تعيش مدينة عدن العاصمة الاقتصادية لليمن حراكاً سياسيا تطغى عليه النكهة الاحتفائية للثورة الشبابية اليمنية في ذكراها الثانية، والذكرى الأولى لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً لليمن وخلع علي صالح من الرئاسة. وطغت الفعالية المليونية التي احتشد لها أبناء المحافظات الجنوبية طغت على اجتاحت ترتيبات العنف التي كان قد رتب لها قيادات في كل من الحراك المسلح والمؤتمر الشعبي العام بمحافظة عدن. وأصدرت اللجنة الإعلامية لفعالية 21 فبراير في ساحة العروض بخور مكسر بلاغاً صحفياً قالت فيه "إن مجاميع من الحراك الجنوبي المسلح حاولت اعتراض مواكب المشاركين في فعالية مليونية الثورة بعدن المتوجهين الى موقع اقامة الفعالية في ساحة العروض". وحسب البيان فإن المتقطعين من أنصار الحراك استخدموا الرصاص الحي ونتج عنه إصابة خمس حالات من أبناء شبوةوحضرموت والضالع وتهشيم عدد من سيارات المشاركين, وقد تدخلت قوات الأمن لإيقاف تلك الاعتداءات. وكانت مجاميع الثورة قد تجاوزت تلك التقطعات ودخلت ساحة العروض بأهازيج تعكس الثقافة والفلكلور الشعبي والموروث الشفهي لكل محافظة، وتؤكد المصادر الطبية وقوع اصابات من صفوف الحراك أثناء صداماته مع الأمن. ويحشد تيار علي صالح في المؤتمر الشعبي طاقاته الإعلامية لإثارة المخاوف والحديث المقصور على سقوط قتلى وجرحى. وأفادت مصادر "عدن أون لاين" موافقة أحمد الحبيشي (رئيس مجلس إدارة صحيفة 14 أكتوبر -رئيس التحرير) على طباعة صور علي سالم البيض وتوزيعها على فعاليات الحراك، فضلا عن طباعة عدد من الصحف غير المرخصة التي صدرت اليوم متضمنة هجوما على الثورة والرئيس هادي. ازدياد زخم المشاركة مجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية أكد اقامة الفعالية وازدياد زخم المشاركة ويحمل الجهات المحرضة والمتقطعة كامل المسؤولية. من جانبه أكد محافظ محافظة عدن "أننا مع ممارسة جميع الأطراف لأنشطتها بسلمية وهدوء وتحضر دون العبث بأمن المواطن في عدن أو ضيوف المحافظة, وأن دورنا ليس منحازا إلا للوطن والمواطن". نجاة الشلفي ومنصور من اعتداء الحراك في سياق متصل نجا الزميلان أحمد الشلفي مراسل قناة الجزيرة، وأنيس منصور رئيس اللجنة الإعلامية لمهرجان 21 فبراير من هجوم من قبل بعض الحراكيين بالحجارة على سيارتيهما أدى إلى تضررها، وذلك أثناء مرورهم من إحدى النقاط في محافظة عدن. ومن جهة ثانية أكد الزميل أحمد الشلفي على صفحته في الفيس بوك إصابة 4 جرحى أثناء محاولة قوات الأمن تفريق مجاميع من الحراك حاولت دخول ساحة العروض بالقوة. رئيس تنسيق قوى الثورة: لا يحرض على العنف إلا أصحاب السوابق الدمويةالدعوة أما الناطق الرسمي لمجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية فصرح بإن قدوم أنصار من الحراك الجنوبي لمحاولة إفشال مليونية الثورة في عدن هو أمر مثير للاستغراب . وأضاف المهندس علي قاسم إن الثورة التي تجاوزت الكثير من التحديات وأسقطت الاستبداد والطغيان وكسرت جبروت صالح هي أقدر على تجاوز ما دونه من مشاريع العنف الصغيرة. مشيرا أن عدن مدينة السلام وعاصمة المدنية والاصل ان يعبر كل مكون فيها عن رأيه بسلام، ولا يحرض على العنف واثارة الحقد والكراهية بين ابنائها واخوانهم من ابناء الوطن الا من كانت له سوابق دموية وراغب في الانتقام منها ومن هذا الشعب العظيم الذي نبذهم وتخلص من استبدادهم –حسب ما نقله عدن أونلاين. من جانبه قال رئيس المجلس الثوري للموقع بمحافظة حضرموت صلاح باتيس أن ثوار حضرموت أتوا مع ثوار الجنوب إلى عدن مهد الثورة والثوار نطالب الحرية ونرفض مصادرة الرأي والحرية والاستبداد لنكمل ثورتنا في الذكرى الأولى لإسقاط صالح ديمقراطيا وهو الهدف الأول الذي قامت من أجله الثورة. واستغرب باتيس إن من يثيرون الفوضى ويتحدثون عن مواجهة الثوار ومنعهم من الاحتفال اليوم في عدن بهذه المناسبة قائلا: نحن نريد حرية، وجئنا لنحتفي بيوم أسقطنا فيه الاستبداد الذي ظلمنا جميعا ودمر الجنوب، وأتساءل كيف تصادر حريتي فيما أنت تدعو للتحرير؟!!. واطلق باتيس ما قال إنه نداء الإخوة والمحبة لكل من يهدف لإحقاق الحق أننا سنكون معا ولسنا ضد أحد، ونتمنى أن نرى أبناء الجنوب في تعدد ديمقراطي يقبلون بعضهم بعضا لا أن يتحاربوا ويتصادموا ويتقاتلوا، ويعيدون ذكريات أليمة عاشها الجنوب في عقود مضت وقد أعلن التصالح والتسامح.