لا تزال الأوضاع في منطقة قيفة في محافظة البيضاء متوترة وسط مواجهات بين المسلحين المشتبه انتماؤهم لتنظيم القاعدة وقوات الجيش بعد فشل الوساطات المحلية والقبلية، والتي اشترط فيها الجنوب الحكومي تسليم ال«3» الأجانب المختطفين وإخراج المسلّحين من المحافظة قبل البدء بشن حملة عسكرية واسعة على معاقل المسلحين التابعين لجماعة "أنصار الشريعة" المنتمية لتنظيم القاعدة. وكان ثلاثة من الأجانب "نمساوي، وفنلنديين" قد تعرضوا للخطف في 19/12/2012م من أحد المحلات بالعاصمة صنعاء من قبل مسلحين مجهولين، ويعتقد –بحسب ما نقلته مصادر صحفية- أن القاعدة في رداع تسملتهم من الخاطفين الذين شعروا بالورطة بعد تنفيذهم عملية الاختطاف. وكان عناصر من تنظيم «أنصار الشريعة» فرّوا إلى مديرية رداع من محافظة أبين التي شهدت مواجهات مع الجيش, ورغم خروج معظمهم من المديرية إثر وساطات قبلية, إلا أن بعضهم مازال متواجداً في مناطق «ولد ربيع» و«المناسح» منذ يناير 2012م. ويسيطر التنظيم على أجزاء من مناطق قيفة مثل منطقة "المناسح" مسقط رأس قائد الذهب وما حواليها ومنطقة "حمة صرار". ويمتلك التنظيم أسلحة ومعدات ثقيلة تم السيطرة عليها أثناء سيطرة التنظيم على محافظة أبين كالرشاشات وبي 10 وآر بي جي وصواريخ لو. ولدى التنظيم معسكرات للتدريب في منطقتي "يكلا والمناسح". وسبق وسيطر مسلحون من تنظيم القاعدة في يناير 2012م على أجزاء من مدينة رداع لعدة أيام قبل أن تتمكن وساطة قبلية من إخراجهم مقابل إطلاق سراح سجناء لدى الحكومة. وجاءت الحملة التي يزيد قوامها عن 50 دبابة ومدرعة وأطقم عسكرية ومئات الجنود لتنفيذ حملة عسكرية لإعادة السيطرة على المناطق التي تبدو شبه خاضعة لسيطرة المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وتتكون الحملة العسكرية المرابطة في مدينة رداع القريبة من مناطق تمركز المسلحين من عدة ألوية هي: "اللواء الأول مشاة جبلي واللواء 26 واللواء 55 واللواء التاسع وكتيبتان من القوات الخاصة"، وتم نقل تلك الوحدات بصورة متفرقة من صنعاء ومأرب وخولان على مدى الأيام الماضية بمرافقة مروحيات عسكرية. وسعت وساطات قبلية بذلها خلال الأيام الماضية مشائخ ووجهاء من مديريات قطاع رداع لمحاولة نزع فتيل المواجهات المحتملة. وتشهد محافظة البيضاء تحليقاً مكثفاً للطيران على مناطق متفرقة في «قيفة» ومدينة البيضاء ومديريتي الصومعة والزاهر منذ وصول محافظ المحافظة إلى مدينة رداع بداية شهر يناير الحالي. ويقول سكان إن الطيران يفتح أحيانا حاجز الصوت في منطقة قيفة القبلية. وشهدت مديرية ولد ربيع خلال الأسابيع الماضية غارات شنتها طائرات من دون طيار يعتقد أنها أمريكية استهدفت سيارات تقل مسلحين يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة. وسبق وتظاهر عشرات من المسلحين في المنطقة للمطالبة بإيقاف الغارات الجوية. وحمل بعضهم أعلاماً سوداء تستخدمها الجماعات الجهادية. وكان طارق الذهب قد قاد عملية انسحاب العناصر المسلحة من مدينة رداع بشكل سلمي مقابل الإفراج عن عناصر من التنظيم بينهم شقيقه نبيل. لينتقل بعدها إلى منطقة "المناسح" مسقط رأسه قبل أن يقتل على يد أخيه الأكبر حزام في مارس من العام الماضي. ويحظى آل الذهب الذين يعتبرون مشائخ آل مهدي بمديرية ولد ربيع بمكانة اجتماعية واسعة لدى القبائل، الأمر الذي وفر فرصة لسيطرة المسلحين على أجزاء كبيرة من منطقة قيفة. وقد انظم للجماعة أفراد من مناطق قيفة أبرزها منطقة "حمة صرار والتيوس وآل عامر والزوب ونوفان والعقلة وخبزه، وغيرها، إلا أن بعض وجهاء تلك المناطق أعلنت تأييدها للدولة. وأقام