خياران كلاهما سيئ .. يحاول البعض ممن أُصيبوا بمرض فقدان المناعة الوطنية إبراز خيارين للتعامل معهما في إدارة المشهد الثوري في مسار الحدث التأريخي ممثلاً بالثورة الشبابية في وطننا اليمني الحبيب أولهما النظام التقليدي المتهالك والذي اوغل في الفساد المالي والإداري والسياسي وأثخن الوطن جروج وحروب ومأسي ... وثانيهما المعارضة المعاقة سياسياً والتي امنت حب السلطة وتقاسم الوباء .. إذاً يحق لنا هنا أن نُطلق تسمية المشترك على السلطة والمعارضة معاً لأنهما شريكان في الفساد ومعانات المواطن وعاملان من عوامل التخلف وإعاقة مسار البناء والتقدم للوطن فالسلطة والفساد هما الوجه القبيح لهما وعيناهما في رؤية مستقبل اليمن فها قد رحل رأس النظام غير مأسوف عليه متوارياً بحصانة فصلت على مقاسه خارجياً وخطها حبراً على ورق التأمر دويلات وإمارات الطوائف الأقليمية نيابة عن أسيادهم وحماة كراسيهم العاجية وقصورهم الأوبيكية وشرعنتها له ولعلوجه المعارضة الكلامية عبر قانون اُطلق عليه باللهجة الخليجية سيادي مباركاً بصك غفران من رهبان السياسة المحلية والتي أطلقت عليها أحدى الأخوات اليمنيات مصطلح جديد .. البامية مذكرة إياي بالمقولة الصنعانية المشهورة .. مخضرية .. وهو حقاً مصطلح يليق بسياسة المعارضة والسلطة اليمنية هاذان التوأمان اللذان إنهكا الوطن بصراعاتهما السياسية وأدخلاه في فترات إنتقالية .. إنتقامية تقاسم محاصصة في ظل نظام ديمغلاطي ناشئ تخضع تربيته للمصالح الشخصية والحزبية والقبلية شُكلت حكومة الوفاق كمسار سياسي للخروج بالوطن من عنق أزمتهما المتجذرة وخلافاتهم على السلطة والثروة توافق التوأمان فقط على إقتسام السلطة إهدار دماء الشهداء من الشباب بما يُعرف بالعدالة الإنتقالية ومازال الوفاق يراوح بين الأجندة والمصالح على ترشيح هادي وإنتزاع شرعية دولية وليست دستورية لإسدال الستار على نظام الرئيس صالح كفرد شد الرحال إلى قانون الحصانة وتنظيم القاعدة ونصف السلطة وفاق على المناصب وإتفاق على إجهاض الثورة وشكلية التغيير والإمعان في زيادة معانات المواطن وتعميق جراحات الوطن وإغتيال سيادته وتمزيق كيانه الواحد رضوخاً لرهانات إقليمية وخارجية وفاق يسوده الإختلاف بين طرفي الصراع السياسي المتأصل والمتلازم مع مراحل تكويناتهما الشخصية والمناطقية والحزبية وفاق ولد عقيم من رحم المؤامرة الخليجية بعملية قيصرية أشرف ويشرف عليها ما يسمى بالمجتمع الدولي ممثلا بأطباء السياسة البيطرية من سفراء الإتحاد الأوربي والولايات المتحدةالأمريكية والتي اوكلت مهمة حل الصراع بين المتصارعين من الساسة وأمراء الحرب إلى سفيرها المتصهين في صنعاء وسفراؤها الأقليميين ملوك أمراء النفط واللذين اصبحوا يديرون شؤن الوطن بطريقة همجية وتدخل سافر أرتضاه الشريكان المنبطحان في المؤامرة السياسية على الوطن .. !! وهنا يحق لنا أن نتسأل أين وصلت حكومة الوفاق بالوطن .؟؟ وهل هناك وفاق حقيقي على الواقع والممارسة كي نتفأل ونرسم خارطة طريق للأمل.؟؟ ثم هل ننتظر 22 فبراير 2012م كي نطمئن على الوطن ويطمئن معارضو الأمس ونصف حكام اليوم أن غريمهم الحقيقي فعلاً قد رحل وحان العمل من اجل بناء اليمن الجديد وعودة العمل بدستوره المستفتى عليه من قبل الشعب وطوي صفحات البديل الإقلييمي سيئ الصيت.. وحل القضاياء الرئيسية التي تهدد كيان الوطن ؟؟ وعودت كل الممتلكات التي أُبيحت للنهب في المحافطات الجنوبية من عقارات وأراضي ومساحات ومعدات الجمعيات التعاونية والمقرات الحكومية والأسلحة الثقيلة والحفيففة التي سيطرت عليها العصابات المسلحة القبلية والحزبية من المعسكرات بفتوى رئاسية وعودة الكفاءات من الثروة البشرية المدنية والعسكرية القادرة على النهوض بمشروع اليمن الحضاري بعيداً عن الوساطات والموالات في المناصب الكرتونية الغير منتجة المشبعة بالتخلف والفوضى والأسرية إن المرحلة الحالية وما يرافقها من إشكاليات وفوضى خلاقة ممنهجة تعصف بالوطن وتهدد مساره التغييري نحو بناء الدولة المدنية وسيادة القانون والدستور وتفعيل دور الأجهرة في عملية الأمن والسلم الوطنيو وترسيخ الوحدة الوطنية وتجسيد الوفاق الحقيقي يجعلنا وحب بالوطن والأنتماء القدسي له نقبل بالواقع مع عدم الإعتراف بإستمراره في خيارين كلاهما سلطوي حزبي قبلي .. فلربما يخرج من احزابهم من يقول الوطن فوق الجميع وللجميع الوطن لن يقبل الوصاية من الصغار .. الوطن لن يكون ساحة صراع للسياسة وخدامها ومنتسبيها ورهبانها.. وما لم يكن الوطن في مسار هؤلائي هو الهدف ؟؟ فخيار ثالث بدأنا وسوف نواصل .. هى الثورة إذاً بديل حضاري وسياسي وخيار وطني للمدنية والبناء والخروج بالوطن إلى شاطئ المعاصرة والتحديث ..!!!