كلما حاول طيف (ثورتنا اليمانية السلمية) أن يغادرني؛ ذكرني جرحى الثورة وجرحي بها! ولذا أجدني لا أتبرم؛ جراء طول مدة علاج جرحي. فهاهي الذكرى الأولى للإصابة قد ودعتنا, واستقبلنا عامها الثاني منذ شهرين تقريبا. ومازال بعض جرحى ثورتنا يحتاجون للاهتمام والعلاج! بينما مازال اللصوص والقنَاصة طلقاء, والقتلة والمجرمون ينعمون ب(حصانة) وهمية؛ هي في فهمنا (سرابا). إن ذراعي الأيمن (المجروح) مازال في (نصف) عافيته. وكأن (النصفية) وعدم الحسم قدرٌ يماني! وتحضرني في هذا الصدد, مقالةٌ كتبتها بأصابع يدي (اليسرى). ندَدت بهذه (النصفية البغيضة) التي أصابت ثورتنا وأهلها. وعدم مقدرة اليمانيين على حسمها بعد , وتحقيق (جميع) أهدافها. وقد كانت مقالتي تلك, بعنوان "النصفية واللاحسم معضلة يمانية"! وعلى الرغم من أن المشابهة, هنا بين (الجرح) و(الثورة), غير جائزة وغير علمية. بل وقد توحي بتمركز صاحب الجرح , كاتب هذه السطور, حول ذاته وتضخيم جرحه, وجراحات رفاقه. ولكن ما يشفع له أن الجرح غائر, كما أن الإهمال مازال حليف بعض جرحانا, ومازالت الجهات المعنية لم تقم بدورها المطلوب بعد! يا هؤلاء: إن جرحى الثورة يحتاجون للوفاء قبل الشفاء! ومما يزيد الطين بله, أن الفعل الثوري قلقٌ وحائر, إن لم يكن آفل ! أمَا دماء الشهداء, وأنين الجرحى, وأوجاع المعتقلين؛ فإنها مازالت شاهدةً على قيام ثورة (هنا), ومُطالِبةً بإنجاز الأهداف التي من أجلها ثاروا وضحوا. فيا مَن (أزَم ثورتنا), ويسعى لإجهاض أهدافها في بلادٍ لم تعد سعيدة. ويا أصحاب المسار السياسي و(الواقعية السياسية): هل مِن إجابة لتساؤلاتهم وتساؤلاتنا معًا, عن أسباب استمرار محاولات (تإزيم ثورتنا) وأفول فعلنا الثوري, أو إفراغه من محتواه وتجريده من فاعليته! يا هؤلاء: ستبرَأ جراحاتُنا, ويُفك أسرُ معتقلينا, وسيشاركنا أقاربُ شهدائنِا, وكلُ ثائراتِنا وثائرِينا فعلنا الثوري السلمي. وسنعيدُ الكَرة تلو الكَرة ؛ حتى تنتصر ثورتنا انتصارًا حاسمًا فصيحًا لا لبس فيه. وأن غداً لناظره لقريب. ملحوظة: سأخضع صباح الغد – إن شاء الله - لعملية جراحية أخرى لذراعي, ليست الأخيرة. فوصيتكم الترحم على الشهداء, والمساندة للجرحى والمعتقلين والدعاء لنا جميعا.