أعلنت السلطات المحلية أمس خلو منطقة المناسح بمحور رداع محافظة البيضاء من المسلحين المشتبه أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة. وأقيم أمس الجمعة بمنطقة المناسح مديرية ولد ربيع محافظة البيضاء مهرجانا جماهيريا حاشدا حضره مدراء عموم مديريات قطاع رداع ومشائخ ووجهاء وأعيان رداع ولجنة الوساطة وجمع غفير من الموطنين ابتهاجاً بخلو منطقة المناسح من المسلحين واحتفالاً بالذكرى الاولى ليوم التداول السلمي للسلطة. وفي المهرجان أكد محافظ البيضاء الظاهري الشدادي أمام الجموع الغفيرة حرص الرئيس هادي على عدم اراقة الدماء وأن صدره سيضل مفتوحاً لكل من يعود الى جادة الصواب وينبذ العنف والتطرف ويلتحق بحضيرة الجماعة فالحق أحق أن يتبع موكداً باسم رئيس الجمهورية بان من اقلع عن العنف وعاد إلى جادة الصواب فانه لن يناله من الدولة سوء ولا مكروه. ولفت المحافظ في كلمته إنه ماكان ينبغي "أن يشوه تاريخ اسرة ال الذهب بسبب انحراف بعض أبنائها وانخراطهم في طريق الارهاب". وأشار إلى أن الاحتفال في منطقة المناسح يأتي بعد خلو المنطقة من المسلحين "بعد أن كانت بالأمس القريب مكان لقيادة تنظيم القاعدة وتدار منها أعمال ارهابية تهدد الامن والاستقرار وتستهدف أرواح الأبرياء". وأكد أن منطقة المناسح أصبحت "خالية من تنظيم القاعدة بفعل تعاون ابنائها وبفعل تضحيات أبناء القوات المسلحة الذين يسهرون على امن وسلامة الوطن". ووجه المحافظ كلمة شكر لعبداللاه الذهب وإخوانه سلطان وعبدالرؤوف الذين أبدو استعدادهم وتعاونهم مع الدولة لتصفية المنطقة من العناصر الارهابية وعدم السماح لهم بالبقاء في منطقة المناسح ونبذ العنف والارهاب والتطرف. ودعا المحافظ الشدادي الجميع إلى نبذ العنف والانصراف إلى الاعمال الحيوية والخدمية معلناً باسم الرئيس هادي تنفيذ عدداً من المشاريع الخدمية في مجال الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والطرقات بمديرية ولد ربيع خاصة ولقبيلة قيفة بشكل عام وبصورة استثنائية وسريعة وذلك لتخفيف هموم ومعاناة المنطقة, كما أعلن بأنه سيتم تشكيل فريق لحصر الاضرار من أجل معالجتها. من جانبه أكد الشيخ عبداللاه الذهب "التزامهم بما تم مع لجنة الوساطة وانصياعهم لسلطة الدولة"، مطالباً في الوقت ذاته الحكومة بان تقوم بدورها في تطبيق العدل والمساواة وفق مبادىء الشريعة الاسلامية وان تقوم بدورها في خدمة المنطقة وامدادها بالمشاريع الخدمية والتنموية. واشار الذهب في كلمته إلى أن هناك طرف ثالث يسعى إلى إفشال الوساطة وتصفية حسابات سياسية بعيداً عن مصلحة المنطقة. من جانبه كشف اللواء الركن محمد المقدشي نائب رئيس هيئة الاركان العامة للشؤون الفنية عن شروط الوساطة والمتضمنة أن يقوم من يسمون انفسهم بأنصار الشريعة بالقاء السلاح ونبذ العنف وأن يعودوا مواطنين "صالحين". وسبق واندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش والمسلحين في منطقتي المناسح وولد ربيع تسببت في مقتل وجرح العشرات من الجنود والمسلحين ومواطنين ونزوح عدد كبير من السكان. وكانت وساطة قبلية يقودها مشائخ من مراد على رأسهم الشيخ أحمد محمد القردعي والشيخ احمد محمد العجي طالب بالإضافة إلى عدد من مشائخ مديريات رداع على رأسهم الشيخ محمد احمد جرعون والشيخ عبدالسلام علي النصيري والشيخ عامر التيسي وآخرين، نجحت في وقف المواجهات المسلحة. وكان ثلاثة من الأجانب "نمساوي، وفنلنديين" قد تعرضوا للخطف في 19/12/2012م من أحد المحلات بالعاصمة صنعاء من قبل مسلحين مجهولين، ويعتقد –بحسب ما نقلته مصادر صحفية- أن القاعدة في رداع تسملتهم من الخاطفين الذين شعروا بالورطة بعد تنفيذهم عملية الاختطاف. وكان عناصر من تنظيم «أنصار الشريعة» فرّوا إلى مديرية رداع من محافظة أبين التي شهدت مواجهات مع الجيش, ورغم خروج معظمهم من المديرية إثر وساطات قبلية, إلا أن بعضهم مازال متواجداً في مناطق «ولد ربيع» و«المناسح» منذ يناير 2012م. ويسيطر التنظيم على أجزاء من مناطق قيفة مثل منطقة "المناسح" مسقط رأس قائد الذهب وما حواليها ومنطقة "حمة صرار". وسبق وسيطر مسلحون من تنظيم القاعدة في يناير 2012م على أجزاء من مدينة رداع لعدة أيام قبل أن تتمكن وساطة قبلية من إخراجهم مقابل إطلاق سراح سجناء لدى الحكومة. وكان طارق الذهب قد قاد عملية انسحاب العناصر المسلحة من مدينة رداع بشكل سلمي مقابل الإفراج عن عناصر من التنظيم بينهم شقيقه نبيل. لينتقل بعدها إلى منطقة "المناسح" مسقط رأسه قبل أن يقتل على يد أخيه الأكبر حزام في مارس من العام الماضي.