الإثنين الفائت كانت العاصمة صنعاء على موعد مع ممثلي الجاليات اليمنية الذين تقاطروا من معظم أنحاء العالم لتدشين ثورة باردة ضد سفراء صالح والقربي والذين لا يزالون يمثلون صوت اليمن، توحد المغتربون تحت يافطة جديدة "المجلس الأعلى للجاليات اليمنية" قالوا إنها وجه جديد في مرحلة جديدة ويمن جديد وتعاطٍ دولي جديد مع اليمن. هذه الخطوة لقيت دعماً كبيراً من الحكومة اليمنية ووزير المغتربين مجاهد القهالي والذي استقبلهم الإثنين الماضي إلى مطار صنعاء، في خطوة وصفت بأنها تأتي لإعادة هيكلة الجاليات اليمنية والضغط على الدبلوماسية المحتضرة التي يتزعمها الدكتور أبو بكر القربي. أقلت سيارات تابعة لوزارة المغتربين رؤساء وأعضاء الجاليات اليمنية في عشر دول إلى وزارة المغتربين، في خطوة وصفت بأنها نادرة ولم يحظ المغتربون بأي استقبال رسمي مشابه من قبل، تبادل الوزير النكات والكلام المسؤول مع المغتربين اليمنيين، نقلوا له مطالبهم التي تتمثل في مطالباتهم المشاركة بالحوار وشكوا له أبرز هموم وقضايا المغتربين في العالم. قبل أن يعود رؤساء الوفد إلى الفندق، اتفقوا مع الوزير على مقابلة الرئيس هادي صباح الغد لطرح همومهم ومشاكلهم إليه، في الصباح وأثناء حضور الوزير إلى الفندق حدثت مشادات كلامية بين أناس قالوا إنهم مدفوعين من قبل القربي وسفيره في المملكة، قبل أن يتلقى الوزير رسالة تخبره بإلغاء الموعد مع الرئيس. المواقع المقربة من صالح تناولت الخبر بشكل مناطقي فج، اعتبرت المشادات بين مغتربين شماليين وجنوبيين ونشرت معلومات مضللة وصفها مغتربون بأنها من إملاءات القربي. مصادر مطلعة قالت إن مشادة كلامية حصلت بين وزير الخارجية ووزير المغتربين في مجلس الوزراء، اتهم فيه القهالي القربي بممارسة الفساد في السفارات اليمنية، فيما رد القربي عليه بالمثل، وأدت إلى فض الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء. الوزير القهالي حضر في اليوم ذاته مجلس الملتقى الأول للجاليات اليمنية، أعلنوا فيه عن إنشاء المجلس الأعلى للجاليات اليمنية وانتخاب هيئة إدارية له، من ستة أشخاص بينهم امرأة. نائب رئيس المجلس صائل بارباع أكد أن المجلس سيكون خط الدفاع الأول عن حقوق المغتربين، وسيبذل الغالي والنفيس من أجل نهضة الوطن وتطوره، وسيقف مع أبناء الوطن في وجه كل من يقف أمام الإصلاحات في اليمن، وسيعمل على تنفيذ عدد من المشاريع المتعلقة بالمغتربين. مشاكل المغتربين اليمنيين التي أبكت رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة عند سماعه لبعضها الأربعاء الماضي من بعض الحاضرين، هي مشاكل مؤلمة وإنسانية فعلا، دفعت بالشاب جميل العديني لحرق نفسه في أحد شوارع المملكة السعودية الأسبوع الماضي. المملكة أيضاً والتي يقبع في سجونها عشرة آلاف سجين يمني حسب ما صرح به وزير المغتربين، تعاني من غياب السفارة اليمنية فيها والتي لا تتحمل مسؤولياتها تجاه اليمنيين هناك كواجب أخلاقي ووطني وإنساني. الوزير القهالي اعتبر أن سوء الإدارة لعب دوراً لما يحدث للمغتربين اليمنيين في الخارج. وقال إن نظام علي صالح يتحمل الوزر الكبير مما يقع على المغتربين اليمنيين، مشيرا إلى أن هناك مستفيدين داخل البلاد من معاناة