بدأ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس زيارة رسمية لجمهورية الصين الشعبية يجري خلالها مباحثات قالت مصادر مطلعة في صنعاء إنها تركز بدرجة أولى على ملف الكهرباء وبدائل الإضاءة. ويواجه اليمن منذ بدء الأزمة في البلاد عام 2011 عمليات تخريب مستمرة للتيار الكهربائي الذي تعرض منذ عامين لأكثر من 200 اعتداء في المناطق التي يمر بها التيار الواصل من المحطة الكهربائية الغازية في مأرب إلى العاصمة صنعاء، ومنها إلى باقي المحافظات. وبقيت الفترة الماضية تشهد تجاذبات بين الأطراف السياسية بشأن من يقف وراء تلك العمليات التخريبية، لكن أصابع الاتهام بدأت توجه في الآونة الأخيرة لأباطرة تجارة المولدات الكهربائية الصغيرة وتجار الشمع الذين أشارت مصادر إلى تورطهم في عمليات تخريب لشبكة الكهرباء العمومية بغية خلق رواج دائم لسوق تجارتهم وتفادي أي كساد قد ينجم في حال استقرت الأمور ولم يتعرض التيار الكهربائي لأي انقطاع. وأوضح مصدر رئاسي ل"العربية نت " أن الرئيس هادي سيبحث مع المسؤولين الصينيين مساعدة اليمن على اتخاذ خطوات رادعة لتجار الإضاءة البديلة " أمراء الشمع والمولدات الصغيرة" الذين لدى الحكومة اليمنية دلائل على تورط رؤوس كبيرة منهم في عمليات تخريب للتيار الواصل من المحطة الغازية الرئيسية في مأرب لشبكة الكهرباء العمومية. من جانبه قال المحلل السياسي قائد مدهش إنه "إلى جانب أزمات المشتقات النفطية التي تظهر بين وقت وآخر، فإن عمليات التخريب المستمرة للتيار الكهربائي واحدة من أبرز الملفات الشائكة التي خلقت استياء شعبيا وأثرت سلبا على الرصيد الشعبي للرئيس هادي، وكان يتم إلصاق تهمة مرتكبي تلك العمليات بخصوم النظام الجديد، قبل أن تبرز مؤخرا تلميحات واتهامات لمن يوصفون ب "أمراء تجارة الشمع والمولدات الكهربائية المنزلية الصغيرة". وحول إن كان سيبحث الرئيس هادي مع المسؤولين الصينيين هذا الملف قال: "لا أعتقد أنه سينجح في منع تدفق المولدات الكهربائية الصينية الصغيرة والرخيصة إلى السوق اليمنية وكذلك الشموع، باعتبار أن تلك معاملات تجارية بين شركات صينية ومستوردين يمنيين والحكومة الصينية بطبيعة الحال تشجع عمليات تصدير السلع الصينية، ولن تعيق تدفقها إلى البلدان الأخرى، ولكن على الأقل سينجح الرئيس هادي في الحصول على جوانب دعم من الصين تكون بمثابة ترضية أو تعويض". وكانت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" قالت إن الزيارة تستغرق عدة أيام وتأتي تلبية لدعوة تلقاها الرئيس اليمني من الرئيس الصيني شي جين بينغ . ونقلت الوكالة الرسمية عن الرئيس اليمني قوله إنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين تشمل مجالات الطاقة الكهربائية والموانئ والمطارات والغزل والنسيج وغيرها من المجالات، موضحا في ذات الوقت أنه سيتم عقد شراكة مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة في العديد من المجالات.