشر من مارس 2011، تم وضع اللمسات الأولى للبرنامج، والموافقة عليه، ثم الانتقال لتسجيل حلقاته، حيث تم الاتفاق على تسميته «قناديل الفجر» تيمنا بنافذة الضوء التي أشعل نورها هؤلاء القناديل بتضحياتهم، في فجر الثورة الشعبية السلمية. وقد تم ذلك بفضل الله تعالى، بدءا بتسجيل المتاح والممكن داخل أمانة العاصمة وفي إطار المناطق التي يحميها أنصار الثورة، إذ كانت كاميرا سهيل محفوفة بالمخاطر، كلما خرجت عن ذلك النطاق الجغرافي وسط أمانة العاصمة، اعتقال هنا واختطاف هناك، وما اعتقال الزميل أحمد فراص مصور البرنامج إلا جزء يسير من مسلسل الانتهاكات ضد القناة، وبرامجها سيما تلك التي تسلط الضوء على الجوانب الدموية من أعمال النظام ضد شعبه.. الأول من رمضان الماضي 1432ه، تم بث حلقة الشهيد عبدالواحد المنصوب، كأولى حلقات البرنامج التي أعيد بثها كاملة في شهر شوال من العام نفسه، كما تم تصوير الجزء الثاني في فترة الهدوء التي أعقبت مجازر النظام، وتم بثها بمعدل حلقتين في الأسبوع في الوقت الأصلي ثم تعاد ثلاث مرات في أوقات مختلفة.. وها هو الجزء الثالث من البرنامج يطل علينا من جديد بحلقات متنوعة من مختلف ساحات اليمن بعد أن قررت إدارة القناة توسيع طاقم الإعداد وإثراءه بأقلام جديدة، لرفع وتيرة الإنتاج، على أنه يخطط للبرنامج لتشهد أجزاؤه القادمة نقلة في الشكل والمضمون والوصول إلى قصص ومآثر وتضحيات كل شهداء الثورة.