في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري كانت اليمن تعيش أوضاعا مأساوية بسبب تناحر الأئمة الذين وصل عددهم داخل صنعاء وحدها خمسة أئمة غير الأئمة خارج صنعاء يستعين كل منهم بقبيلة أو أكثر من القبائل المحيطة بصنعاء أو غيرها ليدخل الأئمة المتناحرون حروبا ضروسا يقتل فيها الآلاف وتنهب فيها المدن كان الامام في البداية هو الهادي محمد بن المتوكل ثم بويع للإمام المنصور محمد بن عبدالله الوزير على يد شيخ الاسلام أحمد بن اسماعيل العلفي ثم أنقلب شيخ الاسلام العلفي على المنصور وبويع للإمام احمد بن هاشم الويسي ثم بويع للإمام المتوكل محسن بن أحمد الذي استدعاه شيخ الاسلام العلفي من كحلان . وممن أدعى الامامة في تلك الفترة الزمنية الحالكة غير هؤلاء الامام علي بن المهدي وتلقب المتوكل والامام العباس بن عبدالرحمن الشهاري وتلقب بالمتوكل والامام غالب بن محمد بن يحيي وتلقب بالهادي والامام العباس بن المتوكل احمد بن المنصور علي والامام احمد اب طالب الذي كان يطلق عليه ( شوع الليل ) وو.الخ ( لم استطع احصائهم ) ** نماذج من مأساوية ورعب الفترة : (وفي ليلة الجمعة لعشر بقين منه دخلت سنحان وهمدان بير العزب قبل الفجر وانتهبوها نهباً فظيعاً حتى المساجد وأخذوا أبواب الضعفاء مع جميع الأخشاب ) **السيد العلامة أحمد بن حسين شرف الدين يصف الوضع : في صورة من صور الكوميديا التراجيدية وصف السيد العلامة احمد بن شرف الدين الكوكباني ( المعروف بالقارة ) وضع صنعاء في تلك الفترة الزمنية في لوحة شعرية كوميدية ساخرة أختار لكم منها : ضاعت الصعبه على الخلفاء ***خبط عشواء والسراج طفا لا تصدق أن ثم وفا***** حسبنا لا إله إلا الله ### والذي في السر كان إمام*** قد نبع منها بعير كلام ورجع يزحر بغير وحام*** ونزق لا إله إلا الله وابن شمس الحور في غربه**قد دعا حتى جته شحبه وخرج منها إلى الرحبه*** لا لشيى لا إله آلا الله والإمام محسن إمام عظيم*** بالخلافه والشروط عليم وهو في حصن الغراس مقيم*** منتظر لا إله إلا الله كلهم قاموا بغير ركب **من ملك رطلين نحاس ضرب والوقيد قالوا كبا وقصب*** وقشاش لا إله إلا الله ### وأمير المؤمنين معيض**** قد فعل فيها طرق وفريض شاربه قالوا طويل وعريض***مجعلى لا إله إلا الله ورعا يا ذا الزمان همج*** خلو الدنيا ملان رهج من دعاء المام ضحك وزبح ***عسبوا لا إله إلا الله ### ودغيش المام حق شعوب في كلام جابر وشوع وزوب والمراتب والخيول سنوب عقل تيس لا إله إلا الله ### المصدر / كتاب ( الجامع الوجيز في وفيات العلماء أولي التبريز للقاضي الجنداري )