التنظيم محكمة للقضاء بين الناس والفصل بين المتنازعين من أبناء منطقة قيفه أو من بقية مديريات قطاع رداع. وتصدر عبدالرؤوف الذهب لحل العديد من القضايا في المنطقة بطريقة قبلية كونه شيخ قبلي مستغلا هيبة التنظيم في الفصل بين المتخاصمين. ويتم حل كثير من القضايا بدون أجرة أو مقابل. تفاصيل حياة أسرة آل الذهب الأب الشيخ أحمد ناصرالذهب الشيخ هو المؤسس للأسرة وقد توفي في الثمانينات. الإخوة الأشقاء: - الشيخ طارق أحمد ناصر الذهب الذي تزعم قيادة تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء. وارتبط بالتنظيم عبر علاقة شخصية ارتبط بها مع أنور العولقي كون العولقي صهر طارق وزوج أخته. وسيطر طارق على مدينة رداع مطلع العام الماضي، لكنه خرج منها عبر الحوار والتفاوض في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ التنظيم وهذا ما جعله محل احترام الكثير. وقتل على يد أخيه غير الشقيق حزام في مارس 2012م في مسقط رأسه بقرية المناسح. وتفيد المصادر أن حزام الذهب اقتحم مسجدا في نقطة الماسح منتصف إحدى الليالي وقتل أخيه طارق وثلاثة من عناصر القاعدة بينهم القيادي في "أبو قريش". وبعد أن قام حزام بقتل طارق تحصن في السجن الذي كان يتبع والده, غير أن مقاتلي القاعدة حاصروا السجن وزرعوا الألغام في محيطه وسيارة مفخخة وضعوها بجانب السجن وقاموا بنسف السجن مما أدى إلى مقتل حزام وابن أخيه أحمد علي أحمد ناصر الذهب. - الشيخ قايد أحمد الذهب الأخ الشقيق لطارق فقد تولى زعامة التنظيم بعد مقتل طارق.. ويعرف قائد الذهب بانتماءه لتنظيم القاعدة وقد بترت إحدى يديه أثناء عمليات قام بها التنظيم في أبين.. وأصيب في إحدى الغارات الجوية قبل أكثر من سبعة أشهر ولا يظهر إلا نادرا. - الشيخ نبيل أحمد ناصر الذهب، وهو الأخ الشقيق لطارق وطالب جامعي اعتقل في سوريا عام 2005م وسلم للأمن السياسي اليمني وتم الإفراج عنه مطلع العام الماضي إثر صفقة خروج التنظيم من مدينة رداع. أصيب أثناء المواجهات مع أنصار حزام ليلة مقتل طارق، ويقيم الآن في قرية المناسح. - الشيخ أحمد بن أحمد ناصر الذهب وهو الأخ الشقيق لطارق، وقتل مع طارق على يد حزام. - الشيخ عبدالرؤوف أحمد الذهب، الأخ الشقيق لطارق، وهو شيخ قبلي تم اختياره شيخا من القبيلة وكسب ثقة القبائل وقد تعرض لأكثر من محاولة اغتيال عبر الطيران. - الشيخ عبدالاله أحمد الذهب، الأخ الشقيق لطارق، وهو شيخ قبلي يعين عبدالرؤوف في حل القضايا. ويقال إن سبب ارتباط عائلة الذهب بتنظيم القاعدة يعود إلى المصاهرة مع أنور العولقي بالإضافة إلى الظلم الذي مورس ضدهم من قبل إخوتهم غير الأشقاء. الإخوة غير الأشقاء - الشيخ علي أحمد الذهب، هو الأخ الأكبر وغير الشقيق لطارق، وتوفي قبل عدة أعوام وقد تولى المشيخ خلفا لوالده وكان له نفوذا كبيرا في المنطقة وكان عضوا في مجلس النواب حتى توفي، وعرف بنفوذه في الدولة وقربه من الرئيس السابق علي عبدالله صالح.. ويتهم بالاستحواذ على ممتلكات والده وحرمان إخوته منها.. وهو والد الشيخ ماجد الذهب الذي اختير خلفا له بعد وفاته. - الشيخ ماجد علي أحمد الذهب، تولى المشيخ خلفا لوالده عرف بمواقفه السياسية المتناقضة حيث كان مؤيدا لعلي صالح قبل أن ينظم للثورة الشعبية ويقال إنه مرتبط بالحوثيين. - الشيخ حزام أحمد الذهب، الأخ غير الشقيق لطارق وهو الشيخ الفعلي في المنطقة بجوار ماجد، وقد قتل بعد قتله لطارق من قبل قايد. - الشيخ خالد أحمد الذهب، يعرف بتأييده لأحزاب اللقاء المشترك. - الشيخ أحمد علي أحمد الذهب، ابن الأخ غير الشقيق لطارق، قتل مع عمه حزام بعد مقتل طارق.