اختتم مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير اليوم الأربعاء بصنعاء أعمال الدورة التدريبية الإعلامية المتخصصة التي شارك فيها أكثر من 40 متدرب ومتدربة من مختلف وسائل الإعلام اليمنية (مرئية، مسموعة، مطبوعة) حول تعزيز حريّة الرأي والتعبير وحمايتها في التغطية الإعلامية بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونيسكو. الدورة التي حاضر فيها الدكتور حسن المجمر، منتج أول أخبار حقوق الإنسان والحريات العامة، بإدارة الحريات العامة وحقوق الإنسان بشبكة قناة الجزيرة الإعلامية، والأستاذ أحمد كرعود، خبير دولي في مجال حقوق الإنسان. استمرت لمدة ثلاثة أيام. وتناولات في يومها الأول أهمية الوعي بحقوق الإنسان للصحفيين، ونشأة وتطور النظام الدولي لحقوق الإنسان، المواثيق الدولية الأساسية في مجال حقوق الإنسان، المصادر الرئيسية لحقوق الإنسان وآليات الوصول إليها وكيفية الاستفادة منها في تخطيط وتنفيذ التغطيات الصحفية المهنية، مصادر معلومات حقوق الإنسان، تطبيقات عملية على مواقع حقوق الإنسان على الشبكة العنكبوتية، حرية الرأي والتعبير والوصول إلى المعلومات من منظور القانون الدولي لحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير والوصول إلى المعلومات في المواثيق الدولية والإقليمة، وآليات الدولية والإقليمية لحماية حرية الرأي والتعبير والوصول إلى المعلومات. كما تناولات دور التشريعات في حماية حرية الرأي والتعبير، ودور القضاء والمجتمع المدني في حماية حرية الراي والتعبير، كما تناولات تطبيق الالتزامات الدولية المتعلقة بحرية الصحافة على المستوى الوطني، التعرض لدراسة عن حالات إنتهاك لحرية التعبير. وعن دور الإعلام في تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في التغطية الصحفية إلى جانب التعرض إلى نماذج تطبيقية كالمساواة بين الذكور والإناث في التمتع بجميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المنصوص عليها في هذا العهد، الحق في التعليم، الحق في العمل، الحق في الصحة، وأثر الحق في الوصول إلى المعلومات في ترسيخ مفهوم وتطبيقات العدالة الانتقالية في مناطق ما بعد الصراع، إلى جانب ذلك تطرقت الدورة على مفهوم العدالة الإنتقالية، وأدوات وآليات إعمال العدالة الانتقالية في مناطق ما بعد الصراع، والعلاقة بين الحق في الوصول إلى المعلومات وترسيخ مفهوم وتطبيقات العدالة الانتقالية، وتحديات تعزيز تطبيقات العدالة الانتقالية في التغطية الإعلامية. وضمن مفردة التدريب تم تكليف المتدربين بعد توزيعهم إلى خمس مجموعات، بكتابة تقارير وقصص إنسانية تتعلق بمفردات التدريب وآليات حقوق الإنسان التي نصت عليها التشريعات الدولية، والتي تم مناقشتها في الدورة، وقد فاز كلا من: محمد المقبلي، وليد البكوس، محمد الجرادي، هلال الجمرة، نسيم الجرعي، فخر العزب، محمد الشرعبي بكتابة أفضل قصة خبرية خيالية، تحكي واقع طفلة يمنية توزع ساعات النهار ما بين العمل منذ الصباح الباكر ومن ثم تعود الفترة المسائية إلى صفوف المدرسة، باعتبارها العائل الوحيد منذ وفاة والدها. إلى ذلك عبر المدربين عن إعجابهم وتقديرهم للمتدربين، مؤكدين أنهم عكسوا استجابة عالية وقدرة على الفهم والإبداع. وأكد الدكتور حسن المجمر أن التفاعل الإيجابي الذي حدث بين المدرب والمتدربين دليل على قابلية المتدربين للإبداع والتطور. من جانبهم عبر المتدربين عن سعادتهم بالدورة، مؤكدين أن ما تلقونه فيها كان ذا قيمة كبيرة وكانوا في أشد الحاجة للمرور به. حيث أكد المتدرب شادي ياسين أن الدورة كانت مميزة بكل المقاييس. وقال«منحتنا تجربة فريدة في معرفة التقنين الأممي لحقوق الإنسان، وكيف ينظر العالم لمعنى حقوق الإنسان التي تنتهك بدم بارد في بلدنا والوطن العربي برمته». وقال «استفدنا كثيراً في شأن مساهمة وسائل الإعلام في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان، وكيف بإمكانها حمل قضية إنسانية، لابتغاء الإنصاف». من جانبه قال المتدرب محمد عبدالله الجرادي أن الدورة كانت مهمة جدا، تعرفت وزملائي أكثر على أهمية حرية الرأي والتعبير، وكيف أنها تمثل حجر الزاوية في المجتمعات الحرة والديمقراطية، كما تعرفنا من خلالها على الآليات والتشريعات الدولية لحقوق الإنسان، أضافة إلى أن الدورة أكدت لنا مدى الترابط بين العمل الصحفي وحقوق الإنسان، والدور الكبير الذي يمكن أن يساهم به الإعلام في نشر هذا الثقافة. وبالتأكيد ستتغير كثير من المفاهيم لدينا بعد هذه الدورة في التعامل مع المواضيع الحقوقية والإنسانية في المستقبل».