ما إن تصل إلى أكبر مناطق الكهرباء بالأمانة، تجد المنطقة الثانية شامخة شموخ جبل عيبان، مبنى بعمر الثورة السبتمبرية، أكل عليه الدهر وشرب، وبالرغم من وصول عدد موظفيها قرابة 600 موظف أو يزيدون، إلا أنك تندهش من الاستماع لكلام المراجعين رغم كثرتهم والموظفين إلى استياء الجميع من الإدارة الحالية بسبب غياب (هدهد سميخ) فيها –حد تعبير أحد المراجعين. "وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين* قال لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين" صدق الله العظيم، درس في الانضباط الوظيفي، فعرقلة مستحقات موظفي المنطقة من قبل الإدارة الغير جيدة يؤدي إلى غياب حب العمل والإبداع والإنتاج والإتقان. فهد عبدالرقيب أنعم.. تعين فيها مديرا للمنطقة بعد أن كان نائبا فيها –بعد الثورة المؤسسية على المدير السابق- يعلم أين مكمن الخلل فيها، إلا أنه أطلق وعودا أمام الموظفين منها صرف المستحقات بشفافية ونشرها أمام الموظفين ولمن شاء المساءلة عن أوجه صرف الاعتماد فله الحق في ذلك، إلا أنه بعد أشهر قليلة تيقن الموظفون أن التغيير لم يثمر وضرب عرض الحائط بكل ما أمله الموظفون، وراحوا يطالبون بحقوقهم مرة بعد مرة، ويغلقون المنطقة ويضربون عن العمل، فيتم التوصل لاتفاق وتشكيل اللجان تلو اللجان ولكن سرعان ما يعود الوضع إلى ما كان عليه وينكث بوعده بعد تعليق الإضراب والعودة للعمل. يوما بعد يوم، وأسبوع بعد أسبوع، وشهرا بعد شهر والحال يكاد أن يندرج تحت الإهمال المتعمد من قبل الإدارة وتحطيم نفسيات العاملين والعودة إلى حكمة الأوائل: "رعا الله النباش الأول". نأمل زيارة "هدهد سميع" وإيصال حال المنطقة وموظفيها، والعمل على حلها وصرف المستحقات وتأسيس مبدأ "الثواب والعقاب" ومعالجة المشاكل أولا بأول بلا حاجة للتعذيب النفسي وتحطيم الآمال، حفاظا على حقوق المواطن والمؤسسة على حد سواء، قبل أن يتفاقم الوضع ويحل الفساد ويعشعش في المنطقة، حينها سيكون النصيب الأكبر من الكارثة لهذا الوطن المغلوب على أمره. * أحد موظفي المنطقة الثانية