هل يدرك شباب الثورة وأحزاب المشترك وابناء تعز أن قوى الثورة المضادة تستهدف محافظتهم بدرجة رئيسية وتضعها على قائمة أجندتها وتشتغل بكافة امكانياتها وتحالفاتها من اجل تركيع تعز وجعلها نقطة الانطلاق لهزيمة الثورة الشبابية السلمية مثلما كانت هذه المحافظة محور ارتكاز ثورة فبراير التي أسقطت نظام المخلوع العائلي الفاسد. من يصدق أن تعز الى اليوم لا تزال تعيش أوضاع ما قبل ثورة 11 فبراير وهي التي تصدرت الثورة وقدمت التضحيات، اذ لا يزال رموز المخلوع والفاسدين والمجرمين الذين شنوا عليها الحرب وتواطؤ على قتل احرارها وحرائرها في مواقعهم يعبثون ويفسدون ويديرون المخططات الانتقامية للثورة المضادة، وهذا الحال الذي تعيشه تعز ليس مستغربا بل هو نتيجة منطقية ورد فعل طبيعي متوقع من رموز الملخوع والقوى المستفيدة من نظامه الفاسد والذين راحوا يشكلون تحالفا واسعا يستهدف تعز ويطبق عليها من أجل أن يحافظوا على مصالحهم الغير مشروعة والقائمة على الفساد والظلم والقهر واحتكار اقتصاد البلد وتقاسم مواردها ولعل عرقلة التغيير وبقاء الفاسدين وانتصار الثورة المضادة هو ضمانة ديمومة هذه المصالح والامتيازات لتحالف الفساد والاقطاع. أن تعز تواجه حاليا تحالفا شرسا ومحكما لقوى الثورة المضادة و التي تجمع مكوناتها مصالح الفساد التي ظل يوفرها لها نظام علي صالح وهي تكرس الان جهودها للحفاظ على مصالحها وامتيازاتها بواسطة سياسات اعادة انتاج اداوت نظام المخلوع وبث الحياة فيها عن طريق اعاقة التغيير وفرض الفاسدين وحاولات خلق أليات تسلط مشيخية متخلفة لقهر الناس واحباطهم وتجريد محافظة الثقافة والعلم والنضال من مدنيتها و ثوريتها. وفضلا عن الدور المحوري الذي لعبته تعز في ثورة فبراير السلمية والذي جعلها مستهدفة بدرجة رئيسية فإن الضغط الدولي وتوجه الأنظار نحو العاصمة صنعاء لأفشال مخططات المخلوع وجعله تحت عين الرقابة المحلية والاقليمية والدولية قد أسهم هذا العامل في توجيه جهود قوى الثورة المضادة ومخططاته نحو تعز لتوفر لها مؤطئ قدم ولتحويل هذه المحافظة الى محور ارتكاز لرموز صالح وبقايا نظامه حتى يستعيدوا توازنهم ونشاطهم ثم يعودوا للواجهة من جديد، ولقد كان اختيار تعز مدروسا ومخططا له من قبل قوى الثورة المضادة لما لهذه المحافظة من خصوصية وتأثير نوعي حاسم في تحديد مستقبل اليمن كونها قلب الثورة وعاصمة الثقافة والوعي المدني وبالتالي فإن قهرها ونجاح الثورة المضادة يعطي مؤشرات سلبية جدا لا تصب في مصلحة اليمنيين. خلال الفترة الماضية نجح تحالف الثورة المضادة في اعاقة التغيير وفرض سيطرة الفاسدين ورموز النظام السابق على المحافظة ولا تزال أجندة الثورة المضادة تشتغل ولن تكون أخرها محاولات اعادة تموضع المشيخة القبلية الى تعز وهو ما يعني نجاح الثورة المضادة في احباط الناس وهزيمة تطلعاتهم للتغيير المطلوب ، ولعل استمرار سيطرة الفاسدين والقتلة ورموز المخلوع على مفاصل السلطة المحلية والتنفيذية في تعز وتفاقم حالة الفوضى والفساد والتدهور الذي تعيشه محافظة تعز هما أبرز ملامح تمكن قوى الثورة المضادة ونجاح أجندتها خلال الفترة الماضية. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو : هل ستتمكن قوى الثورة المضادة المبنية على شبكة كبيرة من المصالح من الإستمرار والتمكن والإنقضاض على الثورة في حاضنتها تعز ومن ثم اليمن في غفلة من قوى الثورة والمجتمع الدولي أم ان كلمة الفصل ستكون لتعز وثوارها الأحرار الذين سيقف الى جانبهم كافة أبناء الشعب اليمني؟ [email protected]