قال الرئيس عبدربه منصور هادي إن المرحلة "الهامة والدقيقة" التي تمر بها اليمن توجب على الجميع "الإكثار من العمل والإنجاز والتقليل من الكلام والخطابات". وقال إن على الجميع مواصلة السير في طريق العملية الانتقالية لإستكمال تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي قال إنها مثلت طوق النجاة وحالت دون الانزلاق إلى مهاوي الحرب الأهلية الطاحنة ونزعت فتيل الصراع معتبرين من كل ما حولنا من أحداث مؤسفة. وطالب الرئيس هادي من الشعب مسامحته عن كثافة خطاباته الموجهة إلى الشعب خلال الفترة المنصرمة. وقال: "استسمحكم في الضرورة التي أدت لكثافة خطاباتي الموجهة إليكم خلال الفترة المنصرمة التي احتشدت فيها أعيادنا الدينية والوطنية حيث لابد لي أن أتوجه فيها إليكم بما يجب من الكلمات إنطلاقاً من موقعي كرئيس للجمهورية، إلا أن ما يتحقق من إنجازات على أرض الواقع يجعلني أطلب منكم تفهم ما استسمحكم فيه.. لذلك فإن علينا جميعا التمسك بالنجاحات التي تحققت حتى الآن في التسوية السلمية والبناء عليها لإنجاز المزيد.. فالتجربة اليمنية في التعامل مع رياح التغيير التي هبت على دول المنطقة كانت فريدة تجلت فيها الحكمة اليمانية وقدمت كل الأطراف خلالها تنازلات كبيرة حقنا للدم اليمني الغالي وبفضل الله ثم بحكمة العقلاء وبعون الأشقاء والأصدقاء تمكنت اليمن من الإفلات من دائرة العنف والتشرذم وتطبيق مبدأ التداول السلمي للسلطة والشروع في تحقيق آمال وتطلعات الشعب في التغيير والبناء بصورة سلسة وسلمية أكدت العمق الحضاري الراسخ للشعب اليمني العظيم" –وفقا لما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية سبأ. ووجه هادي خطاباً إلى أبناء شعبنا اليمني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك. وأضاف هادي: "إن ما تبثه وسائل الإعلام من مآسي ومحن في أكثر من مكان، يوجب علينا المراجعة والتقييم وبمسؤولية وطنية لما نمر به في وطننا الغالي والنأي عن الخطاب السياسي والإعلامي الحاد والمتشنج الذي لا يخدم مصلحة الوطن وأمنه واستقراره ووحدته والسلم الاجتماعي, فنحن في أمس الحاجة إلى خطاب إعلامي عقلاني يجمع ولا يفرق ويبني ولا يهدم, يركز على القواسم المشتركة وليس على نقاط الخلاف ويعمل على التقريب بين وجهات النظر المتباينة بما يساعد على معالجة النزعات المذهبية والقبلية والمناطقية, فتوحيد الكلمة وجعلها منارة للضمير الوطني الحي يرسخ الالتزام السياسي بمصالح الوطن العليا, فضلا عن كون ذلك يعد من متطلبات استكمال التسوية السياسية وضرورة للحد من مظاهر التوتر السياسي والأمني التي لا تساعد في خلق أجواء مناسبة لإجراء حوار وطني شامل يرسم معالم النظام السياسي لليمن الجديد". واعتبر أن ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية في إطار العملية الانتقالية "إنجازات كبيرة ورائعة". وأضاف: "وقد شرعنا في اتخاذ القرارات التي تنهي انقسام الجيش والأمن وتعمل على توحيده على أسس وطنية ومهنية بحيث لا يكون تابعا لفرد أو قبيلة أو حزب ويكون ولائه لله وللوطن وللشعب ويتبع قيادة موحدة في وزارة الدفاع والداخلية وفقا للدستور والقانون ومضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المتفق عليها من جميع الأطراف .. وذلك بهدف توحيده على أسس وطنية وتوفير أسباب النجاح لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي حرصنا على إشراك الجميع فيه دون استثناء بهدف إيجاد الحلول الوطنية لكل القضايا بما فيها القضية الجنوبية لحلها حلاً عادلا وشاملا، وكذلك إيجاد الحلول الناجعة لمشكلة صعده وإصلاح القضاء وتحقيق استقلاله وتحقيق العدالة الانتقالية وإصلاح الاقتصاد وإيجاد الآليات التي تكفل القضاء على الفساد وتحقق الحكم الرشيد". وقال إن العالم بأسره يقف مع الشعب اليمني "في لحظة لا تتكرر كثيراً في التاريخ الإنساني وعليكم أن تدركوا القيمة الثمينة لهذه الفرصة وأن لا تدعوها تضيع من بين أيديكم أو تسمحوا لأحد بأن يتلاعب بها ويدفع بكم إلى أتون الخطر والصراع الداخلي". وأضاف: "وأود التأكيد هنا إننا على موعد مع فجر جديد سيشرق على اليمن بالخير الكثير والأمن والاستقرار، فها نحن نحصل ولأول مرة من أشقائنا وأصدقائنا على تعهدات قاربت الثمانية مليارات دولار إضافة إلى ما تبقى من تعهدات مؤتمر لندن, وهذا يجعلنا نقف على مشارف نهضة تنموية حقيقية إذا أحسنا التعامل معها والاستفادة منها". واستطرد: "ولذلك فإن على الحكومة متابعة ما أسفر عنه اجتماعي أصدقاء اليمن في الرياض ونيويورك بوتيرة عالية وكذا العمل على ترسيخ السلام وتهيئة الأجواء للحوار ومواصلة السير قدماً لتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية بما يحقق كافة الأهداف المنشودة". وقال إن الذاكرة الجمعية للشعوب "تكون دائماً في مصلحة من يشمرون عن سواعدهم للبناء ويصنعون السلام ويقدمون مصلحة شعبهم ووطنهم على كل طموح ذاتي أو سلطة فانية".