مفارقات عجيبة وغريبة بين خطاب السيد "عبد الملك الحوثي "وبيان مكتبه السياسي "انصار الله "تناقضات كثيرة بين الخطابين الذي القيا في اقل من 12 ساعة ، ما يؤكد ان جناح المكتب السياسي لانصار الله بزعامة القيادي صالح هبره تدور في فلك فيما يدور الزعيم الرئيسي لجماعة الحوثي المسلحة ومركزها صعدة المراهق الشاب عبدالملك الحوثي في فلك اخر، بالإضافة الى ان الخطاب السياسي والاعلامي للجماعة غير واضح وجلي قائم على الارتجال والتخبط كما هو الحال في بقية شؤونها. في هذا التحليل للخطابين نستخلص في نقاط ابرز المفارقات والتناقض فيما بين الخطابين ابرزها الاتي ففيما يتحدث بيان مكتب انصار الله عن الحوار الوطني وآليته التنفيذية ويدعو لتطبيق مخرجاته متناسينا ان جماعته اول من تنصل عن تلك المخرجات بتمردها على الدولة في صعدة وشنها حروبا عدوانية غاشمة في دماج وارحب وهمدان وحوث والخمري و ضوران والرضمة وعمران ،فضلا عن مماطلتها في تسليم الاسلحة الثقيلة التي بحوزتها وتستخدمها في عدوانها على اليمنيين للدولة كما تنص المخرجات النهائية . يذهب عبدالملك الحوثي في خطابه المتلفز للحديث عن الاوضاع الامنية متهما حزب الاصلاح بكونه اقصائي ويحب ان يستأثر في السلطة وان ن أسوأ وضع أمني وصل اليه البلد هو في العهد الإخواني – بحسب تعبيره ، متناسيا أن مليشياته المسلحة هي من تفتعل كل الاختلالات الامنية في العهد الاخواني فتشن حربا هنا وتتقطع هنا وتشرد هنا وتدمر هناك فضلا عن ان تحالفه مع الرئيس المخلوع علي صالح الذي شن عليهم ستة حروب متتالية قائم على افتعال الازمات وإقلاق السكينة العامة للمواطنين . اما فيما يتعلق باهتمامه للإصلاح بكونهم اقصائيين فاتهم السيد الاصلاح بتلك التهمة بناء على حيثيات موجودة في الميدان فالإصلاح من شرد اهالي دماج من قراهم ومن قبلهم اخرج يهود آل سالم ،وحول اكثر من 20 مسجدا سنيا في صعدة الى سجون ومقرات لمليشياته، والاصلاح من اعتداء على قيادات الحوثي في صعدة واحرق مقرها والاصلاح لايقبل بأحد ممن يحالفونه في الرأي ...عجبي !! بالعودة الى بيان انصار الله (الجناح السياسي) فنتجد ان لهجة التهديدات وهي القاسم المشترك بين الخطابين كوسيلة على اختلاف المهددين فيما بينهما فجاء البيان مهددا الحكومة فيما ذهب السيد في تهديداته الى الاصلاح ايمانا منه بأنه الحزب الوحيد الذي يتصدى لمشروعه السلالي الطائفي . السيد في خطابه ايضا يتحدث عن خوف الاصلاح من الانتخابات القادمة ومطالبته بالسجل القديم حتى يتيح له التزوير كما قال واستغرب من تحول موقف الاصلاح من معارض للسجل القديم الى مؤيد له ...وهو بحديثه ذلك يتحدث بثقة عن الانتخابات والعملية الديمقراطية وكانه يتزعم لأحد اعرق الاحزاب السياسية في المنطقة العربية و جماعته تؤمن بالديمقراطية وسيلة للتداول السلمي للسلطة ناسيا ان فكره قائم على اعطاء سلالته الحق الالهي في الحكم وانه ومن قبله الزعيم الروحي لجماعته الصريع حسين الحوثي اكدا اكثر من مرة احقيتهم في الحكم وانحصار هذا الحق في " البطنين " ،وان سيطرته على صعدة وبعض المناطق في المحافظات الشمالية جاءت بقوة السلاح وتمرده على الدولة وقتله للجنود ليحقق هذه السيطرة . يتهم الحوثي اطرافاً في السلطة لم يسمها بالسعي الى الزج بالجيش في معارك لا وطنية, وقال انهم يدفعون الجيش الى معاركهم الخاصة كما سبق وزجوه خلال الأعوام الماضية, متجاهلا اعتداءاته المتكررة على منسبي المؤسستين العسكرية والامنية اخرها ما أكدته اللجنة الامنية في محافظة عمران عن قيام مليشيات الحوثي بالاعتداء على نقطة قارن غرب مدينة عمران يوم الاربعاء الماضي وقتلهم عدد من افرادها واعتقالهم افراد اخرين ومن ثم الاستيلاء على النقطة ومن قبلها الاعتداء على نقطة الظفر شمال مدينة عمران فضلا عن تحريضهم المستمر على قيادة وضباط ومنتسبي اللواء 310 مدرع على قنواتهم الاعلامية ليل نهار. فهذه ابرز النقاط التي تبين متى التاقض العجيب بين اقوالهم وافعالهم لعلكم ترشدون؟