دعا الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي الأسبق,اللقاء المشترك والمؤتمر إلى مساعدة الحراك الجنوبي في توحيد فصائله تحت كيان موحد كي يستطيع المجيء إلى الحوار الوطني برؤية موحدة أيضا. جاء ذلك خلال استضافته من قبل منتدى الدكتور غالب القرشي لهذا الأسبوع، للحديث حول "ثورة أكتوبر وعلاقتها بسبتمبر وأثرها على الوحدة". وقال الدكتور باصرة خلال الحديث عن الثورة: "أفضل لنا أن نساعد الجنوبيين على التوحد في كيان قوي حتى يمثله في الحوار الوطني لكي يستطيع هذا الكيان ضبط الشارع الجنوبي، وليس من مصلحة أي أحد تمزيق الكيان الجنوبي، ولا بد أن نتوحد ويقبل بعضنا بالآخر ولا نقصي بعضنا بعضا". وأضاف باصرة: "أتمنى أن يقترب المشترك وكذلك المؤتمر من القضية الجنوبية لمساعدة الجنوبيين في تبني مشاريعهم للحد من المطالبة بالانفصال، ولا داعي للتهديد بالقتال ضد الانفصال ولا غيرها، ولا داعي لتأجيج الشارع ولا ردود الأفعال حتى لا يخلق جواً من الصراع". كما قال باصرة: "رأيي الشخصي أنا مع الدولة الاتحادية ذات أقاليم متعددة ولا تقل عن ستة أقاليم تكون ذات طابع متجانس ومتقارب وتنتهي المركزية وتذهب السلطة إلى الأقاليم مع ضبط هذه السلطة والأقاليم بما لا يؤدي إلى المطالبة بتقرير المصير، وتصبح الدولة المركزية ذات سلطات محددة كالجيش والعملة وغيرها". وأضافً: "أما دولة ذات إقليمين فلا؛ لأن إقليم سيتجه إلى الانفصال وإقليم سيواجه هذا الانفصال وندخل في حرب أهلية مجدداً كما هو الوضع في السودان. ويختلف السودان عن اليمن بأن هناك في السودان عرقيات متعددة ولغات مختلفة وديانات وليس دين واحد وثقافات متعددة، كما أن الغرب كان يريد لجنوب السودان الانفصال، أما نحن في اليمن فعرق واحد وثقافة واحدة ودين واحد ولغة واحدة ولا يوجد أقليات". واستدرك قائلاً: "وإذا وافق المتحاورون على الدولة الاندماجية فهذا جيد ولكن ليس عن طريق الفرض بالقوة، كما نريدها وحدة مستقرة فلا خير في الانفصال ولا خير في وحدة بالقوة". وحذر باصرة بأن "الانفصال لو حدث لن يكون بين شمال وجنوب بل سيحدث انفصالات في الشمال وفي الجنوب وستوجد صراعات مختلفة في الشمال والجنوب أيضاً". وفي المحاضرة استعرض الدكتور باصرة العديد من محطات ثورتي أكتوبر وسبتمبر وأثرهما على الوحدة، وأثر الصراعات المحلية والإقليمية والدولية على الثورتين سبتمبر وأكتوبر وكذلك على الوحدة، قائلاً: "بدأ الصراع الداخلي بعد الثورة بعد تنكر الجبهة القومية لرفقاء السلاح في الثورة وكان أول خطأ ترتكبه الجبهة القومية هو استفرادها بالسلطة وتنكرها لرفقاء الثورة وحظرت كل الجبهات والكيانات الأخرى وأغلقت عدن بعد أن كانت جبهة مفتوحة لكل الأديان والأعراق والثقافات والتعايش السلمي، كما بدأت الانكفاء على الذات وبدأت تتآكل داخلياً فيما بينها بصراعات داخلية كان من نتائجها اعتقال قحطان الشعبي أول رئيس لليمن الجنوبي حتى وعام 1981 ومات في السجن وذهب الحزب الاشتراكي ووقف على قبره وكال له الشتائم بدلاً من ذكر محاسنه مخالفاً بذلك حتى العرف "أذكروا محاسن موتاكم"، وجاءت الطامة الكبرى بانقلاب يناير عام 1986، ورب ضارة نافعة فقد كان ذلك عاملاً من عوامل التعجيل بالوحدة". وأضاف: "إستطاع علي ناصر محمد بأسلوبه المرن أن يهدئ الصراع بين الشمال والجنوب، وتمت الزيارة بين رؤساء البلدين ولكن لم يتم نقاش الوحدة، وحينما رضي الغرب وانهزم الاتحاد السوفييتي وانتهاء الصراع المصري السعودي تمت الوحدة عام 1994، وبعد حرب 1994 تمت الكثير من الأخطاء وكانت نار تحت الرماد أدت إلى نشوء القضية الجنوبية، وكانت في البداية مطالب حقوقية ومظالم مورست عليهم في قضايا الإقصاء من الوظيفة العامة ونهب الأراضي، لكنها تطورت اليوم إلى سياسية". كما كانت هناك العديد من المداخلات من قبل الدكتور غالب القرشي رئيس المنتدى، والقاضي يحيى الماوري، والباحث علي البكالي وغيرهم. حضر المنتدى العديد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والمهتمين.