نقلت الحكومة اليمنية روايات متعددة ومتناقضة عن حادثة سقوط طائرة عسكرية بالعاصمة صنعاء صباح اليوم مخلفة وفاة جميع طاقم الطائرة البالغ عددهم 10 عسكريين بينهم قائد الطائرة ومساعده. وفيما نقلت وزارة الدفاع روايتين متناقضتين حتى اللحظة.. نقلت وزارة النقل رواية ثالثة مختلفة تماما عن رواية وزارة الدفاع. ونقلت خدمة "سبتمبر موبايل" التابعة لوزارة الدفاع اليمنية في خبر قصير بثته في وقت مبكر من صباح اليوم عن مصدر عسكري (لم تسمه) قوله بأن الطائرة التي سقطت هي طائرة "نقل عسكرية تحمل مواد غذائية".. وأضافت عن المصدر ذاته قوله إن الطائرة كانت فارغة وأن سقوطها "نتيجة خلل فني". وبعد ساعات قليلة جاءت الرواية الثانية من الموقع الألكتروني لوزارة الدفاع الذي نقل عن "مصدر عسكري مسئول في وزارة الدفاع وقيادة القوات الجوية والدفاع الجوي" –لم تسمه أيضا- قوله بأن طائرة نقل عسكرية من طراز ( انتينوف ام 26 ) سقطت في الساعة الثامنة و 20 دقيقة "أثناء قيامها في مهمة تدريبية". المصدر ذاته أشار لموقع "سبتمبر نت" أن قيادة وزارة الدفاع وجهت بتشكيل لجنة فنية للتحقيق لمعرفة أسباب وملابسات حادث سقوط الطائرة. واللافت أن الوزارة تؤكد تشكيل لجنة تحقيق "لمعرفة أسباب وملابسات حادث سقوط الطائرة" بعد تأكيدها أن الحادث ناتج عن "خلل فني". الرواية ذاتها جاءت عبر وزارة النقل التي هي الأخرى قالت إن الحادث ناتج عن خلل فني.. لكن الوزارة قالت إن الطائرة تحطمت بمطار صنعاء الدولي. وقال مصدر مسئول بوزارة النقل إن الطائرة التي تحطمت صباح اليوم بمطار صنعاء عسكرية من طراز انتينوف 62 برقم 420 وليست مدنية. وأكد المصدر أن الطائرة التي كانت في مهام تدريبية سقطت بعد 43 دقيقة من إقلاعها وبها طاقمها نتيجة فشل في المحرك رقم 2 بحسب المعلومات الأولية. اللافت أيضا خروج استباق أمين العاصمة اللواء عبدالقادر هلال لنتائج التحقيقات وخروجه بعد ساعات قليلة بتصريح لموقع "مأرب برس" أكد فيه أن سقوط الطائرة "ناتج عن خلل فني في محرك الطائرة". هذا التخبط والتناقض الرسمي يعيد إلى الأذهان حوادث سقوط كطائرات عسكرية كثيرة خلال الأعوام السابقة حيث كانت السلطات الرسمية ترجع أسباب الحادث في كل مرة إلى "خلل فني". وطالب مراقبون بإحالة المسئولين عن مثل هذه الحوادث إلى التحقيق وإقالتهم من مناصبهم على ذمة التساهل في استمرار سقوط ضحايا بسبب تلك الحوادث. وفيما إذا كان الحادث ناتج عن "خلل فني" وفقا للروايات الحكومية فأنه يتوجب على الاسلطات إحالة المسئولين إلى التحقيق الفوري. ويعيد حادث سقوط الطائرة إلى أذهان اليمنيين تكرر سقوط طائرات عسكرية خلال الأعوام السابقة خصوصا خلال حرب صعدة التي كانت السلطات علن أن سقوطها ناتج عن خلل فني.