, وأمة تتمرد على رصيد الماضي, الذي رسخته عصور الجهل والتخلف والخنوع, بشكل أذهل النخبة والمفكرين وقادة الرأي وصناع القرار..انبرت حجور الحرمان؛ لتسجل لنفسها رصيداً جديداً بعيداً عن السياسة وساس ويسوس مفعم بالآمال الطوال, ومتوجاً بدماء صناديدها الأبطال.. ولتقول لمن أدمنوا تركيعها والرقص على جراحها والعزف على تخلفها, والمراهنة على حجم السموم التي نفثوها في جسدها المثخن بالآلام والمشلول بسياسة الحقد والتفرقة والعصبية البغيضة, التي زرعتها ورعتها الأيادي ألآثمة وأشعلت فتيلها على مدار العصور الماضية, بين القبائل بأسلوب حاقد وبغيض يدل على حقارة ممارسيها. حجور اليوم تقول لهم: كفاكم عبثاً بمستقبل أبنائنا وبمقدراتنا وبمصالحنا فلقد أصبحنا في وضع لا نحسد عليه؛ بفعل سياساتكم الخرقاء المتكئة على قاعدة( فرق تسد)التي عملت ولا زالت تعمل على تصويرنا أننا مجموعة من (الغوغاء والجهلة والقتلة والمجرمين) وعملت على ترسيخ هذه المفاهيم القاتمة السواد عن أبناء حجور في مجتمعاتنا وخارجها سيماء أبناء كشر؛ فأصبحنا وكأننا جزء من هذه التصورات الخاطئة, ومن الصعب علينا الفكاك منها أو الخروج من تلك الدائرة السوداء التي وضعت حولنا وألصقت بنا وجرجرنا إليها بشكل أو بأخر.. ولعلنا نلحظ ذلك عند سفرنا إلى خارج المديرية..فما أن يسألك شخص من أين: أنت فتبادر بالإجابة من كشر فيفاجئك بالرد أصحاب القتل والمشاكل في تبرم واشمئزاز مخيف.. وهذا تدليس ممقوت لحقيقة فطرنا السليمة وعقولنا المتسامحة وأفكارنا الناضجة؛ وهذا ما أثبتته الأحداث الأخيرة التي تج�'لت بها المواقف, وأزالت بها الران.. ران: الحقد والتشويه والمكر الذي حجب العقول والقلوب والنفوس والآمال والإنسان والأوطان؛ في اسلوب حقير ومُ�'سف يدل على نذالة وحقارة تلك العقول الجاهلة التي عبثت بماضينا وصادرت حاضرنا وشوهت مستقبلنا وألبستنا لباس نسجته لنا أياديهم الآثمة وأفكارهم المشوهة بوسائل وأساليب خبيثة. ظنوا وخاب ظنهم ..أرادوا فكان عكس ما يتصورون.. صورونا بأننا مجرد أفراد ومشايخ وقبائل متناحرة؛ يكتنفها الجهل, وينخر بنيتها الاحتراب, وتفتت لحمتها العصبية.. فكان هذا قمة انجازاتهم وما أرادوه لنا وحسبوا أننا سوف نسير في فلكه السحيق..ولكن خيب الله مسعاهم.. وانكشفت سوءتهم وبان حقدهم.. فهاهم رجال ومشايخ حجور وقبائلها نبدو الفرقة ورصوا الصفوف ووحدوا المواقف وقذفتكم الأحداث إلى مربع الخيانة والعمالة أيها الأقزام, ولفظتكم حجور وأصبحت تطاردكم اللعنات وتحاصركم الخيانة, لأنكم عبارة عن أفكار وأجسام غريبة زرعت في ثرانا الطيب.. َزرعت الفرقة, وأنتجت العنصرية, وصادرت المصالح وفككت عرى المجتمع, واذكت روح الاحتراب, ونفثت سموم التآمر, وكرست الجهل في صورة (ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب). إنها حجور العظمة أسقطت الأقنعة الزائفة, وصنعت مجدها التليد, وعانقت الجوزاء سمواً, وجاورت الثريا ألقاً.. فلله دركم يا أبناء حجور: شباب ورجال ونساء ومشايخ وقادة..أنتم على موعد مع الفجر الجديد؛ الذي بدأ يتشكل بصمودكم واتحادكم ووعيكم وتضحياتكم التي أدهشت البعيد والقريب والعدو والصديق فمزيدا من التوحد والعطاء والتلاحم وسوف تأتيكم الدنيا راغمة, والحذر ثم الحذر من الأيادي ألمندسة التي تريد أن ترجعكم للمربع الأول مربع الحقد والحسد والاقتتال والعصبية والعنصرية..عبر اختلاق المشاكل والعزف على أوتار الخلافات الماضية لحرف المسار..فتنبهوا بورك في الرجال أمثالكم. حجور مسيرة انطلقت ولن تتراجع, حجور اليوم غير حجور البارحة التي غيبها الخونة والعملاء.. حجور نفضت بساط الغدر والتلفيق والزور والبهتان والنفاق من أدعياء الطائفية وسدنة السبئية ودعاة العنصرية والعصبية..حجور بكل رجالها ومشايخها وأحرارها؛ في توحدها وثباتها وصمودها.. حجور استغفلها التاريخ ردحا من الزمن وخفت بريقها وقلل من شأنها ولم يعُد لها توهجها ومكانتها إلا يوم أن توحدت قبائلها فاحتضنها المجد وعانقها السمو, وتربعت العلياء وانحنى لها التاريخ في تواضع يسطر ويسجل ملاحمها وبطولاتها ورجالاتها بأحرفٍ من نور. عاشت حجور أبية صامدة ثابتة حامية للديار والأرض والعرض والمعتقد والإنسان.. وسحقاً وبعداً لسفلة العقول ورخيصي الضمائر ومفلسي المبادئ والقيم والأخلاق؛ الذين يرضون بالدنية في دينهم من أجل دنياهم والله المستعان