المغتربين في الخارج. وأقسم أنه لا يسعى من أجل مصلحة وإنما من أجل مصلحة المغتربين وقال "لعنة الله عليه من يريد ريالاً واحداً منكم "، ونوه إلى أن تجاوب المسؤولين في المملكة كان إيجابياً حول معاناة اليمنيين وأبرزها نظام الكفيل مشيراً إلى وجود خطوات تقوم بتحويل كفالة اليمنيين من الأشخاص إلى الشركات، كما أشاد بتجاوب رجال الأعمال في المملكة تجاه مشروع بنك المغتربين وأشار إلى أن العديد منهم سيقدمون للاستثمار في اليمن خلال تجاوز المرحلة الانتقالية. وكشف القهالي عن أن علي صالح هو من سعى إلى استحداث نظام الفيزا في الوقت الذي كانت دول الخليج رافضة لهذا الشيء، مشيراً أن صالح كان مستفيداً من هذا الشيء. تحدث القهالي أيضاً عن الثورة الشبابية حيث قال إن موقفه كان واضحاً فيها وقال "لم تتوقف لقاءاتي مع الشباب، وكنت بكل مشاعري وأحاسيسي معهم أشاركهم نفس الهم ونفس التوجه ونفس المصير وكان موقفي وسطياً ومعتدلاً في تلك الأثناء".. وقال القهالي إنه دعا إلى تشكيل تحالف قوى الشعب، يقوم بمسيرات كبرى في العاصمة للمطالبة بالخيار السلمي وتوقيف القتال.. بحيث "كان لهذه المسيرات أثر كبير في ذلك" حد قوله.. ستة ملايين يمني يتوزعون على مختلف دول العالم أغلبهم في السعودية وقطر والامارات والاردن ومصر وبريطانيا وفرنسا واثيوبيا والولايات المتحدةالامريكية. واستطاع القهالي في ديسمبر الماضي إقناع الوزراء بإلغاء كافة الرسوم غير القانونية التي تفرضها الخارجية اليمنية، حيث تضمن القرار إلغاء الرسوم المفروضة على جوازات المغتربين ورسوم الوصول والمغادرة في المنافذ وكذلك رسوم تأشيرة دخول الأراضي اليمنية للمغتربين اليمنيين الحاصلين على جنسيات دول الاغتراب. مصادر دبلوماسية قالت إنه يوجد في سفارة اليمن بالرياض وحدها أكثر من 150 موظفاً وأن المبالغ التي كانت تقتطع من المغتربين تصل إلى ثلاثمائة ريال سعودي. كما شمل قرار مجلس الوزراء إلغاء ضريبة القيمة المضافة وضربية المبيعات والأرباح على الأمتعة والمنقولات الشخصية للمغتربين في الموانئ المختلفة فضلاً عن رسوم لاصق لسيارات المغتربين التي يتم تحصيلها من قبل الأمن المركزي ورسوم التربتك التي يتم تحصيلها من قبل مصلحة الجمارك . كما وقع القهالي اتفاقية «حماية حقوق العامل اليمني الناشئة عن عقد العمل في المملكة العربية السعودية وشركة الدرعان للمحاماة والاستشارات القانونية في السعودية تهدف إلى توفير الحماية القانونية للعمال اليمنيين في المملكة بما يمكنهم من تفادي أي منغصات تعكر علاقتهم التعاقدية والقانونية مع الكفلاء وأرباب العمل، مضيفا أن نظام الكفيل أوشك على الانتهاء وأن خطوات كفالة الشركات للعمالة بدأت أثناء زيارته للمملكة قبل أشهر. ولفت وزير شؤون المغتربين إلى أن الوزارة ستسهم مع المجلس الأعلى للجاليات في إنشاء واستكمال عدد من المشاريع المتعلقة بالمغتربين أبرزها بنك المغتربين والاستثمار والذي يبلغ رأس ماله مائة مليون دولار. رموز المغتربين أعلنوا تأييدهم لجميع قرارات الرئيس هادي والوقوف إلى جانبه بما من شأنه بناء اليمن الحديث ودولته المدنية وإيصالها إلى بر الأمان، وبذلهم الغالي والنفيس في سبيل بناء اليمن الجديد. نقلا عن صحيفة الناس الأسبوعية