في المفهوم العام يُصنف أعداء الأوطان بصنفين هما العدو الداخلي والعدو الخارجي وكلاهما معاً متفقان على إغتيال الأوطان وإعاقة التقدم التنموي والتفاعل الحضاري وتقييد التواصل الثقافي والتبادل المدني وتقزيم مشهد الفعل السياسي وهذان العدوان يلازمان وطننا اليمني ويقفان لعنة أمام إنطلاقتة ومواكبته للمتغيرات العالمية بكل تفاصيلها وفعلها الحضاري وهنا لا يسعفني المجال بل لا يهمني الحديث عن العدو الخارجي لوطني اليمني أياً كان التاريخي الأعور أو التقليدي المتخم لأن العدو الأول بكل تصنيفاته الحاضرة سلباً وعدواناً أكثر خطر وبلاء ووبال من الثاني .. فمن هو العدو الداخلي للوطن..؟ يمكنني هنا تصنيف العدو الداخلي للوطن بحسب حضوره المرضي وفعله الوبائي بالأتي العدو الإقتصادي: مكشراً بظاهرة القات وما أدراك ما القات في حق أبن هادي والفساد المالي والإداري تلك الآفة القاتلة للدخل القومي والنمو الاقتصادي والضمير الشجرة اللعينة التي تنخر في حياة الإنسان اليمني وتعيق حضوره في مجال الإنتاج والمشاركة في العملية التنموية بفعالية ودور هذه الآفة في استعمار مساحات الأرض واستغلال خصوبتها لإنتاج الفراغ والأمراض المزمنة ويلي هذا العدو المستوطن عدو له علاقة وطيدة به بل هو من صنع يداه الموبوءتين وإنتاجه المسوم إنه مثلث الغش, الرشوة, والوساطة الذي حقق حضور فاعل وتأثير حقيقي في إفساد المجتمع وتدمير أخلاقيات الفرد في التعامل والتعاطي مع الحياة بمفهوم أنعكس سلباً على الواقع المعاش وبات ينخر في قدسية السلوك القانوني ويتعفن في جسد مؤسسات الدولة ويحد من المخرجات المؤهلة في مجال التنمية البشرية القادرة على التغيير ومواكبة المدنية والحداثة بأساليب علمية واعية. العدو السياسي: ممثلاً بالديمقراطية الناشئة في ظل حكومة القبيلة ومكوناتها الحزبية التي لم تشب عن الطوق على الرغم من عمرها الهرِم في المشهد السياسي حيث ظلت تراوح في التخندق بين الائتلافات الحزبية الهشة تارة وأخرى بالمحاصصة السلطوية متكئة على عصاء القبيلة والإستقوى بها على تهميش دور الدولة وتقليم أظافر القانون مما جعل النظام السياسي في الوطن يتسم بالصراع على الكرسي والسباق على امتلاك المؤسسات الحكومية والعبث بمقدرات الوطن دون وازع من دين وضمير ولا خوف من مصير ولا احترام لدستور هذا العدو اللعين الذي جعل من انتماء الإنسان اليمني للفرد والقبيلة والحزب أكثر انتماء وقداسة من الانتماء للوطن فحال دون تفعيل دوره في البناء وحضوره في المشاركة الفاعلة في مجالات التنمية والإنتاج..؟ العدو الانتحاري: ذلك الموسوم سخفاً بالإرهاب كظاهرة همجية دخيلة على القيم الدينية والسلوك الاجتماعي المتحضر للإنسان اليمني هذا العدو الذي قض مضاجع الأمن والاستقرار باعتناقه ثقافة الموت ونشر سياسة التدمير بسلوك دموي ورغبة جامحة في التخندق ضد الوطن وتشويه صورته واغتيال سمعته الحضارية وسلوكياته الإنسانية تعمداُ لوضع أسمه القدسي ضمن القائمة السوداء تنفيذاً لأجندة أسيادهم من أشباه القوى الداخلية وعلوج الإرهاب الدولي الخارجي. العدو الاجتماعي: ممثلاً بميلاد هولاكو الطائفية القادمة بقوالب دموية جاهزة إنتاج أبو لؤلؤة الخميني واستهلاك أحفاد المجوس المتأبطون شراً بالمواطن والوطن اليمني والمكلف بتدمير الكياني الاجتماعي وهدم قيمه الوطنية وهويته العربية وتمزيق الصف وعرقلة أي مشروع وحدوي حضاري نهضوي يرقي باليمن إلى مصاف التقدم والإنتاج المجتمعي .!؟ هؤلائي هم بإيجاز مختصر أعداء الوطن في الداخل وتحت عباءاتهم اللأحضارية تنتشر فيروسات أخرى من الأعداء لا يسعني المجال لتناولها تجنباً للإسهاب في تفاصيل لا تُخفى على كل مواطن يمني يتمتع بحس وطني وإدراك واعي وهنا يمكنني القول مؤكداً بأن كل هؤلائي الأعداء للوطن في الداخل يؤدون دور العدو الخارجي بل هم قبحاً مكلفون بالحرب على الوطن بالنيابة عنه والعمل على تعثر مساره بين تضاريس الاستهلاك ومنحدرات التخلف والتبعية العمياء. إذاً من هذا المنطلق يمكن القول بأن مشكلتنا في وطننا اليمني الحبيب تكمن في التخلص من الأعداء في الداخل أولا.وهذا يتطلب منا كجماهير وطنية ثورية إنتاج حكومة وطنية قوية تدين بالولاء للوطن وتؤمن بالمدنية سلوكاً وممارسة. والديمقراطية الحقيقية الغير ناشئة في بيت الطاعة الإقليمية والأمريكية خياراً للتداول السلمي للسلطة إنتاج نظام عصري. يواكب فعل الإنسان ويحترم حقه المشروع في بناء الوطن والدفاع عن كرامته.. ومعارضة أنموذجية تحترم الوطن تحمل مشروع بناء وليس حلم وصول إلى السلطة على حساب المبادئ والثوابت الوطنية. وهنا نتخلص من أعداء الداخل الجاثمين على صدر الوطن كورم سرطاني خبيث ينتشر في جسد اليمن ويعمل على تعفن روحه الحضاري حينها لا يهمنا ألعدو الخارجي المتسبب في الورم وانتشاره بشكل وبائي .. دمت يا وطن شيفيلد- المملكة المتحدة