يشهد حزب المؤتمر الشعبي العام (المشارك بنصف الحكومة) تنازعا متسارعا بين رئيس المؤتمر الشعبي الرئيس السابق علي عبدالله صالح والنائب الأول لرئيس المؤتمر وأمينه العام الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي لإستقطاب قيادات وأعضاء وقواعد الحزب. ويتسابق هادي وصالح على الحضور في اللقاءات التشاورية لقيادات المؤتمر التي تعقد بالمحافظات من خلال كلمات موجهة إلى المشاركين في تلك اللقاءات. وفيما يحرص صالح على المشاركة في تلك اللقاءات من خلال كلمات يلقيها عبر الهاتف أو كلمات مسجلة يخاطب فيها أعضاء الحزب الذي يرأسه منذ تأسيسه في 24 أغسطس العام 1982م. أوكل الرئيس هادي إلى القياديين في الحزب سلطان البركاني وعارف الزوكا إلقاء كلماته المكتوبة في تلك اللقاءات. ومقابل سعي هادي الحثيث إلى تولي رئاسة حزب المؤتمر الشعبي يصر صالح على الإحتفاظ بمنصبه كرئيس للحزب كبوابة وحيدة لممارسته العمل السياسي واستمرار تأثيره في العملية الانتقالية وإدارة شئون البلاد رغم الضغوط الداخلية والخارجية وارتفاع الأصوات المطالبة بتخليه عن الحزب بعد أن منحته المبادرة الخليجية حصانة من الملاحقة والمسائلة القانونية. ويشهد حزب المؤتمر الشعبي انقساما كبيرا بين تباريه المنقسم بهما (التيار المحسوب على صالح، والآخر المحسوب على هادي). ويستخدم صالح ورقة احتفاظه بقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يقودها نجله الأكبر أحمد واستمرار كثير من رموز نظامه والمحسوبين عليه في مواقع قيادية بالمؤسسة العسكرية والأمنية والمدنية، بالإضافة إلى استمراره في رئاسة حزب المؤتمر. ويمتلك صالح أموالا كبيرة تفوق كثيرا ما تمتلكه الخزينة العامة للدولة وإرثا طويلا من الولاءات والدراية بخفايا التحكم بالقرارات وخبرة ثلاثة عقود من الإدارة والحكم وشبكة واسعة من المصالح المتشابكة مع الأطراف والقوى الشريكة في حصص الثروة. ويكثف صالح اجتماعاته ولقاءاته بقيادات وأعضاء حزب المؤتمر، وسبق ووجه دعوة للرئيس هادي لحضور اجتماع سابق للجنة الدائمة للحزب إلا أن الأخير رفض الدعوة. وعاد صالح ليرأس اجتماعات اللجنة العامة للحزب رغم أنه سبق وكلف الدكتور عبدالكريم الإرياني برئاسة تلك الإجتماعات. وترأس صالح اليوم الخميس اجتماعا للجنة العامة للمؤتمر الشعبي خصص لمناقشة قائمة الحصص التي أعلن عنها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر حول نسب التمثيل في مؤتمر الحوار الوطني، لكن اللجنة لم تتخذ أي قرار بهذا الشأن وأجلت الأمر إلى اجتماع آخر –وفقا لما ذكر موقع "المؤتمر نت". وسبق لصالح وعرقل انعقاد المؤتمر العام الثامن لحزب المؤتمر الذي كان يحضر لعقده في الرابع والعشرين من أغسطس الماضي تزامنا مع ذكرى تأسيس الحزب.. لكن صالح ترأس احتفائية حزبية أقامها المؤتمر بالعاصمة صنعاء بدعوة من صالح وغياب الرئيس هادي.. ومكنت الإحتفائية صالح من استعراض شعبيته واستعادة حضوره الحزبي والإعلامي وتوجيه هزيمة قاسية للرئيس هادي. وكان يتوقع أن يفضي المؤتمر الثامن لحزب المؤتمر إلى إعادة انتخاب صالح رئيسا للمؤتمر أو قلعه واستبداله بهادي أو تصعيد شخص ثالث إلى رئاسة الحزب كانت المعلومات تقول أن الإرياني هو المرشح القريب لرئاسة الحزب. وكان القيادي في حزب المؤتمر وزير الاتصالات أحمد بن دغر، نبه (الأربعاء 28 مارس 2012) خلال اجتماع عقده صالح بقيادات في الحزب إلى أن النظام الأساسي لحزب المؤتمر ينص على أن رئيس الجمهورية هو رئيس المؤتمر الشعبي العام. فيما كان البرلماني عبده الحذيفي، قال (الخميس 5 أبريل 2012) أن اللائحة التنظيمية لحزب المؤتمر تنص على أن "رئيس الدولة هو رئيس الحزب". وشهدت الأيام الماضية خلافات حادة بين تياري هادي وصالح حول المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ونسب تمثيل حزب المؤتمر في الحوار بعد اشتراط صالح تمثيل حزبه بنصف المشاركين في مؤتمر الحوار، الأمر الذي تسبب في تأجيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي التي كانت مقررة الأربعاء الماضي.. ووصلت الخلافات داخل تيارات المؤتمر إلى توعد سلطان البركاني بمحاسبة الرئيس هادي والدكتور الإرياني "تنظيمياً". وفيما أوكل الرئيس هادي إلى الأمين العام المساعد للمؤتمر عارف الزوكا إلقاء كلمة مكتوبة باسمه موجهة للمشاركين في اللقاء التشاوري لقيادات المؤتمر بمحافظات ذمار والبيضاء وريمة المنعقد يوم الخميس، ألقى علي صالح كلمة في اللقاء عبر الهاتف –وفقا لما ذكر موقع "المؤتمر نت" الناطق باسم المؤتمر. ومقابل تخويل هادي للأمين العام المساعد لقطاع الشئون السياسية والعلاقات الخارجية للمؤتمر سلطان البركاني بإنابته وإلقاء كلمة مكتوبة باسمه موجهة إلى اللقاء التشاوري لقيادات المؤتمر بمحافظات (صعدة - الجوف - مأرب) المنعقد اليوم الخميس بصنعاء، ألقى صالح كلمة في اللقاء عبر اتصال هاتفي خاطب من خلاله المجتمعين. وكان البركاني قد ألقى كلمة للرئيس هادي في لقاء تشاوري لقيادات المؤتمر الشعبي العام في محافظتي حضرموت (الساحل والوادي والصحراء وأرخبيل سقطرى) والمهرة وجامعة حضرموت للعلوم والتنكولوجيا انعقد بمدينة المكلا في الحادي عشر من نوفمبر، مقابل توجيه الرئيس هادي لقيادة قاعدة الديلمي الجوية بتخصيص طائرة عسكرية لنقل البركاني من وإلى محافظة حضرموت –وفقا لما أكدت مصادر خاصة للأهالي نت في وقت سابق.