فيلم وثائقي عن سوريا بثته قناة «العربية الحدث» مساء الجمعة الفائتة، مؤلم بكل ما للكلمة من معنى!! أخشى من الجدران وجهاز اللابتوب اللعين والجرائد المتناثرة .. ما يحدث في سوريا سنسأل عنه بكل تأكيد.. شاهدت الفلم وسمعت صرخات شبان وكهول وأنا أبكي من الداخل.. أمقت اللحظة التي أضحك فيها فيما الموت كلحظة عابرة في سوريا.. أقول ذلك وإن كنت أعرف أن كلامي لن يفيد سوريا بشيء، ولن يحدث أدنى تأثير في قلوب المعجونين بالطائفية القذرة ويجاهرون بمناصرتهم لطبيب الإجرام في سوريا ليل نهار بكل وقاحة..!! في الفيلم فتيات يصرخن: الشبيحة قادمون.. يا لله من لهؤلاء..!! بعد مشاهدتي للفيلم أيقنت أن الثورة اليمنية أمام الثورة السورية لا تسوى بكاء كهل من شدة التعذيب والألم فيما يتناوب محاربون نزقون على صفعه فكل أجهزة التعذيب التي يصنعها العالم، يقوم نظام طبيب الإجرام باستيرادها واستخدامها في أجساد السوريين والسوريات، فقط في الذين يشكون برفضهم لسلطته، أم المنادين بإسقاطه فكم من جثث قد خرجت من السجون، ويظهر عليها ما لا يطيق الإنسان أن يراه. لم يعد العالم المُتخم تخاذلاً وصمتاً وعاراً يكترث لدماء أطفال ونساء سوريا.إذ تفيد أخر الإحصاءات أن شهداء الثورة الذين قضوا على أيدي قوات النظام الأسدي والميلشيات التابعة له تجاوزوا 35 ألف، بينهم آلاف القتلى من النساء والأطفال، خلال نحو عام ونصف من الثورة في سوريا. لم يعد يكترث لأحرار سوريا الذين يُقسمون في كل وسائل الإعلام العربية والدولية أنهم لا يجدون طعاماً..تحديدا في مدينة حلب ودرعا فقد تعرضت المخابز للدمار. يظهر طفل سوري يحمل لافتة كتب عليها» كلما سفكتم من دمائنا أكثر ارتوت الأرض بها أكثر، لتُزهر حباً أحمر يطفئ نيران أحقادكم.. مهما عملتم فأنتم منهزمون..كلما أوغلتم في قتلنا أكثر ازددنا غضباً وإصراراً على المضي حتى نُنهي أيام حكمكم السوداء.. صورة لأم سورية وهي تقف على جثة طفلها التي ربتها برعماً صغيراً، سقته حباً وحناناً ورأته يكبر يوماً بعد يوم، حتى أزهر ربيعاً يفوح شذاه ياسميناً شامياً. ولم تكن تعلم بأن رصاص الغدر سيكون أقرب من أحلامها.. وبأن يوماً ما تلك الدموع التي سهرت على تربيته ستكون في ساعة وداعاً وللأبد.!! في الجانب الآخر أب سوري يودع ابنه الثائر الذي زرع شوارع حلب وأزقتها بقدمين ثابتتين وعينين ترقبان حلماً لم يكن يراه بعيداً.. وحنجرة لم تتعب من هتافات الحرية. يكتب شاب سوري على مدونته بموقع التواصل الاجتماعي قائلاً: لقد بات صديقي اليوم شهيداً، سلمنا الراية وغادر، وقد قتل برصاصهم الغادر. ويتساءل هل نسل�'م؟ هل ننسى حسام أم نعيد شحن وإيقاد ما تحجر فينا من هول مصابنا؟!! ثم يستطرد حديثه بالإجابة لنستمر لأجل حسام ولأجل كل شهيد قدم لنا وردة ورحل عن أرض بلاد الشام؟ تلك هي الصورتين في سوريا صورة نظام عار من البشرية، وصورة شعب أبي هو شرف للبشرية!!