أستغرب رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح أن يمر 23 عام من عمر حزب الإصلاح في حين هناك من لا يزال يجهل فكره ومساره. وقال اليدومي في مقال كتبه على صفحته في «الفيس بوك»: «أن أكثر من عشرين عاما أظنها كانت كافية للتعرف على الإصلاح والوقوف منه بإيجابية من خلال مؤسساته وإصداراته ومواقفه, بدلاً من التجني عليه, والتحريض المستمر ضده بوعي أو بدون وعي». وأعترف اليدومي أن من أبرز نقاط الضعف عند الإصلاح هي حرصه الدائم على مصلحة الشعب والوطن، مشيرا إلى أن هذا الأمر ما لم يعد خافيا على أحد من العقلاء والمطّلعين على حقائق الأوضاع في بلادنا، مما جعله عرضة للإبتزاز السياسي والثقافي ممن لا يرقب في البلاد إلاُّ و لا ذمة. حد تعبيره وقال اليدومي « لو أن كل من يختلف مع الإصلاح في مواقفه ورؤاه، اختلس من وقته لحظات، واختلى بضميره قبل أن ينطق ببنت شفه، أو يخط بقلمه متجنيا بما لا يُحمد عقباه، وعَلِم عِلْم اليقين أنه سيحاسب يوما ما – على شهادته – أمام عالم الغيب والشهادة، لو تيقن من ذلك ؛ لكفَّ عن النطق بما لا يليق به و لتوقف قلمه عن كتابة أي شهادة زور». واستطرد قائلاً :«إن مما يؤسفني – ويؤسفني جدا – أن بعض الكتابات والأقوال التي تتناثر هنا وهناك عن الإصلاح تطفح بالحقد وتقطر بالدم». واضاف اليدومي «لقد أعلنا مراراً و تكراراً، و شرحنا كثيرا – و من وقت مبكر – أننا ومنذ اليوم الأول الذي قدمنا فيه أنفسنا في أوساط مجتمعنا؛ كنا على يقينٍ أننا نقدم فهمنا للإسلام الذي قد يختلف مع بعض الفهوم التراثية الماضوية التي نعتقد خطأها، والتي لاتزال بعض رسومها تتحرك في خيالات جاهل بدينه، أو في مُخيّلة عابث بعقول البعض بغية إفسادها، وتكبيلها بقيود الخرافة وسراب الوهم، وفهمنا هذا قد يتقبله البعض و قد يكون غير مقبول لدى البعض الآخر ..وهذا حق لا نماري فيه، ولا نستعجل رد الفعل لهذا الرفض؛ لقناعاتنا الراسخة أن الأيام كفيلة بإزالة الغبش، وأن المواقف الصحيحة كفيلة بإظهار الحقيقة». وأوضح اليدومي «أن رؤية الإصلاح ليست في الوقوف ضد أحد بذاته، ولكن الإصلاح ضد أفكار شاذة، وسلوكيات منحرفة لا تأخذ بعين الاعتبار المصلحة العليا لليمن واليمنيين». وأضاف «كما أننا لسنا مع الذين يتوهمون لأنفسهم حق السيادة على أبناء هذا الوطن و يدّعون لأنفسهم مكانة ما أنزل الله بها من سلطان, ويتصورون لذواتهم نسبا يعلون به على غيرهم من بني البشر في هذا البلد الطيب أهله, والذي فتح صدره لكل من أراد أن يستقر فيه ويعيش مع مواطنيه عيشة شريفة وكريمة». وأوضح اليدومي «أن النسب في فهم الإصلاح لا يقدم أحداً على أحد من الناس، لأن الناس كل الناس، ينتسبون الى آدم عليه السلام, وآدم من تراب، ولا يفرق بينهم لون أو لسان». وأشار اليدومي إلى «أن الوضع في اليمن لا يحتاج إلى مثل هذا الكمَّ من الحقد والضغينة, وإنما هو في حاجة إلى الترفُّع عن مثل هذه الإفتراءات, والإرتفاع بإدراكنا إلى المستوى الذي نتجاوز فيه حجم المصاعب والمتاعب التي ينوء بحملها شعبنا الذي ثار على الظلم والطغيان والفساد والإفساد». وأختتم مقاله بالقول «إن الإصلاح كتاب مفتوح , يستطيع من يريد بحق أن يتعرف عليه فكرة ومسارا, أن يقلَّب صفحاته في الوقت الذي يشاء». مذكرا أن الشعوب لا تنهض من كبوتها؛ إلاَّ بأبنائها الذين يسود الحب قلوبهم, والتعاون فيما بينهم والرغبة الصادقة في البحث عن الوسيلة المثلى التي بعون الله عزوجل توصلهم إلى الأجدى في عملية البناء, بأقل المعاناة وأقرب الطرق.