نفى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مقتل الرجل الثاني في التنظيم السعودي سعيد الشهري، كما أعلنت السلطات اليمنية، الشهر الماضي. وبثت «القاعدة» تسجيلا صوتيا، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، على موقعها على شبكة الإنترنت المعروف ب«صدى الملاحم»، نفت فيه مقتل سعيد الشهري المكنى ب«أبو سفيان الأزدي»، بعد أن أوردت السلطات الرسمية اليمنية معلومات، الشهر الماضي، قالت إنه قتل مع عدد من قيادات «القاعدة» في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار في إحدى مناطق محافظة حضرموت بجنوب شرقي البلاد، وأكد التسجيل أن القتيل يحمل لقب الشهري وليس الشهري الذي زعمت السلطات اليمنية أنه قتل، واعترف التسجيل الصوتي بمقتل عدد من قيادات التنظيم في ضربات جوية أميركية استهدفت محافظات حضرموت، شبوة ومأرب. ويقول الخبير في شؤون تنظيم القاعدة والإرهاب، سعيد عبيد الجمحي ل«الشرق الأوسط» إن السلطات اليمنية «قد تكون أخطأت في تصريحها بمقتل الشهري والتبس عليها الأمر، لكن مجمل من تحدثت عن مقتلهم اعترف التنظيم بمقتلهم فعلا»، ويعتقد الجمحي أنها المرة الأولى التي يحدث فيها ما يشبه التوافق على المعلومات بين السلطات الحكومية اليمنية وتنظيم القاعدة بشأن المعلومات التي تعلن، وليس كما في مرحلة النظام السابق، حيث يعلن عن مقتل أشخاص ثم يتضح أنهم ما زالوا أحياء، ويعتبر الجمحي ذلك يعد «تحولا نوعية المعلومات التي تقدمها السلطات اليمنية وفي الأداء الإعلامي في ظل النظام الجديد، لأن أطروحاتها أقرب إلى الواقع». ويلفت الخبير اليمني إلى أن موقف «القاعدة» جاء بعد فترة صمت طويلة بشأن مقتل الشهري، إلا أنه يشير إلى أن التسجيل اغفل الحديث عن عمليات التنظيم الأخيرة في اليمن، حيث لم يعترف بها والتي استهدفت عددا من الشخصيات العسكرية والأمنية، كما هي عادته، ويعتقد الجمحي أن «القاعدة» ربما «تسعى إلى لعبة شد أعصاب وحجب الرؤية والأفكار عن السلطات بعدم تبنيها لتلك العمليات». وسبق ونفى مسؤول يمني مقتل الرجل الثاني في جناح تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، السعودي سعيد الشهري., وقال إن فحوص الحمض النووي للجثة التي كان يعتقد أنها لسعيد علي الشهري أثبتت أن القتيل ليس الشهري المطلوب للولايات المتحدة واليمن. وأكد المصدر الرسمي أن «وسائل الإعلام الرسمية استعجلت في نشر الخبر، ومن ثم نقل خبر مقتل الشهري إلى وسائل الإعلام العربية والدولية». وفي غير مرة يتم الإعلان عن مقتل الشهري ثم يتبين بعد ذلك أنه لا يزال حيا. وكانت وزارة الدفاع أعلنت مقتل الشهري في «عملية نوعية» بحضرموت.. وبثت خدمة سبتمبر موبايل التابعة للوزارة خبر مقتل الشهري، لكنها عادت وبثت رسالة أخرى قالت فيها إن "سبتمبر نت موقع أخباري يومي مهني وليس موقعا ناطقا باسم وزارة الدفاع" بعد أن نقلت وسائل الاعلام المحلية الدولية خبر مقتل الشهري عن الموقع. والشهري هو نائب ناصر الوحيشي زعيم «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الذي نتج عن اندماج الفرعين اليمني والسعودي ل«القاعدة» مطلع 2009. وكان الشهري اعتقل في غوانتانامو وأعيد إلى السعودية عام 2007 حيث تابع برنامج «المناصحة» الخاص بالمتطرفين إلا أنه عاد والتحق ب«القاعدة» في اليمن.