اليوم الخميس مهرجان للحزب الاشتراكي في ميدان الشهداء بتعز بمناسبة ذكرى تأسيسه ال34..عودة الاحتفالات الحزبية بالهواء المفتوح مؤشر ايجابي يعطي صورة للمستقبل السياسي الذي يقوم على النشاط الحزبي.. فالحزبية هي الوسيلة الحضارية لإقامة الدولة المدنية والمجتمع المتمدن والمتحضر من خلالها تفرض سلطة الشعب عن طريق تنافس حضاري،هذا يقتضي ضرورة تطوير العملية الحزبية كوسيلة شعبية لتقوية المجتمع لا لإضعافه، وهذا يوجب ضرورة دراسة النجاحات والإخفاقات باعتبارها تجربة تراكمية للأحزاب. أن أهم ما يواجه الأحزاب هو نظرتهم للآخر كمكمل وطني, ونظرتهم للعمل الحزبي كمنافسة برامج وليس خصومة والتخلص من عقيدة الإقصاء التي كانت سمة عامة للحزبية. من المهم أن نعرف أن الإقصاء واحتكار الحقيقة أمر من الماضي السلبي ومدمر للعملية الحزبية يحولها إلى عامل هدم لصالح الاستبداد ...لكن علينا أن نعرف أيضا أن احتكار الحقيقة الوطنية أو الدينية أو الثورية يستهوي العاجزين وقد يعود في لحظة ضعف وارتخاء أو عجز, فمن السهل التشطيب على الناس وإعطاؤهم ألقابا مسبقة تكفيرية أو تخوينية ليسقط الجميع في وحل التعصب الذي يدمر كل شيء ويعيد إنتاج الاستبداد كنتيجة طبيعية لانحراف النهج الحزبي واتخاذه شكل الصراع والإلغاء وتوزيع مصطلحات براقة للإقصاء بدلاً عن بذل الجهد لإقناع المجتمع ببرامج سياسية بعيدة عن الأيديولوجيات مع أن المطلوب من التجربة الحزبية اليمنية تطوير تجربة اللقاء المشترك الرائدة سواء في حالة التحالف أو التنافس التي جاءت كنتيجة لنضالات وأحلام ونجاحات وإخفاقات جيل كامل من الحزبيين في مقدمتهم الحزب الاشتراكي الذي يمتلك رصيداً من التجربة الثرية والمرونة الكافية للنقد الذاتي. وهنا يكون من الواجب أن ينطلق الجيل الجديد من حيث وصل قادتهم لتطوير التجربة فإهمال تجارب الماضي الحزبي السلبي أو الايجابي سيؤدي إلى انتكاسة في التجربة الحزبية وستعيدنا إلى أيام وروح (الجماعة الناجية) ولا (صوت يعلو فوق صوت الحزب ) وسيفسح المجال لكل المشاريع الصغيرة بأنواعها التي تشترك كلها بقاسم الاستبداد والفساد... نعول كثيراً على نجاح وتطور الحالة الحزبية لإنجاز مشروع اليمن الجديد. [email protected]